القلعة نيوز - في طرقات الموت الأولى، أدركت أن الحياة تبدو هشة وبلا قيمة أمام رهبة الموت العظيمة وجبروته الذي يترك وراءه حزناً لا يمحى. وكلما مات شخص نحبه، ندرك أن الحياة قصيرة جداً لنحمل فيها توقعات كبيرة، وأن لحظة حزن واحدة في لحظة الموت تعادل سعادة حياتنا بأكملها. عندما أفكر في الموت، يزداد الحزن بشكل مدهش فقط بذكره، ويتلاشى الفرح حتى يصبح مجرد نقطة صغيرة في بحر أسود. يقتنع الموت بحزنه في قلبي، وهذا يجبرني على إعادة تقييم حساباتي في الحياة، وتأكيد أن الموت لص ماهر يسرق الفرح. قد يعتقد البعض أن الموت يؤلم الأموات، لكن الحقيقة هي أنه يمزق فرح الأحياء بلا رحمة. المنزل الذي يموت فيه شخص لن تعود أفراحه كما كانت، بل سيبقى الحزن الثقيل يخيم فيه، ينتظر بصبر لكي يعكر أي لحظة سعيدة. وعندما يخوض الإنسان لحظات الفراق، تتلاشى الدنيا في عينيه ويغمره حزن لا ينتهي. وبمجرد أن تقترب لحظة الفراق، يتمنى القلب لو أن الزمن يتجمد ليتجنب وداع من نحب. فالفراق هو جزء من الجحيم، يجعل الروح تشعر بالغربة والضياع. يظل الإنسان يفكر في لحظة الفراق في كل لقاء، لأنه يعلم جيداً أن فرحة اللقاء لا تدوم طويلاً، وأن الفراق لا مفر منه. منذ رحيل الأحبة، شعرت بطعم الموت يأكل قلبي المتبقي، وأدركت أن نهاية كل شيء جميل قريبة ولن يعود الفرح إلا باللقاء مجدداً. وكلما تذكرت الفراق والألم الذي يحمله في قلبي، تمنيت ألا يحدث أبدًا وأن يتجمد الزمن في لحظة اللقاء.