شريط الأخبار
إحباط مخطط إرهابي ضخم في كاليفورنيا الحكومة: اسعار النفط عالميا تنخفض "أكسيوس": البيت الأبيض وبّخ نتنياهو لانتهاكه وقف إطلاق النار فريق تونسي يتلقى أول خسارة بعد مسيرة 5 أعوام من الانتصارات لماذا اشترى حسين المجالي الف سهم في شركة الامل؟ تقارير عن إصابة ماتشادو في العمود الفقري أثناء هروبها من فنزويلا سلوك مشين في الطائرة.. لاعب نادي الهلال كانسيلو يعتدي على راكب الحباشنة : ينشر وثيقة تاريخية تتحدث عن الكرك و سوريا ويتساءل أين الأبناء عن دور الإباء المجيد ( وثيقة ) ولي العهد ينشر فيديو للجماهير الأردنية قبل مباراة السعودية المومني : الأردن حقّق تقدماً ملحوظاً في مجال الدراية الإعلامية والمعلوماتية الملك ووزير الخارجية الصيني يبحثان توطيد الشراكة بين البلدين الأردن يعزي المغرب بضحايا الفيضانات مشروع مدينة عمرة يدخل مراحل متقدمة من العمل بمتابعة ملكية إعلاميون: مباراة المنتخبين الأردني والسعودي نموذج للتنافس والروح الرياضية ارتفاع حوالات العاملين للمملكة بنسبة 4.2 % لتصل إلى 3.7 مليار دولار الملك يهنئ العاهل البحريني باليوم الوطني لبلاده وذكرى جلوسه على العرش منتخب النشامى يواجه السعودية في نصف كأس العرب الاثنين وزير الخارجية يجري مباحثات موسعة مع نظيره الصيني في عمّان وزير التربية: 404 شهادات ثانوية تركية ورد رد بعدم صحتها منذ 2023 الأشغال تباشر إجراءات طرح عطاءات دراسات مشاريع مدينة عمرة

الرواشدة يكتب : «بروفة» الجولاني إن نجحت، الإسلام السياسي قادم

الرواشدة يكتب : «بروفة» الجولاني إن نجحت، الإسلام السياسي قادم
حسين الرواشدة
‏كيف قدم أحمد الشرع (الجولاني سابقاً) أوراق اعتماده للعالم، من أجل بناء سوريا جديدة؟ الإجابة بكلمتين : «التكيف والاستجابة».

ربما يكون ما فعله الرجل عنواناً للمرحلة القادمة في المنطقة كلها، بجرة قلم تم إسقاط تهمة الإرهاب وإلغاء الجائزة، التنظيمات المسلحة التي تشكلت لإقامة الدولة الإسلامية تحولت إلى نواة لدولة مدنية، الإسلام السياسي، بكل نسخه التركية والعربية والآسيوية، دخل فورا على الخط، ومن المتوقع أن تبدأ سلسلة من اللقاءات بين دوائر غربية رسمية وأعضاء من الحركة الإسلامية، حماس، ربما، تجلس في الفترة القادمة على طاولة التفاوض مع إسرائيل، فهي الطرف الوحيد الذي يمتلك شرعية المقاومة، ويصلح أن يكون، بعد تهشيم قوته وتهشيم السلطة الفلسطينية أيضا، الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني.

‏ما حدث في 7 أكتوبر، العام الماضي، لم يكن صدفة أبدًا، المشروع كان جاهزاً لدى الدوائر في تل أبيب ولدى حلفائها، بانتظار صفارة الانطلاق، المطلوب تغيير خارطة المنطقة واللاعبين فيها، ثم إعادة ترسيم حدود النفوذ للقوى الكبرى، وتوزيع الأدوار على القوة الأخرى، لقد بدأ فعلا ومن المتوقع أن يستمر لسنوات قادمة، إيران تم طردها من المنطقة، وربما يتم لاحقا دفعها إلى الانكفاء على نفسها، تركيا تتقدم لملء الفراغ، بدأت في سوريا وستتوسع لاحقا، التنظيمات الإسلامية المسلحة (الشيعية والسنية) تقلصت، وربما يسمح لبعضها بالكمون أو البيات الشتوي للاستخدام مستقبلا إذا لزمت الحاجة، الإسلام السياسي، إذا نجحت بروفته في سوريا، سيخضع للتأهيل، وإذا أثبت التكيف والاستجابة، وفي تقديري، أنه سيثبت ذلك، فانه سيكون المرشح القادم، أو البديل المطروح على الأقل.

‏ما ذكرته، سلفا، ليس أسراراً مكتومة، بعد زلزال الشام جرت نقاشات داخل العديد من العواصم في منطقتنا، انصبّت حول ملف «الإسلام السياسي» القادم على مركب صفقة تاريخية تستهدف، أو تحاول على الأقل، تغيير وجه الشرق الأوسط، وتنصيب العدو اللدود لإسرائيل، اقصد الإسلام السياسي، لاعب احتياط أو طرفا قويا، اختيار تركيا كمظلة للمشروع، ثم الإسراع بعملية التطبيع مع اسرائيل، وتقرير حق الفلسطينيين في كيان يعيشون فيه، هو الضمانة لتتويج اسرائيل شرطيا للمنطقة، ووكيلاً لأمريكا والغرب فيها، هذه الهواجس استدعت في الأيام الماضية وضع قوى الإسلام السياسي تحت «الرادار»، نشوة النصر كانت واضحة، لكن (طبخة) مواجهة هذا الاستحقاق ما زالت على النار.

‏لا اشكك بنوايا أي طرف، لا لإسلام السياسي ولا غيره، لكن لكي نفهم ما يجري وما سوف يجري لاحقا في منطقتنا، يكفي أن ندقق فيما حدث مع تنظيمات «التوحش» التي تحولت للحديث بمنطق الدولة، واكتسبت في أسابيع القبول الدولي، أن نفكر، أيضا، فيما إذا كان الإسلام السياسي يقبل أن يكون شريكا داخل الدولة ( اي دولة) ام انه يسعى ليكون بديلا عنها، هنا يهمني أن أشير إلى مسألتين، الأولى: قاعدة الاستثناء سقطت، لا احد محصن في هذه المنطقة، الثانية: معادلة ربط المصير لأي دولة بأي قضية أو دولة أخرى خطأ استراتيجي، لا يجوز الوقوع فيه أبدا.

‏نحن أمام تحولات لم نعهدها في تاريخنا الحديث، من قال إن حزب الله سيسقط في أيام، وأن إسرائيل ستحارب 15 شهرا دون انقطاع حتى الآن، من قال إن سوريا، النظام والجيش، سيتبخران بين ليلة وضحاها، صحيح ربما تفاجأنا، لكن حان الوقت لكي نفهم ما حدث، وندقق أكثر وأكثر بما قد يتراكم من مقارنات لدى أجيالنا، هذه المقارنات التي تستفز الوعي وتستدعي ركوب الموجة والانجراف مع التيار، تحتاج إلى مقاربات استباقية يعرفها، فقط، «العقلاء»، ولا بد من أن تكون حاضرة بقوة في سياق الاستعداد لمواجهة القادم في منطقتنا، وهو، بتقديري، أخطر مما يتصور بعض الذين ما زالوا يعيشون في الماضي وعلى ذكريات التاريخ، وفهمكم كفاية.