شريط الأخبار
الملكة تستنكر "العقاب الجماعي" الذي تمارسه "إسرائيل" بحق الفلسطينيين الجيش الاسرائيلي ابلغ ادارة بايدن ومنظمات الاغاثة الانسانيه بخطة اخراج سكان رفح الى مناطق أمنة بحضور السفير الأردني النهار وعدد من السفراء العرب والوسط الثقافي وأجهزة الإعلام... إشهار كتب المؤرخ العرموطي عن أذربيجان في العاصمة باكو... أميركا توقف بناء الرصيف العائم قبالة غزة مؤقتًا مدير المخابرات الأمريكية في القاهرة لحضور اجتماعات بشأن غزة الملك يهاتف رئيس دولة الإمارات معزيًا بوفاة الشيخ طحنون مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي قبيلتي عباد/ المهيرات/- وبني صخر / الزبن مؤسسات الأسرى الفلسطينية: الاحتلال يواصل اعتقال 53 صحفيا وصحفية 8 آلاف زائر لتلفريك عجلون في العطلة وزيادة ساعات التشغيل %91 معدل نسب إشغال فنادق العقبة خلال عطلة عيد العمال ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 34622 شهيدا و77867 مصابا استطلاع: غانتس يتفوق على نتنياهو مرة جديدة حكومة الاحتلال الإسرائيلي تؤكد مقتل أحد المحتجزين في غزة التعاون الإسلامي تدعو إلى مضاعفة الجهود فيما يخص القضية الفلسطينية وزير الخارجية يلتقي نظيرته الهولندية لبحث وقف الحرب على غزة ارادة يدعو إلى تعزيز حماية الصحفيين لممارسة مهامهم دون خوف فرنسا تدين اعتداء مستوطنيين يهود على قافلتي المساعدات الانسانيه للاردن البرلمان العربي: للصحافة العربية دور كبير في تعزيز روح العمل العربي المشترك أجواء مائلة للدفء في أغلب المناطق اليوم وغدًا أردنية تفوز بجائزة أفضل أسرة منتجة على مستوى الوطن العربي

أبو رمان يكتب : الهجوم الإيراني والرسالة الأردنية

أبو رمان يكتب : الهجوم الإيراني والرسالة الأردنية

د. محمد أبو رمان

لا أظن أنّ أحداً من الأردنيين كان يودّ أو يرغب في أن تُعتَرَض المُسيَّرات الإيرانية فوق سماء بلده، فالدولة والشعب معاً، في الأردن، كانوا منذ بداية العدوان على غزّة مع شعبها وضدّ جريمة الإبادة الإسرائيلية، وتصدّر الأردن الحرب الدبلوماسية مع إسرائيل، وعمل بصورة دؤوبة على نقض الرواية الإسرائيلية، وكان أوّلَ دولةٍ اخترقت الحاجز الإسرائيلي بإنزال المساعدات جوّاً، وبإعلان أنّ أيّ تهجير للفلسطينيين خارج فلسطين بمثابة إعلان حالة الحرب من إسرائيل، وبالضرورة انتهاء معاهدة السلام بين الدولتين.


ليس ما سبق من باب المقاربة الدفاعية، لكن فقط للتذكير بالمكان الذي يتموضع فيه الأردن استراتيجياً وسياسياً في ملفّ العدوان على غزّة، وهو المكان الذي التزم، ولا يزال يلتزمه الأردن، حتى عند نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وإعلان الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، صفقة القرن، إذ وقف الأردن ضدّ كلّ محاولات تصفية القضية، وعمل بكل طاقته دبلوماسياً وسياسياً في الاتجاه المعاكس، وكان في السياق نفسه مُتحفّظاً على ما يُسمّى "السلام الإقليمي" أو المسار الإبراهيمي، الذي يقوم على تطبيع العلاقات من دون الوصول إلى حلّ للقضية الفلسطينية، ومن ذلك رفضه فكرة "الناتو العربي" (الإسرائيلي العربي) في مواجهة الحلف الإيراني، حينما طُرحت في دوائر إسرائيلية.

