شريط الأخبار
الفايز يلتقي رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ المصري الفراية: 1495 موقوفا إداريا المتوسط اليومي انتهاء المعيقات المالية لمشروع سوق الحسبة الجديد في إربد طهبوب: الهدف مرصود والرشاش جاهز النقل النيابية: عدد العاملين على تطبيقات النقل الذكية في الأردن 40 ألف تعميم من وزارة الأوقاف للحجاج الاردنيين الصقور: الملك هو صوت 'أهل غزة' وموقف الأردن 'بطولي' النواب يحيل 6 مشاريع قوانين إلى لجانه المختصة النائب خميس عطية يطالب بكشف أسماء الشركات المتورطة في قضية اللحوم الفاسدة السعايدة ينتقد تصريحات وزير العمل حول عدد العمالة الوافدة الحاصلة على تصاريح عمل حالة من عدم الاستقرار الجوي تسود المملكة الاربعاء .. والأرصاد تحذر الصبيحي: وزارات ومؤسسات لا تحتسب المكافآت والحوافز بأجر الضمان ابتهاجا بانتصار غزة - طهبوب توزع الشوكولاته على النواب فرنسا تصدر مذكرة توقيف بحق الأسد انتهاء المعيقات المالية لمشروع سوق الحسبة الجديد في إربد انتهاء المعيقات المالية لمشروع سوق الحسبة الجديد في إربد "الخيرية الهاشمية": اتفاقية مع منظمة RLAF السنغافورية لدعم الأشقاء في غزة اسعار الذهب ترتفع محليا البنك الدولي: ارتفاع أسعار الأغذية في الأردن الشهرين الماضيين الصفدي يشارك بجلسة حوارية ضمن منتدى دافوس

شادي سمحان يكتب : فخ الكرسي

شادي سمحان يكتب : فخ الكرسي
شادي سمحان
اليوم أكتب هذه الكلمات ليس لأنني شخص بسيط كان يعمل في صالون حلاقة في صغره، بل لأشارككم تجربة قد تكون مشهدًا مألوفًا لكثيرين منا. عندما كنت في الصف الخامس الابتدائي، عملت في صالون حلاقة. كانت وظيفتي بسيطة،تنظيف الشعر المقصوص، مسح الغبار، وغسل رؤوس الزبائن بعد كل حلاقة باستخدام شامبو "هيد آند شولدرز" الذي كان في تلك الفترة أكثر تأثيرًا من أي وصفة سحرية في تلك اللحظات، كنت أرى كيف أن كل شخص يجلس على الكرسي يعلم أنه لن يبقى هناك طويلاً، وسيتركه لآخر عندما ينتهي دوره. لا غرابة في ذلك، فيجلس وينهض عن الكرسي ويبقي أثرًا طيبًا خلفه.

لكن حينما ننظر إلى الواقع اليوم، نجد أن الأمور تصبح أكثر تعقيدًا ففي عالم المسؤولية، يظهر الكرسي نفسه ككائن حي يغير الأشخاص بشكل غير طبيعي. عندما يجلس البعض على كراسيهم، يبدأون في الشعور وكأنهم قد أصبحوا فوق البشر، وبأن المنصب الذي يشغلونه سيظل معهم إلى الأبد. يبدأ الكرسي في لعب لعبته يقنعهم بأنهم في "قمة الهرم" وأن العالم كله يدور حولهم.

هنا تكمن المشكلة: ينسى البعض أن الكرسي في النهاية زائل. نعم، زائل. قد يظن الشخص أنه سيظل عليه للأبد، ولكنه في الحقيقة مجرد "ضيف" في مكانه لفترة محدودة. وما يدهشني هو أن هذا الكرسي يغير فيهم كثيرًا، بحيث يعتقدون أن علاقاتهم مع الآخرين، خصوصًا الأصدقاء، أصبحت أقل أهمية. يبدأ البعض في تصفية حساباته مع الأشخاص الذين كانوا ذات يوم أصدقاء، أو زملاء، أو حتى من كان يعاملهم بكل احترام والأدهى من ذلك، أنهم لا يرون أن هؤلاء الأشخاص الذين يهملونهم هم من سيبقون بعد الرحيل عن المنصب، في حين أن الكرسي نفسه لن يكون إلا ذكرى.

رسالتي إلى كل مسؤول في الحكومة أو أي منصب آخر هي، تذكر أن الكرسي الذي تجلس عليه هو زائل. هو مكان مؤقت. لا تجعل الكرسي ينسيك نفسك أو علاقاتك مع من حولك. لا تخسر أصدقاءك أو الناس الذين كانوا معك قبل أن تصبح مسؤولًا. هؤلاء هم من سيظلون معك عندما تغادر الكرسي، بينما المنصب سيتركك يومًا ما، حتى وإن كان ذلك بعد سنوات.

عندما تحصل على منصب، لا تنسَ أن الأخلاق هي ما سيبقى معك بعد الرحيل. اعمل بما يرضي ضميرك، ولا تدع العداء يدخل بينك وبين الناس الذين تواجدوا معك في أوقات. لأنك عندما تخرج من الكرسي، لن يبقى معك إلا سيرتك الطيبة، أو السيئة، وهذه هي التي ستظل تذكرك.

في النهاية، تذكر عندما تخرج من الكرسي، ستظل أنت، ولكن كرسيك سيرحل مع الريح، وتبقى سيرتك التي صنعتها طوال فترة وجودك عليه. فلا تجعل من نفسك ضحية لـ "فخ الكرسي" احترم الناس، واعمل بأخلاقك، وكن شخصًا يستحق الاحترام حتى عندما لا تكون جالسًا على هذا الكرسي.