إدارة المواهب من منظور إداري واستراتيجي
الدكتور محمد تيسير الطحان
mohamad.altahaan@yahoo.com
القلعة نيوز:
الموهبة هي صفة ملازمة للأفراد الذين يمتلكون مستوى مرتفع من العبقرية والذكاء ولديهم القدرة على اكتساب المعرفة وتسخير الإمكانيات الى الوصول إلى أعلى النتائج وبالتالي تحقيق الإنجازات ومن ثم تحقيق الاهداف الخاصة بهم اضافة إلى أهداف المؤسسات.
وبطبيعة الحال الاشخاص الموهوبون هم الذين يظهرون بانتظام قدراتهم وامتيازاتهم الاستثنائيه في مجموعة من الأنشطة علاوة على انهم أشخاص ذو تأثير كبير يمكنهم التعامل مع التعقيدات وهنا لا بد من الإشارة الى أن المواهب لا تولد، بل يمكن تطويرها من خلال الممارسة والمثابرة.
وعليه تعتبر إدارة المواهب استراتيجية مهمة لجذب، التطوير، والاحتفاظ بالكفاءات في المؤسسة وهي بالتالي تفاعل مجموعة من الممارسات والنظم المتكاملة المتعلقة باستقطاب العاملين ذوي المهارات المطلوبة والمحافظة عليهم وتطويرهم بما ينسجم لتحقيق التوجه الإستراتيجي للمنظمة وبالتالي تحقيق الميزة التنافسية للمنظمة.
وفي هاذا الإطار ينبعي التطرق لإستراتيجيات إدارة المواهب في المؤسسات إذ تعد إستراتيجية استقطاب المواهب أولى الإستراتيجات والخطط لإستقطاب المواهب حيث أصبحت هذه الإستراتيجية في المنظمات واحدة من السمات الرئيسة لصنع الكفاءات التنظيمية لتحقيق الميزة التنافسية المستمرة لذا وجب على المنظمة الإستثمار في الموارد التي يمكن جذبها وتوظيفها والمحافظة عليها وتنميتها لأنها تعتبر موهوبة وميزة تنافسية جيدة. وفي نفس الصدد تعتبر استراتيجية تطوير وتنمية المواهب هي الخطة التالية لاستراتيجيات ادارة المواهب من خلال إستراتيجيات منظمة ومدروسة تسلط الضوء على مهارات وقدرات الموظفين الحاليين والمستقبليين وتمكينهم من حيث عدم الاعتماد على التدريب التقليدي، بل تشمل مجموعة واسعة من التخصصات والمؤتمرات والندوات التي تهدف إلى تطوير المهارات الفنية والسلوكية وتكوين الموظفين المهنيين .
ولا بد من التأكيد على دور استراتيجية المحافظة على المواهب حيث اصبح لزامآ على المنظمات أن تتبع إستراتيجيات للمحافظة والإبقاء على المواهب التي تمتلكها في ظل المنافسة الشديدة عليها بسبب الانكماش الاقتصادي وتقليل القوى العاملة، وكذلك نتييجة الأزمة المالية العالمية وإختلاف الأجيال أصبحت هذه المواهب تبحث عن فرص أخرى بسبب الأمور الإقتصادية الصعبة وبسبب العروض التي يتلقونها من منظمات منافسة .
وفي هاذا الإطار ايضآ تعتبر إستراتيجية التعاقب أو تخطيط الإحلال الوظيفي العملية التي يتم خلالها إختيار فريق من قادة الموظفين للفترة المقبلة كما أنها التخطيط لتوفير قاعدة كبيرة من المواهب الملائمة التي تستخدمها المنظمة للتوظيف داخل المنظمة.
هنالك العديد من مجالات المواهب الموجودة بشكل عام في عالمنا ومنها على سبيل الامثلة لا الحصر التخصصات الفنية حيث تشمل الرسم، النحت، الموسيقى والكتابة، والتصوير الفوتوغرافي، والتصوير الفوتوغرافي كذلك المواهب الرياضية والمواهب الاخرى التي تشمل الذكاء، والقدرة على التحليل، وحل المشكلات والمواهب الاجتماعية تشمل التواصل، والتنقل، والعمل الجماعي، والتأثير على الآخرين.هاذا بالإضافة الى المواهب الإدارية .
ومن المهم التأكيد على ان هناك مصطلح يدعى حرب المواهب حيث يشير مصطلح حرب إدارة المواهب إلى التنافس الشديد بين الشركات على جذب والإحتفاظ بأفضل الكفاءات والمواهب في سوق العمل وبات لزاما على تلك المنظمات مواجهته للحفاظ على ما لديها من مواهب، فشرعت الأبواب أمام المواهب في كبرى شركات الإعمال للاستحواد عليهم لإنهم يشكلون حجر الأساس في ظل احتدام المنافسة في سوق الأعمال، وذلك من أجل مواكبة متطلبات الأجيال الجديدة لصناعات العصر في القرن الحادي والعشرين، وبدأت المنظمات بالتفكير الحاد للقيام بإجراءات وقائية لضمان بقاء والإحتفاظ بالموظفين الموهوبين فالشركات والمؤسسات تتنافس على جذب واستقطاب المواهب الاستثنائية لتعزيز أعمالها وتحقيق التفوق الجماعي وبالتالي يصبح سوق العمل ساحة حامية الوطيس حيث تتقاتل الشركات للحصول على أفضل المواهب واحتضانها.