شريط الأخبار
مديرية الأمن العام تنفذ تمريناً تعبوياً شاملاً لتعزيز الجاهزية والتنسيق في مواجهة الطوارئ افتتاح المؤتمر الدولي الأول "التعليم نحو المستقبل: الاردن 2030" في جامعة الحسين بن طلال مارين لوبان تبتعد عن حلم الرئاسة في فرنسا تصريحات مفاجئة من الفيدرالي الأمريكي بشأن مستقبل خفض الفائدة ناد عربي يدخل قائمة الأندية الأكثر إنفاقا بالعقد الأخير في الميركاتو 53.9 دينارا سعر الذهب عيار 21 في السوق المحلية هل يُعاد تصنيف الصهيونية شكلاً من العنصرية؟ فورد تعتزم الاستغناء عن 4 آلاف موظف في أوروبا بسبب تصريحاته.. رئيس الأهلي السعودي يتعرض لعقوبة وتحذير من لجنة الانضباط شواغر في مؤسسات رسمية هيئات فلسطينية تقول إن نحو 700 طفل فلسطيني يحاكمون في محاكم عسكرية إسرائيلية أكثر من 315 ألف مشارك في برنامج أردننا جنة "المؤتمر الصحفي الأقصر في التاريخ".. موقف محرج لمدرب الدنمارك خلال 20 ثانية موجة باردة للغاية تلوح في أفق الأردن شكوك تحيط بمهمة هوكشتين في تل أبيب: الاتفاق أُنجز في لبنان فكيف سيتصرّف العدو؟ تأسيس مجلس أعمال أردني - اسكتلندي مشترك ليس المال هدفي.. رونالدو يوضح سبب التحاقه بالدوري السعودي رسميًا .. إغلاق القنصليات الإيرانية في ألمانيا تقرير دولي: زيادة حادة في عدد ضحايا الألغام الأرضية بـ 2023 فلسطين: لامبرر للفيتو الأمريكي ضد مشروع يحاول وقف الفظائع

"حرب التكنولوجيا بين الصين وأميركا: مجموعة G42 الإماراتية نموذجاً" .... تحليل سياسي من خبيرة في الشأن الصيني

حرب التكنولوجيا بين الصين وأميركا: مجموعة G42 الإماراتية نموذجاً .... تحليل سياسي من خبيرة في الشأن الصيني
حاولت الولايات المتحدة الأميركية الضغط على الإمارات العربية لإجبارها على اتخاذ خطوات كي تنأى بنفسها عن الصين، وتجبر شبكات الاتصالات الخاصة بها على التخلي عن استخدام منتجات شركة هواوي الصينية.

بيروت - القلعه نيوز - كتبت تمارا برو/ لبنان/ أستاذة محاضرة في الجامعة اللبنانية وباحثة في الشأن الصيني

تسعى الصين لزيادة نفوذها في منطقة الخليج، نظراً إلى ما تحتويه من نفط وأسواق كبيرة. وقد ساهم تراجع العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية ودول الخليج العربية والاستراتيجية التي اتبعتها بعض دول المنطقة في تنويع اقتصاداتها وشركائها في تعزيز العلاقات مع بكين وتطويرها.

ومع تخفيف دول الخليج العربية اعتمادها على النفط، أخذت تركز على تطوير التكنولوجيا، بحيث باتت اليوم رائدة في هذا المجال، وصارت تنافس اللاعبين الدوليين.

مع هذا التركيز، ازداد التعاون بين الصين ودول الخليج، وخصوصاً خلال السنوات الأخيرة، في مجال التكنولوجيا المتطورة والذكاء الاصطناعي، إلا أن طريق التعاون لم يكن معبداً بالورود، فالولايات المتحدة الأميركية التي تعمل على منع الصين من الوصول إلى التكنولوجيا المتقدمة تضغط على دول المنطقة، لا سيما الإمارات العربية المتحدة والسعودية، لتقليص تعاونها مع شركات التكنولوجيا الصينية، وخصوصاً في المجالات التي تعتبرها واشنطن حساسة، كـالرقائق الإلكترونية، والمجالين العسكري والاستخباراتي.

الضغط الأميركي على الإمارات
حاولت الولايات المتحدة الأميركية الضغط على الإمارات العربية لإجبارها على اتخاذ خطوات كي تنأى بنفسها عن الصين، وتجبر شبكات الاتصالات الخاصة بها على التخلي عن استخدام منتجات شركة هواوي الصينية، تحت تهديد إلغاء صفقة بيع مقاتلات أف 35 الأميركية. ومع ذلك، لم توقف الإمارات تعاونها مع عملاق الاتصالات الصيني.

وظهرت إلى الواجهة خلال الأشهر الأخيرة مجموعة G42 الإماراتية الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، التي وجدت نفسها مضطرة إلى الاختيار بين واشنطن وبكين بعد الضغوطات الأميركية التي مورست عليها.

تأسست مجموعة G42 عام 2018 في أبو ظبي، ويرأسها مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان. وللشركة علاقات وثيقة مع شركات محلية ودولية متخصصة بالتكنولوجيا، بما في ذلك شركات: مايكروسوف - Open AI - AWS - IBM. وتعد مجموعة G42 أول من افتتح مركزاً لشركة إماراتية في "إسرائيل" بعد إبرام "اتفاقات أبراهام".

