شريط الأخبار
المياه: حملة أمنية كبيرة قرب سد الكفرين لردم آبار مخالفة واعتداءات على مصادر المياه لغز النظارة السوداء.. لماذا يتمسّك فضل شاكر بارتدائها؟ اختراع جديد يعيد الأمل لفاقدي حاسة الشم 5 وصفات طبيعية لشد البشرة وتعزيز نضارتها .. أبل تعزز مزايا "Vision Pro" عبر تحديثات جديدة المالية النيابية تواصل مناقشة موازنات العدل والتنمية والزراعة والخارجية تركي آل الشيخ يزور استديوهات الحصن والقدية لمتابعة تحضيرات فيلم خالد بن الوليد ولي العهد… رمز الأردن الحديث ورؤية المستقبل وفيات الثلاثاء 2 - 12 - 2025 أول تعليق من أمير قطر بعد خسارة بلاده من المنتخب الفلسطيني في كأس العرب إحصائية جديدة صادمة عن حالات الزواج العرفي ما دوافع نتنياهو لطلب العفو الرئاسي؟ انخفاض أسعار الذهب محليا.. 85.50 دينارا سعر الغرام عيار 21 الثلاثاء هجوم ناري من رئيس بايرن على محمد صلاح وزملائه تفاصيل الحالة الجوية في الأردن الثلاثاء إسرائيل تراهن على "سذاجة" الأميركيين وعامل الوقت بشأن غزة ارتفاع الاحتمالات بشأن خفض الفائدة الأميركية الشرع يهاتف بالفيديو منتخب سوريا بعد فوزه على تونس بكأس العرب 2025 البكار : تعديل حكومي مرتقب لإلغاء إنهاء خدمات الموظفين بعد 30 عاماً خلاف حاد .. أبو زيد يؤكد عدم رفع حماس الراية البيضاء وأبو الراغب يشير إلى رضوخها "لإسرائيل"

اشتداد المسيرات في إسرائيل وإذعان نتنياهو

اشتداد المسيرات في إسرائيل وإذعان نتنياهو

د.محمد المومني

القلعة نيوز-وصلت أعداد المسيرات في إسرائيل المناوئة للتعديلات القضائية التي تدفع بها الحكومة مدعومة بأغلبية برلمانية لمئات الآلاف وربما ملايين. حالة من الشلل وعصيان مدني اجتاحت إسرائيل كان الهدف منها ثني الحكومة عن تعديلات على قوانين السلطة القضائية كانت سوف تعطي اليد الطولى في القرارات للسلطة التشريعية وتكف يد السلطة القضائية إذا ما صوتت السلطة التشريعية بأغلبية ضد قرارات القضاء في إسرائيل.


التعديلات التشريعية التي تريدها الحكومة سوف تغير من توازن السلطات في إسرائيل، والأرجح أنها ستمس استقلال القضاء، وهذا أحد أهم مؤشرات الديمقراطية، لذلك فالتعديلات المقترحة تلقت نقدا دوليا وجوبهت بمسيرات ضخمة. تراجع نتنياهو تحت ضغوط المسيرات والعصيان المدني وشل الحياة العامة، رحل التعديلات المقترحة لبناء مزيد من القبول الشعبي لها.

السؤال البديهي الذي يخطر بالبال، هل ما حدث ويحدث من تعديلات مقترحة على صلاحيات القضاء، ومقابلها مسيرات ومواجهات، عمل سياسي طبيعي أم أنه خروج عن قواعد العمل الديمقراطي؟ هذا سؤال مهم لأن على عكس ما اعتقد نتنياهو أن ما يحدث شأن ديمقراطي طبيعي، هو في الحقيقة ليس كذلك، لأن أحد أهم عناصر تعريف الديمقراطية أنها حكم الأغلبية ولكن بما يحفظ الحد الأدنى من حقوق الأقلية! بمعنى لا يجوز للأغلبية، لأنها أغلبية، أن تغير قواعد العمل السياسي بما يمس توازن السلطات، أو الحفاظ على الحد الأدنى من حقوق الأقلية من خلال تغيير بناء النظام السياسي. التعديلات على صلاحيات القضاء سيغير بناء النظام السياسي وهذا معناه أن الأغلبية تجبرت وتجاوزت خطوطها، وخرقت قواعد العمل الديمقراطي.

شخصيا أعتقد أن هذه التعديلات على صلاحيات القضاء سببها الرئيس رغبة نتنياهو أن ينجو بنفسه إذا ما حاكمه القضاء بتهم الفساد الموجهة إليه، فهذا السياسي مثال حي على قاعدة الغاية تبرر الوسيلة، وهو في هذه الحالة وطلبا للنجاة من السجن، مستعد أن يدخل بلاده في مواجهات شعبية وعصيان مدني، ويطيح بتوازن السلطات في بناء النظام السياسي في إسرائيل. هذا هو نتنياهو؛ سياسي نزق مصلحته تتفوق على كل الاعتبارات مهما كانت. أي سياسي يحترم نفسه وبلاده كان سيطرح التعديلات على صلاحيات السلطة القضائية على الاستفتاء العام، أو أن يدعو لانتخابات مبكرة من شأنها إعطاء الناس الفرصة لانتخاب الأحزاب بناء على موقفها مما يجري.

ليس هذا أسوأ ما في الأمر من قبل نتنياهو، بل إن خطابه السياسي لما يحدث دخل مرحلة خطيرة من خطاب الكراهية، واستحضار لتعاليم توراتية من قبل حلفائه في الائتلاف تقول إن ما يحدث مقدمة لفتنة كبرى، وهذه الفتنة مطلوبة لأنها سوف تهيئ لعودة يأجوج ومأجوج ومن ثم يأتي المسيح أو المسايا. هذا ليس هرطقة أو ضربا من الجنون، هذا خطاب نسمعه من أحزاب اليمين في الحكومة الإسرائيلية، وهو بدوره استفز العلمانيين الإسرائيليين الذين يعتقدون أن هذا الخطاب سوف يطيح بإسرائيل كديمقراطية علمانية كما يرونها، ويزيل الدعم الدولي عنها وسوف لن تقوى على الصمود والاستمرار.

(الغد)