إذاً، ما الرسالة الأردنية في التصدّي للمُسيَّرات الإيرانية فوق الأردن؟ باختصار، المسألة مرتبطة بالسيادة أولاً، وهذه مسألة بديهية في السياسات بين الدول، وتُمثّل جزءاً من معيار الاحترام والكرامة، وربما كان بإمكان الأردن أن يتجاوز ذلك لو كان هنالك، مثلاً، استئذان إيراني مسبق أو إعلام للأردن بالأمر، والعكس صحيح. فعندما اتخذ صانع القرار الأردني قراره بالتصدّي للمسيَّرات، لم تكن الرسالة إلى إيران فقط، بل أيضاً، إلى إسرائيل والولايات المتّحدة، كما ذكر وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، (على قناة المملكة بعد يومٍ من الهجوم الإيراني)، وما قاله الرجل ليس كلاماً لدغدغة العواطف وتحسين الصورة، بل هو القرار الحقيقي في ما أُعلن وما خَفِيَ من الحسابات الأردنية، ودلالة ذلك أنّ الطائرات الحربية الأردنية استمرّت في التحليق في سماء عمّان، خلال الليالي التالية، لمنع أيّ اختراق، ووصلت الرسالة واضحة إلى الإسرائيليين، إلى أن وقع الهجوم الإسرائيلي الغامض على إيران، ولكن بالتأكيد، لم يكن عبوراً ولا مروراً فوق الأردن.

لا توجد هنالك ثقة بين الأردن وإيران، هذا صحيح، وتعتبر إيران الأردن قاعدة أميركية متقدّمة، وهذا ما يدركه صُنّاع القرار في عمّان، وواجهوا به الإيرانيين في نقاشات سرّية سابقة. وفي المقابل، ليس للأردن عداوة جوهرية مع إيران، إنّما هو إدراك بأنّ الأجندة الإيرانية ليست ودّية تجاه الأردن، وأنّ الضربة في الحقيقة لم تكن موجّهة لإنقاذ أهل غزّة، بل هي، في الحقيقة، جزء من لعبة الصراع على النفوذ الإقليمي، ولتأكيد قواعد معيّنة في هذا الخصوص، بعد ضربة القنصلية في طهران.

بالتأكيد، لم تكن الضربة الإيرانية مسرحية، بل ذات دلالات استراتيجية مهمّة. وفي المقابل، لم يقبل الأردن على نفسه أن يكون مسرحاً لمثل هذه الرسائل المتبادلة، وأن يكون معبراً للقوات والطائرات والصواريخ، وأراد أن تكون الرسالة الأردنية واضحة، ليس في الموقف من هذه الواقعة فقط، بل أمام أي تطوّرات مُحتملة، برّياً أو جوّاً أو حتى بحراً. وللتذكير، كان المسؤول الأمني في كتائب حزب الله العراقي (الموالي لطهران) قد صرّح قبل أيام باستعداد "المقاومة في العراق" لتجهيز ما تسمّى المقاومة في الأردن (طبعاً لا يوجد مصطلح مثل هذا أردنياً) بأسلحة وصواريخ لمهاجمة إسرائيل وقطع الطريق البرّي(!)

ليس المجال الآن لمناقشة السياسات الإيرانية في المنطقة، ولا تقييمها، لكنّ المقصود أنّ الضربة الإيرانية انطلقت من حسابات دقيقة جداً ومُركّبة، وبالنسبة إليها مسألة النفوذ والمصالح الاستراتيجية أكثر أهمية بكثير من حرب غزّة، والأمر كذلك بالنسبة إلى تركيا التي توارت عن الأنظار. وعلى هذه القاعدة، تصرّف الأردن لحماية أمنه الوطني، ومصالحه الاستراتيجية، ولم تتزحزح قناعته بموقفه من العدوان على غزّة ولا من اليمين الإسرائيلي المتصهين، ولا من مخطّطات التهجير الخطيرة وتهويد القدس.

العربي الجديد