يوسف المرافي
ما يثير الغرابة والدهشة في آنٍ معا إنها شخصية مخفية بإنجازاتها تفوق جهود ألف إمرأة، حيث أنها مدرسة جامعية غير متفرغة في جامعات عديدة ، مديرة لمشاريع كثيرة ، شاعرة نثرية ، مؤلفة لكتب متنوعة ، مدربة لبرامج كثيرة ، كاتبة في مواقع عديدة ، مشاركة في مؤتمرات كثيرة، مديرة لمدارس ثانوية حكومية ، مشاركة في ندوات ودورات تدريبة متنوعة وغيرها الكثير لا استطيع الخوض فيهن نحتاج إلى مجلدات ، لذلك نفضل الإطلاع على سيرتها الموسوعية بسبب عدم قدرتنا على تناول كل جزئية فيها ، فهي قامة تربوية فريدة من (الجيل الذهبي المعاصر الحديث ) تجمع بين القيادة التربوية و القيادة المجتمعية، حيث يتضح ذلك في رئاسة جمعية سيدات الطفيلة الخيرية والإتحاد النسائي لدورتين متتاليتين ، و مديرة قديرة في قطاع التربية سابقا ، و قائدة ذات الحكمة والبصيرة النافذة رغم أنها ليست من الرعيل الأول القديم الإ أن الكتابة عنها واجب مهني و أخلاقي لا سيما أنها أحد أعلام التربية المعاصرين الشباب ذات الشخصية القوية، ممن يحملن شهادة الدكتوراه منذ ( ٣ ) عقود ، و من اللواتي تتملكها جرأة في قطاع التربية و التعليم في محافظة الطفيلة على صعيد مديرات المدارس و الإشراف على العمل التطوعي والتنظيم سوف نستعرض هذا الجانب ضمن سياق المقالة ، تذوقت مرارة الظلم عندما تقدمت لإدارة مديرية التربية والتعليم وقد قوبل طلب نقلها بالرفض بحجة خبرتها المتنوعة الغزيرة في قطاع الإداري الميداني من وجهة نظر عامة ، إلا أن هنالك في نظرها أمرا ما منع دخولها معترك الإدارة الرقابية والإشرافية .
بدأت العمل المجتمعي والتطوعي منذ تعيينها عام ( 1987) من خلال أعمال تطوعية في مدرسة بصيرا الثانوية انتقالا إلى المدارس الأخرى من مساعدة طلبة وزراعة حدائق وغيرها .
التحقت بجمعية سيدات الطفيلة الخيرية عام ( ٢٠١٢ ) حيث بقيت حتى هذه التاريخ كرئيسة للجمعية، بعدها عام (٢٠١٨) أصبحت رئيسة للإتحاد النسائي الأردني فرع محافظة الطفيلة ، حيث أعيد انتخابها للمرة الثانية خلال العام( ٢٠٢٢) وحتى هذا التاريخ، وعضو الإتحاد النسائي الأردني عام (٢٠١٨) وحتى هذا التاريخ .
وتم تكريمها في مناسبات عديدة لدورها المجتمعي أبرزها اختيارها كأمرأة مؤثرة في مجتمع محافظة الطفيلة لعام (٢٠١٩) وكان التكريم في جامعة الطفيلة .
في عام (٢٠٢٢) تم اختيارها لإلقاء كلمة أمام جلالة الملك كممثلة للقطاع النسائي للحديث عن التحديات الإقتصادية التي تواجه المراة في الطفيلة، وكذلك تم اختيارها كممثلة للقطاع النسائي في زيارة رئيس الديوان في نفس العام، وزيارة رئيس الوزراء الخصاونة الأخيرة كممثلة عن احتياجات المراة في المحافظة .
كما تعتبر من النساء الفاعلات في مشروع المكرمة الملكية لمشاريع الأسر متدنية الدخل في الطفيلة وهي (٣٠) مشروعا إقتصاديا ، بالإضافة لمشاركات عديدة ضمن حوارات على التلفزيون والإذاعة.
