شريط الأخبار
لأول مرة .. وضع رئيس كولومبي سابق تحت الإقامة الجبرية وزير الخارجية يتلقى اتصالا هاتفيا من نظيره الإماراتي المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على واجهتها الحدودية الرمثا يفوز على الوحدات في افتتاح دوري المحترفين الرواشدة : مهرجان جرش في دورته الـ "39" مثل مساحة للإبداع والابتكار المطرب السعودي خالد عبد الرحمن يضيء المسرح الجنوبي بإبداعاته في"جرش39" ‎40 ألفًا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى 83 شهيدًا في قطاع غزة خلال 24 ساعة 1.52 مليار دينار حجم التبادل التجاري بين الأردن والولايات المتحدة في 5 أشهر هيومن رايتس ووتش: قتل إسرائيل الباحثين عن الطعام بغزة جريمة حرب رئيس مجلس الأعيان يلتقي في جنيف رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا متحدثون :جهود أردنية متواصلة لوقف إطلاق النار وتقديم المساعدات لغزة مصدر حكومي : المفاوضات مع واشنطن أفضت إلى تخفيض الرسوم الإضافية إلى 15% بدلا من 20% أزمتنا..الخلل والمخرج. فرنسا: ستكون هناك 4 رحلات جوية من المساعدات الإنسانية إلى غزة جلسة حوارية بتنظيم من همم والحزب الوطني بالتعاون مع مركز نحن ننهض للتنمية المستدامة هيومن رايتس: نظام المساعدات الإسرائيلي في غزة "مصيدة للموت" البيت الأبيض: الرسوم الجمركية على الأردن ستكون 15% مبعوث ترامب يصل إلى مركز توزيع المساعدات في رفح (فيديو) ألمانيا تبدأ إسقاط مساعدات إغاثة جوا إلى غزة

مضافاتنا العشائرية والعائلية .. وفتح أبوابها

مضافاتنا العشائرية والعائلية .. وفتح أبوابها

محمد يونس العبادي

المضافات أو الدواوين العشائرية والعائلية، هي سمة واضحة، تجدها في قرانا وبوادينا، وفي عاصمتنا عمان.


وهي إحدى الشواهد على التحول في مجتمعنا الأردني، من مرحلة البداوة والمجتمعات الزراعية إلى مرحلة العصرنة، من مفهوم العشيرة ببعدها الزراعي والبدوي وعلاقاتها القائمة على "روح الجماعة" في الرزق وجمع الغلال، أو المشاركة العائلية أو العشائرية إلى زمنٍ آخر تحولت فيه هذه العلاقات.

ولأجل أنّ يحافظ الأردنيون على سمّات صلاتهم، وما يجمع ذوي القربى بينهم، أسسوا مضافات ودواوين عشائرية بعضها يعود في عمر تأسيسه إلى مئة عامٍ وأكثر، وأخرى تأسست حديثاً، وبالأخص في عقدي الثمانينات والتسعينات، لأجل أن تكون منتديات يلتقي فيها أبناء العائلة أو العشيرة الواحدة، وهناك بعض القبائل أسست دواوين أكبر، لتلم شمل أبناء القبائل ككل.

واليوم، باتت هذه المنتديات مكاناً يلتئم فيه الأقارب، وأصبحت أدوارها تقتصر على الأتراح، وأحياناً في مواسم الانتخابات وسواها.

هذه المنتديات اليوم، يجب أن تتطور في فكرتها لتتجاوز مفهوم العائلة، أو العشيرة، والقبيلة، لتكون منتدياتٍ جامعةٍ تسهم في تبادل الآراء، ولتكون مؤسسات اجتماعية أو أهلية قادرةً على مسايرة ما غيّر الزمان بالأردنيين، بخاصة في عصر التحول الرقمي، والتواصل الاجتماعي، وألّا تبقى تدور في فلك أدوار "بيوت العزاء" أو تقتصر في مهامها على لم شملٍ قائمٍ على الدم، بخاصةٍ في ريفنا الأردني الذي شهد تحولات كبرى على مدار أكثر من جيلٍ مضى.

بخاصة أنّ مضافات الأردنيين، هي جزء من موروث يعبر عن فتح الأردنيين أبوابهم للجار، وغير المقتدر، وألا تبقى أبوابها مغلقة، بخاصة وأنّ هذه الدواوين والمضافات لعبت دوراً إيجابياً، وعبرت في مرحلة ما عن الأردنيين، واعتزازهم بما يملكوه من إرثٍ تتجسد فيه بنية اجتماعية قوية، بل مجتمع عميق بدوره وجذوره وهويته وسماته.

لذا، وفي خضم ما يجري من تفاعلٍ سواءً إقليمي يحيط بنا، أو حتى ما نشهده من تحولات اجتماعية، فلم لا تؤدي هذه المضافات والدواوين أدوارها في التعبير عن التقاء الأردنيين، وتبادل وجهات النظر، فلطالما كانت مخرجاتها تصب في سياق المصلحة الوطنية، وتعبر عن الاعتزاز الأردني بذاته وقيمه، وقيادته الهاشمية.

وحين يتم الحديث عن هذه المضافات والدواوين، فالمقصود أنّ تكون ذات أدوار تفرز الأصلح حواراً وذواتاً، وتقوم بتقريب وجهات النظر حتى حول مواضيع تنموية وخدمية وبحسب حاجة كل منطقة أو قرية، بل وحتى على مستوى الأحياء.

والأردنيون لم يكونوا يوما ذوي تعصبٍ، بل كانت أبوابهم مشرعة، وأبواب دواوينهم كذلك، وهذه منطلقات إيجابية يمكن البناء عليها لجهة تطوير هذه المؤسسات الاجتماعية..ففكرة الالقتاء بحد ذاتها والحوار هي حاجة اليوم على المستوى الوطني، وعلى المستويات كافة.. وهذه المضافات هي أماكن يمكن فتح أبوابها لتحقيق هذه الفكرة، ولأجل أن تكون الغاية الصالح العام، وبتعبيرٍ أردني، كما هو العادة، نقي ومخلص لوطنه وقيادته.

"الرأي"