القلعة نيوز :
كييف - قام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي نادراً ما يتنقل خارج العاصمة منذ بدء الغزو الروسي، بزيارته الأولى لمدينة ميكولايف في جنوب أوكرانيا .
وأظهر مقطع فيديو نشرته الرئاسة الأوكرانية زيلينسكي وهو يتفقد مبنى سكنيًا متضررًا بشدة ويعقد اجتماعات مع مسؤولين محليين في مدينة ميكولايف الساحلية والصناعية التي لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية لكنها قريبة من خيرسون التي يحتلها الروس. ولا تزال المدينة هدفًا لموسكو لأنها تقع على الطريق المؤدي إلى أوديسا، أكبر ميناء في أوكرانيا.
إلى ذلك، قالت وكالة الإعلام الروسية الرسمية إن 77 من العاملين في منجم للفحم بمنطقة دونيتسك الانفصالية بشرق أوكرانيا حوصروا بعد انقطاع الكهرباء عن المنجم إثر قصف القوات الأوكرانية المنطقة.
وأضافت الوكالة نقلا عن قوات الدفاع بالمنطقة الانفصالية التي تدعمها روسيا «نتيجة القصف من قبل (القوات الأوكرانية) انقطعت الكهرباء عن منجم زاسيادكو في دونيتسك ولا يزال 77 من عمال المناجم محاصرين تحت الأرض».
ومع احتدام الحرب في شرق أوكرانيا، تلقت كييف دفعة كبيرة عندما أوصى الاتحاد الأوروبي بأن تصبح مرشحة للانضمام إلى التكتل، ووافق الاتحاد الأوروبي على ترشيح أوكرانيا وجارتها مولدوفا للانضمام إلى الاتحاد ليصل بذلك إلى عمق الاتحاد السوفياتي السابق في ما قد يكون أكبر تحول جيوسياسي ناجم عن الهجوم الروسي، وعلى الرغم من أنها ليست سوى بداية لعملية قد تستغرق سنوات عديدة إلا أنها تضع كييف على المسار الصحيح لتحقيق طموح كان من الممكن أن يكون بعيداً عن متناولها قبل أشهر فقط.
ومن المتوقع أن يصدق زعماء الاتحاد الأوروبي على توصيات اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي الخاصة بأوكرانيا ومولدوفا المجاورة، والتي تم الإعلان عنها، يوم الجمعة 24 يونيو (حزيران)، في قمة تعقد الأسبوع المقبل.
وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قرار السلطة التنفيذية وهي ترتدي ملابس بلوني علم أوكرانيا الأصفر والأزرق، وقالت، «الأوكرانيون مستعدون للموت من أجل المنظور الأوروبي»، نريدهم ان يعيشوا معنا الحلم الاوروبي».
وأشادت رئيسة مولدوفا مايا ساندو بما قالت إنها «إشارة دعم قوية لمولدوفا ومواطنينا». وقالت إن حكومتها ملتزمة بالعمل الجاد بالنسبة لهذا الأمر.
وتقدمت أوكرانيا بطلب للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بعد أربعة أيام من تدفق القوات الروسية عبر حدودها في فبراير (شباط). وبعد أربعة أيام أخرى حذت حذوها مولدوفا وجورجيا وهما دولتان سوفيتيتان سابقتان أصغر حجماً تتصارعان أيضاً مع مناطق انفصالية تحتلها روسيا.
وكتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي على «تويتر»: «إنها الخطوة الأولى على مسار العضوية في الاتحاد الأوروبي التي ستقرب بالتأكيد انتصارنا. بسبب شجاعة الأوكرانيين على وجه التحديد يمكن لأوروبا أن تخلق تاريخاً جديداً من الحرية وأن تزيل أخيراً المنطقة الرمادية في أوروبا الشرقية بين الاتحاد الأوروبي وروسيا».
وكان من بين الأهداف الرئيسية للرئيس فلاديمير بوتين في شن هجوم أسفر عن سقوط آلاف القتلى وتدمير مدن ودفع ملايين إلى الفرار وقف توسع الغرب شرقاً من خلال التحالف العسكري لحلف شمال الأطلسي.
وأكد إعلان الجمعة كيف كان للحرب تأثير معاكس وهو إقناع فنلندا والسويد بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والآن للاتحاد الأوروبي للشروع في التوسع المحتمل الأكثر طموحاً منذ الترحيب بدول أوروبا الشرقية بعد الحرب الباردة.
وقلل بوتين من شأن قضية الاتحاد الأوروبي قائلاً يوم الجمعة «ليس لدينا شيء ضده. إنه ليس كتلة عسكرية. من حق أي دولة الانضمام إلى اتحاد اقتصادي».
وحمل الرئيس الروسي على الغرب في خطاب حافل بالشكوى أمام منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي.
وهاجم بوتين الولايات المتحدة قائلاً إنها تعتبر نفسها «ظل الله على الأرض». وقال إن تعنت الغرب لم يترك لروسيا اختياراً سوى تنفيذ «عملية عسكرية خاصة» في أوكرانيا، وتعهد بالتغلب على العقوبات الغربية.
وقال «نحن شعب قوي ونستطيع مجابهة أي تحد. إننا، مثل أجدادنا، سنحل أي مشكلة. تاريخ بلادنا الذي يرجع إلى آلاف السنين ينطق بذلك».
وفي حين أوصت المفوضية الأوروبية بمنح وضع الدولة المرشحة لأوكرانيا ومولدوفا، لم تفعل ذلك بالنسبة لجورجيا الأكثر اضطراباً والتي قالت المفوضية إن عليها أن تلبي مزيداً من الشروط أولاً.
ويتطلب الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي سنوات من الإصلاح الإداري إذ أن هناك 35 «فصلاً من الاشتراطات» تحدد المعايير التي يتعين الوفاء بها في مجالات تمتد من السياسة القضائية والخدمات المالية إلى سلامة الأغذية.
والعضوية غير مضمونة. وعلى سبيل المثال تأجلت المحادثات مع تركيا لسنوات، وهي عضو مرشح منذ عام 1999. وإذا قُبلت أوكرانيا فإنها ستكون أكبر دول الاتحاد الأوروبي من حيث المساحة والخامسة من حيث عدد السكان.
والدول الثلاث التي كانت جمهوريات في الاتحاد السوفياتي وتطمح للحصول على العضوية أفقر بكثير من أي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي الآن. وكالات