القلعة نيوز:
تزخر الرياضة السعودية، بالعديد من القصص الغريبة، وتعد قصة الحكم السعودي الدولي الراحل حسن البحيري، من أبرز القصص التي ستظل عالقة في أذهان محبي كرة القدم.
وشهد العام 1996 قصة قد تكون واحدة من أغرب القصص الرياضية في السعودية، حيث كان هذا العام شاهدا على نهاية مسيرة أحد أبرز الحكام في الكرة السعودية، ليتحول بعدها من حكم دولي إلى مغسل للموتى.
قصة مؤلمة
أسندت لجنة الحكام بالاتحاد السعودي، مهمة تحكيم الكلاسيكو بين النصر وأهلي جدة، في بطولة الكأس للحكم حسن البحيري، الذي كان حينها أحد أبرز الحكام في السعودية.
وشهدت الدقيقة 14 تدخل حارس النصر مضحي الدوسري على لاعب الأهلي عبد الرحمن أبوسيفين، ولم يحتسب الحكم أي خطأ.
وعاد الحكم البحيري لإيقاف اللعب بسبب عدم مقدرة عبد الرحمن أبوسيفين على النهوض مجددا بسبب الألم الشديد.
وبدأ الجانب المظلم في هذه القصة عندما علم البحيري أنه تم نقل اللاعب أبوسيفين للمستشفى وتبين أنه أصيب بكسر مضاعف في الساق، فعاد بعدها لمشاهدة المباراة.
وبعد مشاهدة لقطة تدخل مضحي الدوسري على أبوسيفين، تبين للحكم البحيري أنه وقع في خطأ شديد فقد كان تدخل الدوسري عنيفا.
وفورا اتخذ البحيري قرارا سريعا باعتزال التحكيم لشعوره بألم نفسي بعد هذه الحادثة.
وحاول محمد المرزوق رئيس لجنة الحكام السعودية الأسبق، أن يثني البحيري عن قرار الاعتزال، إلا أنه رفض بشدة وذلك بسبب حالته النفسية السيئة.
عالم الموتى
تحدث البحيري في مقابلة تلفزيونية قبل رحيله بأيام، قائلا: "قضيت 17 عاما حكما في البطولات الرياضية السعودية المختلفة، وقررت الاعتزال ولم أتلق أي دعم أو مساندة من الاتحاد السعودي لكرة القدم".
وأضاف: "بعد إصابة أبوسيفين انتابتني مشاعر الأبوة، وتساءلت كيف سيكون شعور والديه عندما يعلمان بإصابته العنيفة التي ستعيقه عن مواصلة عمله كلاعب كرة قدم".
وبعد هذه المعاناة اتجه البحيري لتجهيز الجنائز بمغسلة الأموات.
ووصف مامر به بعد تركه كرة القدم، بالقول: "أمضيت ربع قرن في تغسيل الأموات وهي الأجمل في سنوات عمري كله".
وأكد: "الحمد لله أني تركت مجال كرة القدم، وأنا لا أتقاضى ريالا واحدا لقاء ما أعمله، وإنما تطوعت ابتغاء لمرضاة الله عز وجل".