القلعة نيوز : تبدو السماء زرقاء للعين البشرية في يوم مشمس صاف، مهما اختلف موقع الناظر على الكوكب، ولكن غالبا ما يفسر هذا بشكل خاطئ على أنه انعكاس لزرقة البحار والمحيطات على كوكبنا.
وفي الواقع، قد يكون سبب تلون السماء باللون الأزرق كامنا في عملية بسيطة، تتعلق بالغلاف الجوي للأرض والضوء.
لم السماء زرقاء؟
تبدو السماء زرقاء بسبب الطريقة التي يتفاعل بها الضوء مع الأرض. وعندما يضرب ضوء الشمس جزيئات الغاز في الغلاف الجوي، ينقسم الضوء إلى جميع ألوان قوس قزح.
ويُعرف هذا التأثير باسم "تشتت رايلي"، والذي سمي على اسم مكنشف، اللورد رايلي. وهو تبعثر مرن للضوء أو أي أشعة كهرومغناطيسية أخرى نتيجة تأثير جسيمات أصغر من الطول الموجي للضوء، ويمكن أن تكون هذه الجسيمات إما ذرات مستقلة أو جزيئات.
وينتقل الضوء على شكل موجات من الطاقة، والتي تنتشر في كل مكان عندما ينفصل ضوء الشمس.
والسماء زرقاء لأن موجات الضوء الأزرق تشتت أكثر من الألوان الأخرى. وعندما تكون الشمس عالية في السماء، تظهر بيضاء، وهو لونها الحقيقي.
ويتكون ضوء الشمس من مجموعة ألوان تبدو بيضاء عندما نراها معا، ولذلك عندما يتشتت الضوء أو ينكسر، نرى ألوانا مختلفة.
كما نرى لون السماء يميل إلى الحمرة عند شروق الشمس وغروبها، ويعود ذلك لأن الشمس في فترة الشروق والغروب تكون أبعد ظاهريا عن الأرض، حيث يكون الضوء الأحمر ذو الطول الموجي الكبير هو الضوء الذي يتشتت أولا ويتمكن من اختراق الطبقات المنخفضة في الغلاف الجوي، ما يجعل السحب تتصبغ بألوان مذهلة من الأحمر والبرتقالي والوردي.
من الشائع إلى حد ما أن ترى السماء تتحول إلى ظلال مختلفة من اللون الأحمر أو الوردي.
ولكن في بعض الأحيان، يمكن أن تكون للسماء ألوان غير معتادة، وقد تكون مزعجة للغاية إذا لم ترها من قبل، ولا تعرف ما هي.
ففي بعض الأحيان تتحول السماء إلى اللون البرتقالي، بسبب الغبار الصحراوي الذي نحمله الرياح وتدفعه إلى ارتفاعات عالية. ويمكن للغبار بعد ذلك السفر في جميع أنحاء العالم.
ورغم أن هذه الظاهرة قد تبدو جميلة، إلا أنها قد تشكل خطورة على صحة بعض الأشخاص، حيث أن العواصف الترابية هي مصدر للجسيمات الطبيعية، بما في ذلك المواد الصغيرة جدا والمواد المسببة للحساسية المحتملة والملوثات.
ويمكن أن تكون خطيرة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض الرئة مثل الربو وأنواع الحساسية الأخرى.
وفي أوقات أخرى تظهر السماء صفراء. وخير مثال على ذلك عندما تظهر الشمس باللون الأحمر الدموي، بينما تبدو السماء صفراء اللون.
ووفقا لمكتب الأرصاد الجوية، غالبا ما يكون غروب الشمس أحمر أو برتقاليا لأنها منخفضة في السماء، لذلك يجب أن يتحرك ضوء الشمس عبر طبقة أكثر سمكا من الغلاف الجوي قبل أن يتشتت وينحرف ويُرى بالعيون البشرية، ونرى الأطوال الموجية للضوء الأحمر والأصفر.
هل السماء زرقاء على الكواكب الأخرى؟
لا تتمتع الكواكب الأخرى بغلاف جوي مثل غلافنا الجوي ولذا ستبدو سمائها مختلفة.
وعلى سطح المريخ، على سبيل المثال، يبلغ سمك الغلاف الجوي نحو 1% من سمك الغلاف الجوي للأرض.
ونتيجة لذلك، لن يتشتت الضوء بقدر ما ينتشر على كوكبنا.
وبحسب موقع Royal Museums Greenwich: "قد نتوقع أن يكون للمريخ سماء زرقاء باهتة للغاية، ولكن بسبب ضباب الغبار الذي لا يزال معلقا في الهواء، فإن سماء المريخ أثناء النهار تبدو صفراء أكثر. وهذا لأن جزيئات الغبار الأكبر تمتص الضوء الأزرق ذي الطول الموجي القصير وتبعثر الألوان المتبقية لإعطاء لون أحمر أو برتقالي فوق سماء المريخ".