شريط الأخبار
وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني يصل الى الدوحة عاجل: الخوالدة يكتب: أخشى ألا نشهد العلامة الفارقة التي ننشد! مدينة الأنباط الساحره تحديات وحلول .. صور وفيديو شاهد بالفيديو وعبر" سكاي نيوزعربيه" :قيادات حماس تستهدف الأردن مجددًا بتصريحات استفزازية تحريضيه متناقضة عبر قناة العالم الايرانيه ؟؟!!! اقامة الدول الفلسطينية المستقله مثار بحث في اجتماع عربي - امريكي ، شارك به الاردن في الرياض اتحاد الكرة يعقد ورشة عمل خاصة بإنشاء وصيانة الملاعب "الفوسفات" توزع أرباحاً نقدية بنسبة 130% على المساهمين كنتاكي تغلق 108 فروع في ماليزيا إثر المقاطعة المناهضة لـ"إسرائيل" المحترف الفلسطيني البطاط يغيب عن الفيصلي لثلاثة أسابيع انطلاق النسخة الثانية من مؤتمر ومعرض "فنكون جو" حزيران المقبل الشرطة الفرنسية تخرج ناشطين مؤيدين للفلسطينيين من جامعة السوربون فوز ملاكم منتخب الشباب على نظيره الإماراتي بكاس آسيا القوات المسلحة الأردنية تدشن مشروعاً جديداً لتعزيز مشاركة المرأة العسكرية داخل القوات الخاصة الأردنية"بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة والسفارة الكندية "سوفكس" ينطلق بالنسخة الثانية في حزيران القادم الخصاونة يبحث تعزيز التعاون الأردني السعودي في مجال الطاقة الأمير الحسن يرعى إطلاق منصة الصحة النفسية لمتضرري الحروب والكوارث الخريشه: انتخابات 2024 تشكل فرصة تاريخية غير مسبوقة للمرأة الأردنية بالتنسيق مع القوات المسلحه :وصول طائرة عسكريه بولندية إلى الاردن تحمل مساعدات انسانيه الى غزة مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي - يرافقه البلوي ،و د. الخلايلة -يعزي عشيرة الفلاحات اجتماع خليجي أميركي يبحث حرب غزة وحرية الملاحة في البحر الأحمر

نيسان ملامح الدولة

نيسان ملامح الدولة

د.سلطان الشياب

المدخل

بمناسبة مرور أكثر من مائة عام على تشكيل أول حكومة أردنية، فإننا سوف نستعرض ظروف تلك الفترة من مرحلة تأسيس الدولة الأردنية، فبعد وصول الأمير عبدالله (الأول) إلى عمان بناء على الحاح زعماء البلاد، بعد أن اضطربت الأحوال في شرق الأردن، وبعد أن توالت النداءات والدعوات كي يتقدم الأمير وينقذ البلاد من الأخطار التي تحيط بها، حيث وصل الأمير عبدالله إلى عمان في 2 أذار 1921م، وأعلن أنه سيتولى إدارة شرق الأردن بأكملها، وفي تلك الأثناء كان تشرشل وزير المستعمرات البريطاني، يقوم بزيارة لمصر فوجه الدعوة لسمو الأمير ليتقابل معه في القدس وثم اللقاء بينهما في 28 أذار 1921م، وتم الاتفاق في الاجتماع بين الأمير وتشرشل على تأسيس حكومة وطنية مستقلة برئاسة الأمير وأن تسترشد هذه الحكومة برأي معتمد بريطاني يقيم في عمان، وهكذا تأسست إمارة شرقي الأردن، وعاد الأمير عبدالله (الأول) من القدس إلى عمان. وبدأت إجراءات تشكيل أول حكومة أردنية.


تشكيل الحكومة الأردنية الأولى:

مع بداية التكليف بدأت تظهر ملامح الدولة الأردنية على أرض الواقع وكان شهر نيسان بداية تلك الملامح والتكليف.

كلف الأمير عبدالله (الأول) رشيد طليع بتشكيل أول وزارة أردنية في عهد الإمارة الأردنية، والتي أطلق عليها (مجلس المشاورين) وقد تشكلت هذه الوزارة أو الحكومة في 11 نيسان 1921م، وقد شملت هذه الوزارة، ثمانية من الوزراء أو المشاورين (حسب اصطلاحات تلك الفترة).

وقد تشكلت هذه الوزارة (الحكومة)، مما يلي:

1.رشيد بك طليع: الكاتب الإداري ورئيس مجلس المشاورين ووكيل مشاور الداخلية.

2.الأمير شاكر بن زيد: نائب العشائر.

3.أحمد بك مريود: معاون نائب العشائر وعضو مجلس المشاورين.

4.أمين بك التميمي: مشاور الداخلية ومتصرف لواء عجلون.

5.مظهر بك رسلان: مشاور العدلية والصحة والمعارف وعضو مجلس المشاورين.

6.علي خلقي بك الشرايري: مشاور الأمن والانضباط وعضو مجلس المشاورين.