تعاونت المجموعة الإمارتية مع بعض الشركات الصينية الرائدة في مجال التكنولوجيا، كشركة Chinese Biotech Firm وBGI Genomics التي وضعتها إدارة الرئيس الأميركي بايدن في القائمة السوداء، وشركة سينوفارم لإنتاج لقاح ضد فيروس كورونا المستجد.

هذا التقارب بين مجموعة G42 الإماراتية والصين أثار قلق الولايات المتحدة الأميركية التي ناقش مسؤولوها هذا التقارب مرات عدة مع المسؤولين الإماراتيين.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية العام الماضي حول جهود الولايات المتحدة الأميركية لتفكيك العلاقة بين شركة إماراتية عملاقة للذكاء الاصطناعي مع الصين، ففي أثناء زيارة الشيخ طحنون بن زايد للبيت الأبيض في حزيران/يونيو الماضي، أثار نظيره الأميركي جاك سوليفان قضية العلاقات الصينية مع G42، كما ناقش كل من ويليام بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية ووزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو الأمر مع المسؤولين الإماراتيين خلال الزيارات المتبادلة بين الجانبين.

تتهم الولايات المتحدة الأميركية مجموعة G42 بنقل بيانات إلى الجيش الصيني والحكومة الصينية، وهو ما نفته المجموعة نفياً قاطعاً، فقد اتهم رئيس اللجنة المعنية بمتابعة الحزب الشيوعي الصيني في مجلس النواب الأميركي مايك غالاغر مجموعة G42 بإقامة علاقات مع كيانات صينية مدرجة في اللوائح الأميركية السوداء، بما في ذلك شركة الاتصالات العملاقة هواوي، وطلب المسؤول الأميركي من وزارة التجارة اتخاذ إجراءات ضد الشركة الإماراتية للاشتباه في أن لها علاقة بالحزب الشيوعي الصيني والجيش الصيني.

يخشى المسؤولون الأميركيون أن تقوم مجموعة G42 بنقل التكنولوجيا الأميركية المتقدمة إلى الشركات الصينية، كما حذرت التقارير الاستخباراتية الأميركية من أن تقوم الشركة بنقل البيانات الجينية لملايين الأميركيين وغيرهم إلى الحكومة الصينية.

تخلي مجموعة G42 عن الصين

تفادياً لفرض قيود أو عقوبات أميركية عليها، قامت مجموعة G42 بتقليص تعاونها مع الصين؛ فبحسب تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية الشهر الماضي، باعت المجموعة الإماراتية حصصها في شركة ByteDance المالكة لـ TikTok، والتي تقدر بنحو 100 مليون دولار أميركي، وخفضت تعاونها مع عملاق الاتصالات الصيني هواوي.

من جهة أخرى، قامت شركة 42XFund، الذراع الاستثمارية التكنولوجية لشركة G42 بقيمة 10 مليارات دولار، بسحب استثماراتها من الصين.

هذا الأمر أكده المدير التنفيذي للمجموعة بينغ شياو في مقابلة مع "بلومبرغ نيوز"، إذ قال: "تمت تصفية جميع استثماراتنا التي قمنا بها سابقاً في الصين. وبسبب ذلك، بالطبع، لم تعد لدينا حاجة لأي وجود فعلي فيها".

ويثير المدير التنفيذي لمجوعة G42 ريبة الولايات المتحدة الأميركية التي أنتجت ملفاً سرياً عنه. بينغ شياو ولد في الصين، وتلقى تعليميه في الولايات المتحدة الأميركية، وتخلى عن جنسيته الأميركية من أجل جنسية إماراتية، وكان الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة Yitu Technology التي وضعتها إدارة الرئيس بايدن على قائمة العقوبات عام 2021.

تعاطي الصين مع الحرب التكنولوجية
يمثل ما حصل مع مجموعة G42 مثالاً على الصراع التكنولوجي بين بكين وواشنطن، إذ تخشى الأخيرة حصول الصين على التكنولوجيا المتطورة، وبالتالي فشل جهودها الرامية إلى جعل بكين متخلفة عنها في هذا المجال.

تتبع الولايات المتحدة الأميركية أسلوب الضغط على شركات التكنولوجيا للابتعاد عن الصين تحت طائلة فرض قيود أو عقوبات عليها. هذا الأسلوب ترفضه بكين ولا تتعامل به مع أي من الشركات والدول التي تتعاون معها، بل تدعو دائماً إلى التعاون بدلاً من المواجهة أو المنافسة، حتى مع واشنطن التي تعتبر بكين منافستها الإستراتيجية وتقيد وصول التكنولوجيا المتطورة إليها، سواء عبر فرض قيود على تصدير الرقائق الإلكترونية أو تقييد عمل شركاتها في الصين، أو حتى من خلال الضغط على الدول الأخرى لتقييد تصدير أشباه الموصلات إلى بكين.

إمكانية التعاون بين الصين والولايات المتحدة الأميركية في مجال الذكاء الاصطناعي ممكنة، والدليل على ذلك أن البلدين تعاونا مؤخراً من أجل وضع أسس آمنة لأنظمة الذكاء الاصطناعي والتقليل من مخاطره، ولكن من جهة أخرى تسعى الولايات المتحدة الأميركية لمنع الصين من أن تصبح متقدمة في مجال التكنولوجيا وتضع العراقيل أمامها. لذلك، من المحتمل أن تضغط على المزيد من شركات التكنولوجيا لتقليص تعاملها مع الصين.
المصدر : الميادين نت