شريط الأخبار
وزير المالية السوري بعد رفع العقوبات الأميركية: سوريا أصبحت اليوم "أرض الفرص" الصفدي: بحث تفعيل آلية تحقيق التعاون الأردني العراقي المصري الرئيس السوري: لا أنسى ترحيب الملك وموقف الأردن من القضايا الساخنة الشرع يوجه كلمة للشعب السوري: تحررت البلاد وفرح العباد وصول طواقم المستشفى الميداني الأردني غزة/82 إلى أرض المهمة القوات المسلحة تنفذ عملية إجلاء طبي جديدة لأطفال مرضى بالسرطان من غزة اتفاقية الشراكة الاقتصادية بين الأردن والإمارات تدخل حيز التنفيذ الخميس الشديفات: نعمل على خلق بيئة محفزة داخل المراكز الشبابية مباحثات أردنية مصرية عراقية موسّعة في إطار آلية التعاون الثلاثي حجب 12 موقعا أجنبيا تهاجم الأردن ورموزه (أسماء) ابو الفلافل.... الشباب والوطن..... كنا وكنا وفعلوا ودفعنا.... خروج الروسية ميرا أندرييفا من ربع نهائي بطولة روما وزير التجارة الروسي: التسويات مع مصر تتم بعيدا عن الدولار واليورو بوتين: علاقاتنا مع ماليزيا تاريخية ومتعددة الأبعاد رونالدو جونيور يحظى باهتمام 16 فريقا.. وريال مدريد يتجاهل نجل هدافه التاريخي منتدى قازان.. جسر روسي إسلامي يعزز التعاون الاقتصادي والثقافي أمير دولة قطر والرئيس الأمريكي يشهدان التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين البلدين بينها دفاعية مدرب منتخب المغرب يعلق على مواجهة مصر في نصف نهائي كأس إفريقيا للشباب

ابوقوطة يكتب : غسيل الأموال في الرياضة - الوجه الخفي لصناعة الأبطال

ابوقوطة يكتب : غسيل الأموال في الرياضة  الوجه الخفي لصناعة الأبطال
د. شوقي ابوقوطة

غسيل الأموال في قطاع الرياضة يمثل تحديًا عالميًا معقدًا، إذ أصبح هذا القطاع، بفضل عولمته وانتشاره الواسع، بيئة جاذبة للممارسات المالية المشبوهة، تتجلى كظاهرة في العديد من الأنماط التي تستغل الطبيعة المعقدة للأنشطة الرياضية والمالية المرتبطة بها. ومن بين أبرز هذه الأنماط، الاستحواذ على الأندية الرياضية، ما يمكنه من أن يكون غطاءً لتبرير تدفقات مالية مشبوهة، حيث يستخدم المستثمرون أموالاً غير مشروعة لشراء أندية متعثرة، ويضخون فيها مبالغ كبيرة لتبرير مصدر الأموال، ما يجعل التحقق في طبيعة هذه العمليات أمرًا بالغ الصعوبة.

تظهر صورة أخرى لهذه الظاهرة من خلال التلاعب في عقود انتقال اللاعبين، حيث يتم تسجيل صفقات الانتقال بمبالغ خيالية قد تكون مزيفة، ما يسمح بتمرير الأموال بين أطراف متعددة دون لفت الانتباه، كما يُعد التلاعب في حقوق البث التلفزيوني والرعاية وسيلة شائعة، حيث يتم تضخيم العقود أو استخدام شركات واجهة لتبرير التدفقات المالية المشبوهة، ثم وإلى جانب ذلك، تلعب المراهنات الرياضية غير المشروعة دورًا كبيرًا، حيث تُضخ الأموال القذرة في شبكات المراهنات وتُستعاد كأموال نظيفة عند الفوز.

إحدى الطرق الأقل وضوحا هي الأنشطة الخيرية المرتبطة بالرياضة، حيث يتم استغلال الفعاليات والبرامج الخيرية لإخفاء الأموال المشبوهة، وهذا النوع من العمليات تحديداً يشكل خطرًا مضاعفًا لأنه يستغل الجانب الإنساني والسمعة الإيجابية للرياضة لتبرير النشاطات غير القانونية.

إن انتشار غسيل الأموال في الرياضة يعود إلى عدة عوامل، منها ضعف الرقابة المالية وقلة الشفافية في إدارة الأندية، إضافة إلى التعقيد المالي الذي يجعل تتبع التدفقات النقدية أمرًا بالغ الصعوبة، كما أن الشهرة والجاذبية الإعلامية التي يتمتع بها القطاع الرياضي تتيح فرصة لتمرير الأموال دون إثارة الكثير من التساؤلات.

تأثير هذه الممارسات على الرياضة كارثي، حيث يؤدي إلى تآكل نزاهة المنافسة الرياضية وتشويه سمعة الأندية واللاعبين، فضلًا عن تأثيره السلبي على الاقتصادات المحلية. الأموال المغسولة تُحول غالبًا إلى الخارج، ما يحرم الاقتصادات المحلية من الفوائد التي يمكن أن تحققها هذه الأموال لو استُخدمت بشكل مشروع.

مكافحة غسيل الأموال في الرياضة تتطلب استراتيجيات متكاملة، تشمل تعزيز الشفافية في الإدارة المالية للأندية، تطوير أنظمة الرقابة المالية، والتعاون الدُّولي لتتبع التدفقات المالية المشبوهة، كما أن رفع الوعي المجتمعي حول مخاطر هذه الظاهرة يمكن أن يسهم في تعزيز الرقابة والمطالبة بالمحاسبة.

الرياضة تمثل أداة للتواصل الثقافي والتنافس الشريف، لذا فإن حمايتها من الاستغلال في الجرائم المالية واجب عالمي. فالتصدي لغسيل الأموال في هذا القطاع ليس مجرد ضرورة اقتصادية، بل هو التزام أخلاقي لحماية النزاهة والقيم والمُثُل التي تمثلها الرياضة.