شريط الأخبار
استقالة القنصل الصهيوني في نيويورك احتجاجا على إقالة وزير الدفاع وفيات الأردن الاثنين 27-3-2023 منخفض عميق.. بَرَد وأمطار غزيرة ورياح قطبية قريبا في الأردن (تفاصيل) "الغذاء والدواء" : سنخفض أسعار 1200 صنف دوائي الناجحون في امتحانات ديوان الخدمة التنافسية - أسماء محاكم تمهل متهمين 10 أيام لتسليم أنفسهم (أسماء) الملكة رانيا العبدالله تقيم إفطاراً لعدد من الفعاليات الشبابية تسريب أجر ياسمين عز مقابل ظهورها في برنامج رامز جلال واتساب يخصّ حاملي آيفون بميزة جديدة منطقة حرة خاصة في الأزرق لتخزين وصيانة اليات شركات التنقيب 30 ألف دينار لكل حزب يحقق العتبة .. الحكومة تقر نظام المساهمة المالية لدعم الاحزاب لجان المخيمات في ضيافة الكلية الجامعية للتكنولوجيا في ابو علندا ( صور ) وزير الداخلية: نقل أو تغيير مكان الإقامة للمالك لا يتطلب إذن إشغال الصفدي: مذكرة إنهاء تجميد عضوية الرياطي ستعرض على المكتب الدائم وزير الزراعة يدعو من دمشق إلى مواجهة أزمة الغذاء العالمية كاميرات صغيرة مع كوادر “الغذاء والدواء” لتوثيق عمليات التفتيش لجنة فلسطين في الأعيان تستنكر إعلان إسرائي لبناء وحدات استيطانية جديدة الأميرة بسمة بنت طلال ترعى إفطارا خيريا لأطفال من مبرة أم الحسين وقرىSOSومركز زها وزراء خارجية دول مجلس التعاون يدينون تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بدء إجراء عمليات القسطرة القلبية في مستشفى الزرقاء

الشرفات يكتب: العفو العام وضرورات الحذر

الشرفات يكتب العفو العام وضرورات الحذر

د.طلال طلب الشرفات

القلعة نيوز- في كل الدول الديمقراطية يعتبر المُشرِّع عقل الدولة، وحكيم مصالحها العليا بحكمة وتوازن. وأخطر ما يمكن أنْ يعتري العمل البرلماني من سلوك هو انحياز المُشرِّع لمصالح فئة على حساب المصلحة العامة للدولة التي يفترض أن تكون مناط عمل السلطات دون أدنى تردد، والسبب يكمن في أنَّ السلطة التشريعية باعتبارها تمثل ركن الشعب في الدولة هي التي يعول عليها حفظ التوازن، وعدم ضرب ركائز النظام القضائي في موجبات الردع العام والخاص.


ولعل المطالبات النيابية بوضع مشروع لقانون العفو العام بعد مرور ثلاثة سنوات فقط على صدور قانون العفو العام رقم (5) لسنة (2019) يشكل انتكاسة قاسية لجديّة النظام القضائي في تقرير مبدأ سيادة القانون، وجدوى تقرير العقوبة في ظل الخروج الواضح على مبررات إصدار تشريعات العفو العام التي تستند عادة في تجارب الدول إلى الظروف التي ترافق الحروب والثورات الداخلية والكوارث الجوهرية التي تبرر إصدار هكذا تشريعات لحفظ الأمن الوطني والسلم الأهلي، وتلك حالة لا تتوافر في الواقع الوطني الذي ندعو فيه ليل نهار إلى تقرير مبادئ العدالة وسيادة القانون.

أفهم أحياناً مبررات إصدار قرارات العفو الخاص المقررة بالدستور لظروف سياسية، أو اجتماعية، أو تقدير موضوعي لحالات خاصة، والسبب أن العفو الخاص لا يهدر قواعد الرَّدع ولا يزيل الصِّفة الجرمية عن الفعل وإنَّما يؤثر في العقوبة فقط. وقد يفيد في تجنب آثار سلبية للواقعة مناط العفو الخاص، سيّما وأنَّ هناك دراسة واعية من وزارة العدل قبل عرض الأمر على مجلس الوزراء للموافقة؛ تمهيداً لرفعها للمقام السَّامي لاتخاذ الرأي المناسب.

أخطر ما يمكن تصوره في تقرير العفو العام هو الخشية من فقدان الثِّقة بجدوى التَّقاضي في الجرائم التي تمس حقوق وحريات الأفراد؛ لأنه حينها يفكر المتضرر جدياً بالثأر والانتقام، أو استيفاء الحق بالذَّات، وفي هذا هدم لفكرة سيادة القانون. والأهم من ذلك الأثر السلبي على النشاط الاقتصادي والاستثمار وخاصة في جرائم السرقة والاحتيال، واستثمار الوظيفة، والتزوير وغيرها من الجرائم المتعلقة بالأموال والثِّقة العامة.

قد نتفهم الدوافع النَّبيلة لمجلس النواب في الاستجابة للضغط الشعبي في ظل عدم تفهم الجمهور للدور الوطني للنائب في الرقابة والتشريع، ولكن مصالح الدولة العليا، وهيبة وقدسية نظامها القضائي يجب أن تتقدم اهتمامات كافة السلطات الدستورية وفي مقدمتها السلطة التشريعية. أما وجود حالة من الاكتظاظ في مراكز الإصلاح والتأهيل لا تنهض لأن تكون مبرراً لإصدار قانون للعفو العام؛ لما في ذلك من أثر مؤذٍ للنظام القضائي برمته.

وحمى الله وطننا الحبيب وشعبنا الأصيل وقيادتنا الحكيمة من كل سوء.