شريط الأخبار
الملك وولي العهد يحضران الفعالية الدينية بمناسبة المولد النبوي الرواشدة يلتقي رئيس وأعضاء رابطة الفنانين التشكيليين هيئة شباب كلنا الأردن تحتفي بالمولد النبوي بعرض القصيدة المحمدية في المفرق (صور ) الطاقة تطرح عطاء لتنفيذ أنظمة طاقة متجددة في 15 بلدية بالوسط الموعد والقنوات الناقلة لمباراة منتخب السعودية ومقدونيا الشمالية طريقة عمل الكريزه طرق طبيعية لتكثيف الحواجب .. وداعاً للفراغات بدائل "الجل كلر" .. خيارات للحصول على أظافر أنيقة طرق مختلفة لتحضير أشهى وصفات بسبوسة التمر رؤية عمان للنقل ... منظومة ذكية تعيد رسم مشهد التنقل في العاصمة" هل يؤدي تخطي وجبة الإفطار إلى ارتفاع ضغط الدم؟ ماء القرنفل: هل هو فعال في تنظيم سكر الدم؟ كفى خداعا للصحة.. أصوات علمية تنادي بحظر عالمي لـ الفيب الإمساك المزمن.. نصائح فعالة للوقاية والعلاج اليومي مجلة "مال وأعمال" تحتفي بمرور 26 عاماً على تأسيسها وتكرّم 26 شخصية بارزة في السياسة والاقتصاد وريادة الأعمال منتجات تسبب الانتفاخ احتقان الأنف الليلي .. الأسباب والعلاجات المنزلية 6 حالات طبية يختلط تشخيصها بالقلق المنطقة العسكرية الشرقية تحبط 3 محاولات تهريب عبر بالونات "تشات جي بي تي" سيتيح للأهل تتبع نشاط أبنائهم

إلى أين نذهب؟

إلى أين نذهب؟

عامر طهبوب

كان أحد السياسيين الأردنيين الراحلين يتحدث دوماً عن ما أطلق عليه «التفريغ الصامت للسكان» في فلسطين؛ و»تغيير مركز الحياة»، ما يعني خلق فرص جاذبة للفلسطيني في وطن غير وطنه أسماها «المغناطيس الجاذب»، وبعد مرور 90 يوماً ويزيد على العدوان على غزة، لم يعد التفريغ صامتاً لا بالفعل ولا بالقول، المشروع الاستيطاني الاستعماري الصهيوني وصل إلى مراحله الأخيرة، المرحلة التي يتوحش فيها المستعمر، ويزداد بطشاً وقسوة، وهذا ما حدث في الجزائر على يد فرنسا، وما حدث في روديسيا العنصرية، وكينيا، وأنغولا، وما وقع على يد إيطاليا الفاشية في ليبيا.


ما يحدث في فلسطين اليوم، مرحلة متقدمة لتوحش المستعمر عندما يواجه أصحاب الأرض في حرب غير مسبوقة، ومنازلة غير متوقعة، وغير محسوبة العواقب. الكيان المحتل أصيب بالهستيريا منذ السابع من أكتوبر، هستيريا سببتها صدمة غير متوقعة من شعب طالما وصفه بالتخلف، وتلك صفات المستعمر المستوطن، وذاك سلوكه المعهود، جمع المهاجرين من البيض والسود من ما وراء البحار، اقتلاع أصحاب الأرض، قتلهم، تهجيرهم، سجنهم، خنقهم، الاستيلاء على أراضيهم، اقتلاع أشجارهم، تجريف مزروعاتهم، هدم بيوتهم، تلويث مياههم، شيطنة أطفالهم، تجويع كبارهم، بث الرعب في نفوسهم، قنصهم، اغتيالهم، تصفية قياداتهم، كسر إرادتهم، إفقادهم الأمل، وتحويل الأرض إلى جحيم.

ولكل مستعمر مستوطن وجهان، الأول ديمقراطي يصبغ وجهه، والثاني إرهابي يسبق فعله، ويعقب قوله، وتلك إسرائيل التي تحولت عصاباتها الثلاث: «شتيرن، هاغاناه، أرغون»، إلى تكوين جيش إرهابي في دولة تمارس الإرهاب تحت مظلة الدولة، معتمدة على القوى الإمبريالية في الغرب الأبيض، وما تفعله إسرائيل اليوم هو استكمال لسلسلة من أعمال إرهابية بدأت بمذابح دير ياسين، والدوايمة، والطنطورة، وكفر قاسم، وغيرها كثير، إلى مذابح صبرا وشاتيلا، مذابح تستهدف الحواضن الشعبية للمقاومة حتى لو كانت من جنسيات غير فلسطينية، وهذا ما حدث لعائلة المقدادي اللبنانية التي ارتقى أكثر من أربعين فرداً من أفرادها في مذبحة صبرا. إسرائيل مشروع استيطاني استعماري لم تستكمل بعد حلقاته بسبب «الّلا» الفلسطينية، ورفض الفلسطيني فكرة النسيان.

يقول مثل صيني شهير: أصرخ في الشمال، لكي يسهل عليك الضرب في الجنوب. إسرائيل تصرخ في كل مكان؛ في الضفة الغربية، وفي قطاع غزة، وفي شمال فلسطين، وفي قلب المخيمات في غزة والضفة الغربية، تصرخ كما لم تصرخ من قبل، وتخسر كما لم تخسر من قبل، وتُجَن كما لم تُجَن من قبل، وتضرب وتقتل كما لم تقتل من قبل، وتعلن عن نواياها علناً: تهجير أهل غزة «طوعاً»، وطوعاً تعني تجويعهم، وتعطيشهم، وهدم بيوتهم، وتعريضهم للموت بكل أنواعه، ودفعهم للهجرة «طوعاً»، وهذا ما فعلته العصابات الصهيونية عام 1948، قتل، واغتصاب، وتجويع، وترويع، وترك ممر «آمن» وحيد، يدفع الناس في اتجاه واحد نحو الجنوب، وهو ما تفعله في غزة اليوم، دفع أهل غزة نحو الجنوب.

الحرب على غزة لا تستهدف حركة حماس في الدرجة الأولى، ولا تحرير الرهائن الإسرائيليين، الهدف الرئيسي من هذا العدوان، تدمير غزة، وجعلها منطقة غير صالحة للحياة على الإطلاق، ودفع أهلها في اتجاه الجنوب، وصمود أهل غزة، لا يعني بالضرورة منع إسرائيل من تحقيق أهدافها في تهجير الأهالي، وهذا ما يحدث منذ بداية العدوان حتى وصل الأمر بأهل غزة إلى السؤال: إلى أين نذهب؟ وأخشى أن يكون الجواب في القادم من الأيام: صحراء سيناء، وهذا ما تفعله إسرائيل في الضفة الغربية لدفع الفلسطيني إلى السؤال يوماً: إلى أين نذهب؟ وأخشى أن يكون الجواب: إلى الأردن، ولذلك نحن في خطر، أعني الأمة بمجملها، طالما أن هذا العدوان، لم يجد من يلجمه، ويوقفه عند حدّه.