شريط الأخبار
ترامب : رحلتي إلى الشرق الأوسط ستكون "مميزة جدا" إسرائيل تنقل أسرى إلى النقب وعوفر تمهيدًا للإفراج عنهم حماس: أنهينا التحضيرات لتسليم المحتجزين الإسرائيليين الأحياء حماس تبلغ الوسطاء بتعذر الوصول لجثث بعض الرهائن السيطرة الكاملة على مليشيا تابعة للاحتلال بغزة - تفاصيل أ ف ب": توقيع وثيقة ضمانات بشأن النزاع في غزة خلال قمة شرم الشيخ ضيف من خارج عالم السياسة في قمة شرم الشيخ للسلام .. من هو؟ معالي أمين عمان يستقبل وفدا من أهالي مرج الحمام القاهرة: الحل النهائي بشأن غزة سيكون في إقامة الدولة الفلسطينية مختصان: قمة مصر تبحث إنهاء الحرب على غزة.. وواشنطن تملك مفاتيح القرار الرواشدة ينشر عن جداريات في محافظة مادبا مصادر من «حماس» تكشف أسباب عدم مشاركتها في مؤتمر شرم الشيخ "يديعوت أحرونوت": نتنياهو استسلم بشكل كامل لحماس وأخفى الحقيقة أ ف ب: حماس تصرّ على الإفراج عن 7 قادة فلسطينيين في عملية التبادل بدء دخول شاحنات الوقود والغاز إلى غزة بعد عامين من الحصار الإسرائيلي استشهاد الصحفي الجعفراوي برصاص ميليشيا مدعومة من إسرائيل الحملة الأردنية والهيئة الخيرية تعيدان تأهيل 3 آبار لخدمة النازحين بابا الفاتيكان:وقف حرب غزة بداية لمسيرة السلام في الأرض المقدسة الملك يعزي هاتفيا أمير دولة قطر بضحايا الحادث المروري في شرم الشيخ حكومة جعفر حسّان... هل أحدثت فرقًا؟.

نمطية خطبة الجمعة

نمطية خطبة الجمعة
د.نسيم ابو خضير
القلعة نيوز - إن خطبة الجمعة تشكل جزءا مهما من حياة الناس في أي مجتمع إسلامي ، وإن كانت الرؤية العامة نحو خطبة الجمعة على أنها إما أن تكون وعظا تقليديا في أمور يعرفها الناس ، وقد سمعوها كثيراً نظراً لتكرارها من الخطباء والمرشدين في المساجد ووسائل الإعلام (وإن كان التذكير بها أمر إيجابي طبعا) ولكنها تلقى بأسلوب بارد ، تراه في تثاؤب المصلين وشرودهم الذهني ، وارتكائهم على الأعمدة والجدران ، وفي حركتهم الكسولة ، وحتى نوم بعضهم .
أو أنها خطاب سياسي ، يريد من ورائه الخطيب شعبوية زائفة ، حيث يخرج الخطيب غاضبا على المنبر يعلن رفضه الحادة من خلال خطاب ديني يخلط فيه النقد السياسي بالموعظة الدينية والتحليل الفقهي . الأمر الذي جعل الحكومات في عالمنا الإسلامي تبحث عن وسائل للسيطرة على خطبة الجمعة وضبطها بسبب جهل بعض الخطباء بأمور السياسة ، وعدم إدراك مراميها ، فليس من الحكمة في عصر التقدم التكنولوجي ووسائل الإتصال الحديثة ، إطلاق الحبل على الغارب في إطلاق الإتهامات وإثارة الدول والشعوب ضد المسلمين في كل مكان .
ولا أقصد من ذلك ترك قضايا الأمة ، ولكن بأن يتم طرحها ومعالجتها بالتي هي أحسن ، بعيداً عن السب والشتم واللعن ، فهذا منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لم يؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته اللعن أو السب والشتم لأحد .
إن الجمعة قد تكون أمرا مختلفا تماما عما هي عليه الآن ، لو أنها خضعت لوسائل التطوير الحقيقي ضمن برنامج متكامل لايتعلق فقط بإعادة سرد المعلومات من أكاديمين أو حتى متنفعين وأصدقاء ،، لقاء مكافأة ،، وهو أمر لا أفهم لماذا بقي في إطار جامد رغم هذه السنوات التي تقدم فيها فن التدريب والخطابة والتعامل مع الجمهور ، وصار على الخطباء أن ينافسوا وسائل الإعلام التي تعمل كل يوم على تطوير نفسها .
إن الخطبة يجب أن تتطور وتخرج عن ثوبها التقليدي ، لتصبح جزءا من حياة الناس العصرية ، حتى تتماشى مع تطلعاتهم ونمط حياتهم السريع ، بحيث تكون الخطبة متخصصة في مجال معين ، وربطه بالشريعة وحياة الناس ، وأن يتم التركيز في خطبة الجمعة على قضايا علم النفس وعلاقتها بالجريمة ، وقضايا الإقتصاد وعلاقتها بالبطالة والفقر ، وحث الناس على استغلال الأرض وزراعتها ، وحفر الآبار لجمع مياه المطر ، وبناء السدود ، وقضايا المعاملات ، وحث الناس على الصدق والأمانة ، والبعد عن آفات اللسان ، والاهتمام بالقضايا الإجتماعية ، مثل الإصلاح بين الناس ، وتشجيع مواثيق إلغاء طقوس العزاء والافراح وما يرافقها من إسراف وتبذير وآثارها السلبية على صاحب العلاقة ، والاقتصاد الوطني ، وتشجيع الصناعات التقليدية والمساعدة في تسويقها ، والتركيز على قضايا الشباب وقضايا المرأة بأسلوب جديد ومشوق لابأسلوب التهجم والتقليل من شأنهم .
إن شريعتنا الإسلامية السمحة اهتمت بالفرد والجماعة في جميع مجالات الحياة ، والمطلوب مراجعة واقع البعض من خُطبائنا وأئِمة مساجٍدُنا ، والذين يحتاجون إلى وقفة صادقة من قِبل الجهات الرسمية ذات الصِلة ، لما يُعانيه البعض من هؤلاء الأئِمة ، من تدن بمستوى تعليمهم ، وضعفهم بمواكبة أحداث ومشاكِل المُجتمع وقضاياه ، وتركيزهم على الوعظ والإرشاد الديني ، وانصِرافهم عن الكثيرمن الظواهرالاجتماعية، وقضايا الجريمة والإنحراف والتربية والسلوكيات الشاذة ، إلى جانب إنصرافهم عن معالجة قضايا وطنية .
إن تطوير خطبة الجمعة يحتاج أن يكون الخطيب الناجح مختلفا عن خطيب الجمعة التقليدي ، بأن يكون مثقفا أو أكاديميا ، يملك الأسلوب الشائق ، والقدرة على التفاعل مع جمهوره ، ولديه الروح العصرية التي تجعله يتقبل كل هذه التغييرات ، وغير ذلك من الصفات.
إن تطبيق هذا النهج يحتاج إلى تدريب الخطباء على كيفية ربط الدين بالحياة ، وفن الحوار والإلقاء . فخطبة الجمعة ليست سردا للمعلومات بقدر ماهي إعداد وتشكيل سلوك إيجابي لدى المتلقين .