لها تجربة برلمانية ، حيث ترشحت لمجلس النواب الأردني في دورته( ١٦) ولم يحالفها الحظ بسبب العرف العشائري وفق قولها ، علما بأن الرقم الذي حصلت عليه كان من رصيدها المجتمعي على حد تعبيرها .
لفتت الأنظار عندما كانت مديرة لمدرسة العيص الثانوية للبنات والدويخلة الثانوية ( مدرسة الملكة زين الشرف ) حاليا وسوف نستعرض هذه المسيرة ضمن فقرات المقالة .
استلمت الإدارة المدرسية مبكرا بعد سنتين من التعيين بأمر من مدير التربية والتعليم الراحل العلامة فؤاد العوران ، فقد تعينت في فترة إدارته معلمة ، ثم نقلت إلى مركز مساعدة مديرة ، وكان يطرح لأول مرة كشاغر جديد ، وعندما سأل الراحل فؤاد العوران عن مركزها الجديد الذي نقلت إليه قال:" لشخصيتها القوية وما تتمتع به من صفات القيادة " وأضاف موجها الحديث لها" أن عليها أن تنقل ملفها من ملفات المعلمات إلى ملفات الإداريات في نفس المدرسة ( بصيرا الثانوية للبنات ) التي كانت تدرس فيها .
ولدت الدكتورة حنان الخريسات في الطفيلة في حزيران في عام ( ١٩٦٤ ) حيث نشأت في عائلة تهتم بالعلم والتعليم، وكان ترتيبها الخامسة في العائلة ما بين الذكور و الإناث لأب مزارع مع بعض المقاولات الصغيرة وأم متعلمة درست للصف الخامس الإبتدائي في الأربعينات ، حيث كان لهذا أثره في إصرار والدتها على الإهتمام بتعليم باقي افراد الأسرة .
درست الصف الأول الإبتدائي في مدرسة عمورية القريبة من السوق الشعبي ، وكان والدها يوصلها صباحا للمدرسة، بعدها نقلت من المدرسة إلى الدويخلة الإبتدائية في منطقة القصر واستمرت في دراستها فيها حتى نهاية الصف السادس ، بعدها رفضت الذهاب للمدرسة بسبب ضرب الطالبات والعقوبات و التمييز وفقدان العدالة في التحصيل ودرجات التفوق وفق ما أوردته، بعدها نقلت إلى مدرسة الطفيلة الإعدادية للبنات ، حيث وجدت نفسها متفوقه دراسيا وفي نشاطات مختلفة ومنها الثقافية .
ثم أكملت دراستها في المرحلة الثانوية في مدرسة الطفيلة الثانوية للبنات وكانت من أوائل المحافظة للفرع الأدبي للعام (١٩٨٣) حيث تعاقبت على إدارة المدرسة التي درست فيها للمرحلة الإعدادية والثانوية الراحلة فوزية الربعي - رحمها الله - والمرحلة الإبتدائية السيدة عفاف العطيوي شفاها الله ودرست على يد بعض المعلمين الذكور منهم الأستاذ خالد عواد ، محمد الزغايبة رحمهما الله ، والأستاذ احمد السعودي ، محمد عبدالوالي السعودي ، علي الربيحات ، ماجد البدور ، محمود الفريجات حفظهم الله .
درست البكالوريوس في الجامعة الأردنية تخصص تاريخ / فرعي تربية وتخرجت سنة (١٩٨٦) حيث صقلت شخصيتها وتحملت مسؤولية رعاية نفسها وعملت في سكن الزهراء للطالبات أثناء دراستها في وظيفة مؤقتة تسمى الاستقبال (Receptionist) استقبال أولياء الأمور وأقارب الطالبات في السكن ، حيث لم تمنعها الدراسة من حضور النشاطات الثقافية على مستوى الجامعة . وتاثرت بالاستاذ الدكتور العراقي عبدالأمير محمد ، والأستاذ الدكتور مصطفى الحياري رحمها الله .
درست دبلوم التربية في جامعة مؤتة (١٩٩٢) و أتمت الماجستير