شريط الأخبار
بلدية الرصيفة تزيل المخلفات والاعتداءات عن خط السكة الحديدية ضمن حملة ميدانية الصفدي يرأس اجتماع اللجنة الوزارية العربية لمواجهة السياسات الإسرائيلية في القدس صراع الأحزاب في الوصول إلى مقعد رئاسة مجلس النواب .. الصفدي يشعر بارتياح ، والتنافس بين ثلاثة فقط الاردنيون في انتظار الكثير من التغييرات قبل عقد الدورة العادية الثانية لمجلس النواب .. والإعلام الرسمي تحت المجهر الشيخ عرفات المرايات يهنيء جلالة الملك وولي عهده بذكرى المولد النبوي الشريف الخوالدة يفتتح أيام ثقافية أردنية في "البيت العربي" الخميس .. أجواء معتدلة الحرارة هل يشهد سعر الذهب صعوداً أكبر في الأردن؟ مدونة السلوك الجديدة لـ"المحاسبة".. كيف تضبط بوصلة النزاهة؟ جريمة بشعة تهز إسطنبول.. أم تقتل وليدها وتلقيه في القمامة ثم تذهب للتسوق! بذكرى المولد النبوي.. دعوات مقدسية لشد الرحال للمسجد الأقصى ليست السمنة وحدها.. سبب آخر لشيخوخة القلب انخفاض أعداد اللاجئين وطالبي اللجوء المسجلين لدى المفوضية في الأردن الصفدي يشارك في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية بالقاهرة اليوم أجواء معتدلة في أغلب المناطق حتى الأحد صاروخ يمني ثالث يستهدف "إسرائيل" في أقل من 24 ساعة أسعار النفط تتراجع مع ترقب نتائج اجتماع «أوبك بلس» الأحد وصية غريبة.. رجل أعمال برازيلي يهب ملياراته لنيمار "القلعه نيوز " تهنئ بمناسبة المولد النبوي نتنياهو يسحب موضوع ضم الضفة عن جدول أعمال اجتماعات الخميس

ضَنك صنعناه بأيدينا

ضَنك صنعناه بأيدينا
ضَنك صنعناه بأيدينا.
القلعة نيوز -
عندما تُمسح ذاكرة المواطن لتُشكِّل مواطنًا جديدًا، يخشى جورج أورويل، مؤلف رواية 1984 وحديقة الحيوان، من إعادة تشكيل الوعي الجمعي، وصناعة إنسان جديد ليس له صلة بالمواطن القديم. هل نحن في عالم تتم فيه صياغة إنسان لا نعرفه، على استعداد للقيام بأمور لا تمتّ للواقع، ولا للمعقول، ولا للمقبول بصلة؟

وهنا تحضرني بقوة تلك القصة عن الإنسان الذي يهجر وطنه، فيهجر الأخلاق والانضباط والسلوك السوي، لأنه هنا لا يعرفه أحد. هل بتنا نعيش في واقع افتراضي يظن فيه البعض أنه لا يعرفه أحد؟ هل هناك أشباح من الكثيرين من البشر هي التي تعيش بيننا؟

هناك انفصام نعيش معه يوميًا، من هؤلاء الأشباح الذين نتعامل معهم يوميًا. هذه قصة مواطن يعود إلى أرض الوطن بتحويشة العمر، كما يقولون، ليبدأ رحلة النهاية في أرض الوطن. فهو عاش الغربة، وأخذت منه وأعطته، ويريد نهاية سعيدة، فيقع بين براثن مواطن لا يرحم، يعمل في القطاع العام، وتبدأ رحلة المعاناة التي تنتهي بخسارة المشروع وتحويشة العمر، والعودة إلى الصفر المطلق.

وهنا يخبرني أحدهم بأنه عاد بالسيارة التي لم يعد يملك غيرها، بعد أن خسر قرابة ربع مليون دينار. ربما الخطأ هنا ليس خطأ موظف عطّل المعاملة في أحد البلديات أو الوزارات، أو تشجيع الاستثمار، أو وزارة الصناعة والتجارة، وربما هو أخطأ التقدير أو حساب الجدوى، أو تحديات المشروع التنظيمية والقانونية والمالية والتسويقية والبيروقراطية. ولكن ما هي النتيجة؟

قصص كثيرة مختلفة؛ فصاحبنا هنا علق في البيروقراطية من جهة، ودراسة الواقع والتسويق من جهة أخرى. ولكن إذا غابت الوزارات المتعددة المسؤولة عن القصة، فلماذا تغييب غرف التجارة والصناعة والجمعيات والهيئات التي تملأ الفراغ بكل المسميات التي توحي بالحرفية والتقنية والتطور والحضارة، عن تقديم يد المساعدة لهؤلاء؟

سيعود هذا بقصة يرويها لأبناء الوطن المغتربين في الخارج، عن وطن يأكل الأخضر واليابس، ولا يرحم، ولا يُبقي، ولا يذر. وعندها ستجد أن قصصًا كهذه عن مصانع وشركات ومشاريع ومحاولات فاشلة تنتشر بين المغتربين في الخارج، وعندها يصبح لدينا كافكا ودوستويفسكي في كل تجمع لأبنائنا خارج الوطن. وعندها تجد أن استثمارات المغتربين تنتشر في كل أرض إلا أرض الوطن؛ يأكلها التضخم في جهة، والبورصات في جهة، والأنظمة والقوانين في جهة أخرى، لأنهم يخافون من العودة إلى أرض الوطن.

من السبب هنا؟ هل هو ذلك الذي كان يملك المفتاح ولكنه، لسبب ما، تقاعس عن القيام بواجبه؟ هل هو صاحب القرار الذي جبن عن اتخاذ قرار صائب لخوف، أو ضَعَة نفس، أو حسد؟ لكن من الخاسر هنا؟ هل لأجل ذلك تتباطأ العجلة الاقتصادية، ولا نجد وظائف، ولا تُفتح أمامنا مجالات جديدة؟ هل نحن السبب؟

لماذا هناك فئة تتفنن في تعطيل كل مركب، وتسعى لتشويه كل صورة جميلة، وتسعى بكل السبل لإحباط أي نجاح؟ هل هي شبكة الوعي الجمعي المتفلّتة من الرقابة والآخر والصواب والمقبول والأخلاق والدين؟ هل هناك لعنة أو سحر خارجي يسيطر علينا؟ من يفرض بقوة رأيه في شوارعنا، ومن يبيع ويشتري، ومن يخدع ويغش ويسرق، أو يسكت عن سارق وممتنع ومحتال، ومن يضع عصا في كل عجلة دائرة؟ هل هو الآخر أم أنا؟

البعض يظن أن العقوبة في حديث عدم إنكار المنكر والسكوت عليه صاعقة أو عذاب يهبط علينا من السماء، ولكني أجد ما نحن فيه هو عقوبة في الحقيقة. عندما تغيب الأخلاق، ويغيب العقل الجمعي الذي يحافظ عليها، عندها فقد عَمَّتنا العقوبة. فهذا يأكل مال هذا وجهده، وذاك لا يستطيع أن يقوم بأي عمل يعود عليه وعلى الآخرين بالفائدة، وصاحب الفكرة يخشى صاحب المال، وصاحب المال يخشى من الزبائن، والبائع خائف، والمشتري خائف، والكل في ضَنك صنعناه بأيدينا.

ابراهيم ابو حويله ...