شريط الأخبار
مصدر رسمي : العملية الأمنية في الرمثا مستمرة حتى اللحظة ترامب: نقترب من التوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا تحديث : إصابة 4 أشخاص في مداهمة أمنية بمدينة الرمثا ولي العهد عبر انستقرام: شكرًا للنشامى عاجل : المومني : الأجهزة الأمنية تنفذ مداهمة أمنية لخارجين عن القانون في لواء الرمثا مندوبا عن الملك، ولي العهد يرعى احتفال الاتحاد الأردني لكرة القدم باليوبيل الماسي لتأسيسه غوتيريش: إقامة الدولة للفلسطينيين حق أصيل وزير الخارجية يجري مباحثات موسّعة مع نظيره الألماني شهيد ومصابان من قوات الأمن السورية باعتداء إرهابي في ريف السويداء وكالة أممية: إعادة إعمار غزة يكلف أكثر من 70 مليار دولار حسّان يترأس اجتماع مجلس أمناء جائزة "الحسين للعمل التطوعي" الرواشدة : فخور بوجودي مع كادر وزارة الثقافة في لقاء يفيض شغفًا بالإبداع والفنون الوسطاء يجتمعون في القاهرة لبحث المرحلة الثانية من اتفاق غزة الملكة: بين أبنائي وبناتي في الجامعة الأردنية رئيس الأعيان يُجري مباحثات مع نظيره الياباني في طوكيو الملكة رانيا تزور الجامعة الأردنية وتطلع على مشروع رقمنة التعليم وزير الثقافة وسفير جمهورية جورجيا يبحثان تعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين الملك وولي العهد السعودي يبحثان هاتفيا التطورات الإقليمية والعلاقات الثنائية قروض بمليار دولار.. تعاون جديد بين فيفا والسعودية فائض الميزان التجاري السعودي ينمو بأسرع وتيرة في 3 أعوام

حسن محمد الزبن يكتب : الدولة.. أو الحكومة المؤثرة..

حسن محمد الزبن  يكتب :   الدولة.. أو الحكومة المؤثرة..

القلعه نيوز - بقلم - حسن محمد الزبن

ليس خافيا ولا ضرب من الخيال حقيقة القول أن العامة من الناس لم تعد تثق بالوعود التي تصدرها الحكومات عبر تصريحاتها منذ ربع قرن مضى وحتى الآن، ففي وعود الحكومات تجد ما لم يحظ ببصمة عريضة تعبر عن فسيفسائية لمكون الشارع الأردني، أو يُسلم بها على أنها وعود جادة، أو استحوذت على القبول لنهج هذه الحكومة أو تلك،

ولا يمكن وصف الطبقة العامة لمجرد رأيها أنها متمردة على نهج الحكومات، أو أنها تحب المماحكة، أو الرفض، أو المعارضة لأجل المعارضة، أو ترى في النقد وسيلة لفشة الخُلق كما يقولون، أو إن هناك علاقة جدلية دائما بين الشارع والحكومات، الأمر برمته أن هناك ما يكتنفه الغموض في بناء العلاقة من أساسها، ولم تصل إلى قدرة هذه الحكومات على استحواذ الرضى، كونها لم تتقن الإحتراف بالتعامل مع بواطن عقل الشارع لدى ثلاثة أجيال أردنية، تعاقبت عليها حكومات من دمها وشحمها، ولم تكن مستوردة، ولم تأت من فضاء كوني آخر، هي حكومات وطنية بامتياز، لكنها لم تُحسن استخدام التقنيات التي منحتها لها الدولة، ليكون لمؤسساتها ووسائلها ومنابرها الإعلامية الضخمة مقارنة مع ما يطرح في عالم السوشيال ميديا، ومساحات التواصل الإجتماعي، والفضاء الإلكتروني عموما، وهي دولة يسبح في فضائها أثير أكثر من عشرين إذاعة حكومية تبث برامجها ورسائلها من أول النهار حتى هجيع الليل، وكلفتها خيالية بالنسبة لموازنتها السنوية، عدا عن الجهد الذي تبذله وكالة بترا، والتلفزيون الأردني، وغيرها من قنوات الاعلام والصحافة،
إلا أنها أخيرا تلجأ إلى أدوات جديدة في التأثير من خارج القطاع العام والرسمي، بخطوة لتمكين الجانب السياحي في الأردن، وتقدم لنا نموذجا يتمثل في ملتقى المؤثرين العرب "كلام مدينة"، وتحت رعايتها وبتنظيم من هيئة تنشيط السياحة وشركة أومنيس ميديا، بوجود 500 مؤثر عربي، وحضور شخصيات عامة، ومهتمين في القطاع السياحي ووسائل الإعلام، في منطقة البحر الميت،
وقد تتفجر قريحة الحكومات في المستقبل لتمكين الجانب الاقتصادي والسياسي بنفس الطريقة، وكأن أدواتها لم توفق، ولم تنجح في الوصول إلى المواطن، والناس خارج الدولة، بترويج المنتج السياحي الأردني، وتلجأ إلى تقديم فكرها ونهجها بطريقة لإثارة ولفت الإنتباه من خلال "فن مؤثر"، وهي لا شك فكرة عبقرية، لكن لم توضع للتجربة مجسات إختبار محكمة، واعتمدت بتبني الفكرة على حجم التفاعل من المتابعين والجمهور الإفتراضي مع هؤلاء المؤثرين من خلال متابعة ورصد مواقعهم ومنصاتهم الالكترونية،