7.الشيخ محمد الخضر الشنقيطي: قاضي القضاة وعضو مجلس المشاورين.

8.حسن بك الحكيم: مشاور المالية وعضو مجلس المشاورين.

باشرت هذه الوزارة عملها بوضع الأنظمة الإدارية لتسيير دفة الحكم في البلاد وانشاء السلطة المركزية فيها، وقد اتخذت قرارًا بأن تتألف الإمارة من ثلاثة ألوية:

1.لواء السلط (البلقاء).

2.لواء الكرك.

3.لواء إربد (عجلون).

على أن يتولى الإدارة في كل لواء متصرف يتمتع بصلاحيات واسعة، وقد تم اختيار مدينة عمان عاصمة للإمارة الأردنية، بسبب موقعها المتوسط، واتصالها بخط سكة الحديد (الحجازي) الذي كان خط المواصلات الرئيسي في البلاد في ذلك الوقت.

واجهت هذه الوزارة (الحكومة) مصاعب توطيد الأمن منذ الشهر الثاني لتأليفها، إذ نشب عصيان في منطقة الكورة (لواء إربد – عجلون)، بسبب تحصيل الضرائب، ولم يستطيع المتصرف معالجة الوضع إدارياً، كما أن قوة الدرك الصغيرة أخفقت في اخماد العصيان، وبسبب عدم توفر المال الكافي تحت تصرف الحكومة قدمت هذه الوزارة استقالتها في 23 حزيران 1921م.

ويتحدث سليمان الموسى عن استقالة تلك الحكومة حيث كان الموقف المالي هو سبب في ذلك، وقال: أن السيد حسن الحكيم مشاور (وزير) المالية، قدم استقالته من منصبه بسبب اضطراب الموقف المالي، وعدم تمكنه من تصريف الشؤون المالية بصورة منتظمة.

ويضيف الموسى حول أسباب استقالة تلك الوزارة بقوله، لم يجد أعضاء مجلس المشاورين سبيلاً للخروج من الأزمة (المالية)، اتفقوا على استقالتهم، التي تمت في 23 حزيران 1921م.

وجاء في كتاب الاستقالة الذي رفعه رئيس هذه الوزارة (الحكومة) إلى الأمير عبدالله أمير البلاد، مما يلي:

وقد مضى على تشكيل الحكومة نيف وثلاثة أشهر ولم تحصل على أقل مساعدة (ويقصد المساعدة المالية) من الحكومة المشار إليها (الحكومة البريطانية)، هذا فضلاً عن أنها لم تظهر ما كنا نتوقع إظهاره من التساهل والمعادلة في أمر تعيين ما يصيب هذه المنطقة من واردات الجمارك، ما نظم لضعف القوى الناشيء الضعف عن الضيق المالي الذي جعل الحكومة تضطر للتشدد في تحقيق الأموال الأميرية وتحصيلها، فحصلت مسألة الكورة، ولم تتمكن الحكومة من تأديب أو تهديد المجرمين فيها.

ويتضح من هذه الاستقالة أن أسباب الشكوى تعود في الدرجة الأولى لنقص المال وعدم وفاء السلطة البريطانية المنتدبة بوعدها في مساعدة شرقي الأردن ماليًا، وتمنعت من دفع حصت شرق الأردن.

من واردات الجمارك.

بالرغم من تلك الصعوبات التي واجهتها تلك الوزارة، فإن الأمير عبدالله بحزمه ورحمته استطاع أن يذلل تلك المصاعب وأن يمهد الطريق للعمل والاستقرار واستتباب الأمن والسيطرة على كافة أنحاء البلاد.

مسيرة رشيد طليع أول رئيس وزارة للأردن

يعتبر رشيد طليع (1876 – 1926م) من أهم الشخصيات العربية التي لعبت دورًا هامًا في الأحداث العامة في بداية القرن الماضي، وقد عمل في الإدارة العثمانية في معظم المناطق السورية، ثم انتخب عضوًا في مجلس المبعوثان العثماني (البرلمان العثماني)، عن لواء حوران، ثم عاد إلى العمل الإداري مرة أخرى حيث استمر إلى نهاية العهد العثماني، وبعد رحيل العثمانيين، شارك بالحكومة الفيصلية في دمشق وعمل معها حتى سقوطها، حيث جاء إلى الاردن هاربًا من الفرنسيين، وشكل أول حكومة أردنية في بداية تأسيس الإمارة الأردنية، ثم غادر الأردن إلى القدس، ومنها إلى جبل العرب، وشارك في أعمال الثورة السورية ضد الفرنسيين، وتوفي في 20 أيلول 1926م، ودفن في قرية شبكا، يجيل العرب في جنوب سورية.

