شريط الأخبار
مديرية الأمن العام تنفذ تمريناً تعبوياً شاملاً لتعزيز الجاهزية والتنسيق في مواجهة الطوارئ افتتاح المؤتمر الدولي الأول "التعليم نحو المستقبل: الاردن 2030" في جامعة الحسين بن طلال مارين لوبان تبتعد عن حلم الرئاسة في فرنسا تصريحات مفاجئة من الفيدرالي الأمريكي بشأن مستقبل خفض الفائدة ناد عربي يدخل قائمة الأندية الأكثر إنفاقا بالعقد الأخير في الميركاتو 53.9 دينارا سعر الذهب عيار 21 في السوق المحلية هل يُعاد تصنيف الصهيونية شكلاً من العنصرية؟ فورد تعتزم الاستغناء عن 4 آلاف موظف في أوروبا بسبب تصريحاته.. رئيس الأهلي السعودي يتعرض لعقوبة وتحذير من لجنة الانضباط شواغر في مؤسسات رسمية هيئات فلسطينية تقول إن نحو 700 طفل فلسطيني يحاكمون في محاكم عسكرية إسرائيلية أكثر من 315 ألف مشارك في برنامج أردننا جنة "المؤتمر الصحفي الأقصر في التاريخ".. موقف محرج لمدرب الدنمارك خلال 20 ثانية موجة باردة للغاية تلوح في أفق الأردن شكوك تحيط بمهمة هوكشتين في تل أبيب: الاتفاق أُنجز في لبنان فكيف سيتصرّف العدو؟ تأسيس مجلس أعمال أردني - اسكتلندي مشترك ليس المال هدفي.. رونالدو يوضح سبب التحاقه بالدوري السعودي رسميًا .. إغلاق القنصليات الإيرانية في ألمانيا تقرير دولي: زيادة حادة في عدد ضحايا الألغام الأرضية بـ 2023 فلسطين: لامبرر للفيتو الأمريكي ضد مشروع يحاول وقف الفظائع

مشكلتهم مع الإسلام وليس الفلسطينيين

مشكلتهم مع الإسلام وليس الفلسطينيين

ماهر ابو طير

يكتب روبرت ساتلوف المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى مقالا في غاية السوء بعنوان "ليس هناك ما يسمى بهدنة رمضان" والمقال منشور باللغتين العربية والانجليزية، وتم تداوله على نطاق واسع لدى مراكز القرار السياسية والأمنية في الولايات المتحدة.


خلاصة المقال تقول ان المسلمين الأوائل ومن جاء بعدهم على مر العصور، يتقربون إلى الله بالقتل في رمضان تحديدا، وهذا يعني أن لا هدنة في رمضان الحالي، كون الاسلام يعتبر شهر رمضان، شهرا للحرب، وشهرا للقتل، والفتوحات، والانتصارات، ويربط ساتلوف عبر سلسلة من الاستعراضات بين محطات مختلفة، وأزمنة مختلفة من غزوة بدر حتى حرب غزة الحالية، ليثبت ان المسلمين منذ قديم الزمان، يتبركون الى الله بالقتل في شهر رمضان، بما يفسر استحالة حدوث هدنة هذه الايام، لهذا الاعتبار تحديدا، اي كونه شهر انتصارات متوقعة.

ساتلوف يقدم نفسه باعتباره خبيراً في السياسات العربية والإسلامية بالإضافة إلى سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط، وله العديد من الكتابات والخطابات حول عملية السلام العربية الإسرائيلية، والتحدي الذي يمثله الإسلاميون تجاه النمو الديمقراطي في المنطقة- وفقا لتعبيرات الموقع الإلكتروني للمعهد- الذي تكمن خطورته في كونه يعمل لدعم المواقف الإسرائيلية من خلال قطاع الأبحاث ومراكز البحوث والتحليلات السياسية .

والمعهد تم توليده اصلا في حضن لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية التي تسمى اختصاراً أيباك، وهي مجموعة ضغط تدافع عن السياسات المؤيدة لإسرائيل لدى السلطتين التشريعية والتنفيذية للولايات المتحدة، وهي إحدى منظمات الضغط العديدة المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة،كما أن المدير المؤسس للمعهد هو "مارتن إنديك" رئيس قسم الأبحاث السابق بأيباك.

ماهو مهم هنا يتعلق بثلاث نقاط، الاولى ان هناك حملات تضليل متواصلة تمس سمعة المسلمين، وتقديمهم باعتبارهم مجرد مجموعات ارهابية تتبرك الى الله بالقتل في شهر رمضان تحديدا، وحملات التضليل هنا تصل الى كل مواقع النفوذ في الولايات المتحدة، ومراكز القرار السياسي والامني والتشريعي والعسكري، بما يؤدي الى التحريض على الاسلام ذاته، والثانية ان هناك عملية اغفال متعمدة لحقوق الشعب الفلسطيني، وقضيته الاساس، وجرائم الاحتلال، وكأنه لم يقتل ويجرح ويسجن الملايين منذ تأسيسه حتى يومنا هذا، والثالثة تتعلق بالتعامي المتعمد عن شروط وقف اطلاق النار من الجانب الفلسطيني، التي من ابرزها انهاء الحرب كليا، والانسحاب من القطاع، وعودة النازحين الى شمال قطاع غزة، وغير ذلك، وهذا التعامي يريد ان يقول ان الفلسطينيين لا يريدون أي هدنة لانهم في موسم "القتل المقدس" الذي يخصهم، مع عزل كل العوامل المرتبطة بالواقع القائم حاليا في قطاع غزة.

الخلاصة المسمومة هنا تؤشر على حجم التأثير الخطير على المؤسسات الأميركية وقادة الرأي وصناع القرار، بما يثبت ان هناك استحالة بحدوث أي استدارة لصالح الشعب الفلسطيني، بل ان المعهد بكل ما يمثله من اتصالات أميركية وعالمية، يقول ضمنيا في هكذا مقال لمديره، ان المشكلة الأصلية لا تكمن في الفلسطينيين، ولا في قطاع غزة وحسب، بل في الاسلام ذاته.

وهذا استخلاص مسموم يراد عبره الكثير، ويمثل الذهنية المريضة التي تتعامل مع هذه المنطقة وأهلها وخصوصياتها، وعلى هذا الأساس تبني سياساتها ورؤيتها للحاضر والمستقبل.

الغد