وهذا برأيي لا يعطي ضمانة لتحقيق مؤشر للنجاح في تمرير أي رسالة أو نهج حكومي، إلا إذا قدمت الحكومة نصوصا مدروسة تتمخض عن ندوة مختصة بواقعنا السياحي، ولا بأس من أخذ الإنطباع العام للزيارات التي قام بها طواقم هذا المؤتمر للمناطق السياحية، بعين الإعتبار، للخروج بمحتوى يتم قولبته فيما بعد على أيدي متخصصين في صناعة السنرست، ليكون بمستوى جاد وراق يلفت إنتباه المتلقي ويأخذ طابع التميز والإبداع،

وأنا هنا لا أقلل من قدر وأهمية هؤلاء المؤثرين اللذين اقتحموا البيوت والعقول من خلال تواجدهم في الفضاء المفتوح بغض النظر عن طبيعة الأداء، ففي النهاية الذوق العام والأهواء والميول هي التي تحكم على كل منهم، وفي النهاية يتشكل الرأي العام وقناعاته فيما إذا فعلا حققت التجربة أثرا ايجابيا في تعزيز الأفق السياحي، الذي تتطلع إليه الحكومة، أو فيما بعد إذا فكرت في خوض التجربة في ما يخص الجانب الاقتصادي أو الاجتماعي أو حتى السياسي.

وليس من أحد ضد أي رسائل تأثير تخدم النهج العام، لكن نريدها أن تخرج من أروقة الدولة واعمدتها، بطريقة مدروسة واحترافية، ولا نطالب السياسي أن يكون ممثل أو فنان لصناعة مصداقية وثقة وواقع جديد في بناء العلاقة اليوم وغدا، ما يهمنا أن نصل لمرحلة أن ننسى فيها محطات التخبط والفشل التي خلفت تركة وإرثا من المدينوية، ويجب أن نعمل على تجاوزها ونتحرر من ثقلها وقيودها، وتبعاتها بخطى التعافي لمستقبل آمن.


يجب أن نتحرر من طرق الإقناع الهشة، والضعيفة، ولا تلبي طموحات الشارع، الذي يراها ويعتبرها إبر تخدير، وترحيل أزمات، ولم يعد مقنعا طرح شعارات "القادم أجمل" أو "الأجمل لم يأت بعد"، فهي فقاعات لم تعد تدغدع مشاعر الناس، مع أن التفاؤل مطلوب وحاجة إنسانية، ولا أظن أن أحدا يرفض "تفاءلوا بالخير"، لكن الكل يتمنى أن تكون الوعود على قدر المستطاع، أو أن هناك في الأفق من الامكانات ما هو فعلا سيكون، وأن الظروف متاحة لذلك، وأن لا تطلق الأقوال والشعارات جزافا،

المواطن لديه من الوعي ليدرك كل ما حوله، فلا مجال معه إلا المصارحة والمكاشفة، وهذا هو الطريق الأمثل لتبادل الثقة، يبنى عليه ثوابت تعزز لغة الحوار والتفاهم نحو المصالح الوطنية، بحيث تكون درجة التأثير دون تبديد فرص ترميم العلاقة بين الحكومات والشعب، ما يعمم قدر واسع من الإقناع حد التوافق الذي يخدم الوطن فعلا وليس قولا.

حمى الله الأردن،