كان رشيد طليع ابن علي بن حسن بن ناصيف طليع وهو من مشايخ الدروز في منطقة الشوف في لبنان وكان يقيم في قرية (جديدة) وهي إحدى قرى الشوف في جبل لبنان، والمعروفة أيضًا باسم قرية (جديدة الشوف)، وقد تلقى تعليمه الابتدائي في القرية المذكورة، ثم انتقل إلى المدرسة الداوودية في بلدة (عيبه) في قضاء عالية، وتخرج عام 1892، وواصل تعليمه الإعدادي (العالي) في مدرسة بيروت الإعدادية العثمانية وتخرج منها في عام 1895م، وأرسل بعدها إلى استانبول والتحق في دار الفنون (الجامعة العثمانية) لدراسة الإدارة وتخرج منها عام 1900م، وبدرجة امتياز، وقيل أنه كان مثار إعجاب الطلاب والمدرسين بعدما اتقن اللغة الانجليزية والتركية والفرنسية بسرعة فائقة، ثم عاد إلى موطنه لبنان.

وقد تولى العديد من الوظائف العثمانية خلال الفترة (1900 – 1918م)، وكان من أهمها قائممقام القضاء الزيداني (لبنان) وقضاء جبل الدروز، وقضاء المسيمة، ثم انتخب عضوًا في مجلس المبعوثان العثماني الثاني في الدور الثاني عن لواء حوران، ولكن ذلك المجلس لم يعمر طويلاً، فقد كان عمره لا يتجاوز الأربعة أشهر من عام 1912م، حيث حل هذا المجلس أثر أزمة سياسية حدثت في الدولة العثمانية بين الاتحاديين وحركة الانقاذ العثمانية، وبعد حل المجلس تعطلت الحياة النيابية بالدولة العثمانية لمدة سنتين تقريباً، وكان خلالها رشيد طليع يقيم في استطانبول، وعاد إلى وطنه عام 1914م.

وقد تولى متصرفاً للواء حوران وطرابلس الشام ولواء اللاذقية، وبعد سقوط الدولة العثمانية 1918م عاد إلى بلدته (جديدة الشوف)، واستمر فيها حتى إعلان الحكومة العربية الفيصلية في دمشق.

وبعد قيام الدولة الفيصلية قام الأمير فيصل بن الحسين بدعوة رشيد طليع عن طريق صديقه محمد الشريقي، وأصبح من أبرز شخصيات حزب الاستقلال العربي، ثم عين متصرفاً لمنطقة حماه وحاكمًا عسكريًا لها، واستمر في عمله حتى 14 آب 1919م، حين شكلت حكومة رضا الركابي والتي أطلق عليها (مجلس المديرين) وعين في هذه الحكومة مديرًا للداخلية (وزيرًا للداخلية) نظراً لتجربته الإدارية الطويلة، واستمر في عمله حتى 8 نيسان 1920م، حيث استقال من هذه الحكومة وعين حاكمًا لولاية حلب، على أن تبقى ولاية حلب مرتبطة برئاسة مجلس المديرين (مجلس الوزراء) مباشرة، وكان هذا التعيين قد جاء بعد ظهور الأطماع التركية والفرنسية في آن واحد، واستمر في هذا المنصب حتى سقوط الحكومة الفيصلية بعد معركة ميسلون في 24 تموز 1920م، ووقوع سورية تحت الانتداب الفرنسي، واصدر الجنرال غورو بصفته الحاكم العسكري الفرنسي جملة من القرارات والأحكام ضد الشخصيات الوطنية، تراوحت بين النفي والإعدام ومصادرة الأموال، حيث حكم على رشيد طليع بالإعدام وغادر دمشق متوارياً عن الأنظار في جبل العرب.

وفي آذار 1920م، قدم رشيد طليع مع العديد من الشخصيات الدروزية إلى عمان لمبايعة الأمير، وبعدها اصطحبه الأمير عبدالله إلى القدس من أجل لقاء هربرت صموئيل، وبعد عودته إلى عمان، كلفه الأمير بتشكيل أول حكومة أردنية، وبعد استقالة حكومة الأولى والثانية، غادر رشيد طليع عمان إلى القدس عام 1922م، وهناك أسس مع مجموعة من الوطنيين لمساعدة الثوار، وبعد ذلك غادر إلى مصر، حيث كان هناك الأمير عادل أرسلان وفؤاد سليم وعباس المصطفى وأقام فيها حتى عام 1925م.

مع قيام الثورة السورية بقيادة سلطان باشا الأطرش (شيخ مشايخ الدروز في جبل العرب) في عام 1925م، غادر رشيد طليع القاهرة متوجهًا إلى سورية للانضمام غلى هذه الثورة، وكان إحدى قادتها، كما عقد مؤتمرًا وطنيًا في جبل العرب في قرية (شقا)، في عام 1921م، وكاشيل كل المناطق الدرزية، وعين رشيد طليع أمينًا لسر المؤتمر، وكان من أهم بنوده مساعدة الثورة بكل الوسائل المتاحة والمملكة، وبعد عدة شهور توفي رشيد طليع، وتخليدًا له اطلق اسمه على أحد شوارع بيروت، كما أقليم له نصب تذكاري في قرية شبكا الشورية.