القلعة نيوز- هندسة ما بين الأمن والسياسة والتخطيط الاستراتيجي، وضع على كتفه مسؤوليات أكثر من رتب فكان حاضرًا في المشهد الوطني على مدار 60 عامًا أمنيًا وعشائريًا وسياسيًا ومشرعًا وقانونيًا.
الباشا الذي تقلد ذات يوم وسام النهضة من الدرجة الأولى يعتبر "باشا باشا" لأنه بجد واجتهاد وكفاءة وخبرة تمكن من أن يترك بصمة عظيمة وكبيرة في كل من عرفه، فقد كان حازمًا وطنيًا مقدامًأ شجاعايوازن في معرفة معادلات الوطن ويعرف متى يستخدم قوته في فرض القانون، وله مواقف يذكرها كل رفاق السلاح عنه، لا يسمح لأحد أن يتجاوز على رجل الأمن كما أنه لا يسمح لشخص أن يعتدي على كرامة المواطن.
فعندما يزور جلالة الملك الفريق اول المتقاعد والعين السابق السيد عبد الرحمن العدوان فهذا يعني أن للباشا منزلة رفيعة من الوقار والاحترام الملكي، والحقيقة انه ما غادر موقعه كمدير للأمن العام سنة ١٩٩٦ الا وقد ترك وراءه اثرا طيبا وذكرا جميل حملته ذاكرة الأردنيين جميعا.
قبل ربع قرن ترك الفريق أول الباشا صاحب الخلق الرفيع والحزم والعزم منصبه ولم يترك مسؤولياته في هذا الجهاز الذي لايزال يحلف بحياته لما قدمه عطوفة الجنرال بفترة قصيرة كيف لا وهو يتمتع بعدة صفات قل ما تجدها إلا في القادة الكبار وهكذا كان، فلم يكن مديراللأمن العام بل قائدا مغوارا شجاعا حازما يعرف متى وكيف وأين يتخذ القرار، فالقرار لديه بعد وفلسفة وفكر ووطن يرى ساحاته من مساحاته والأهم الشجاعة الفطرية التي يتحلى بها كقائد عسكري مع القدوة الحسنة في تطبيق القانون على الجميع ودون استثناء فالجميع سواسية أمام القانون ولا فضل لرتبة على أخرى إلا بمقدار ما يقدم للوطن.
الباشا الثمانيني الذي تخرج من الأسكندرية بالقانون الذي آمن به نهجا ومبدأ وفلسفة وشعارا فكان الميزان يمثل العدل في عمله وقراراته ونشاطه فأصبح محبوبا في منطقته وفي كل مكان عمل به لما تشرب من صفات عايشته وعاشها فكان عنوان للتواضع وطريق للحسم والحزم ومنهج عدل وجرأة في القول وطهر وعفة وإخلاص للوطن والقسم فكان جنرال يحمل رتبة فريق والأهم أنه يحمل رتبة بالعزة والشرف أكبر من هذا المنصب فكان خادما للوطن من العيون التي بكت من خشية الله والتي ناضلت لما ننعم به هذه الأيام من نعمة الأمن والأمان، فمتعه الله بموفور الصحة والعافية وأعطاه النشاط فهو ذاكرة الوطن الذي كان حارسا على أمنها مخلدا في ذاكرة الجميع وكل الأجيال .. وما تشوف شر يا أبو ياسر.