الدكتور نسيم ابو خضير
الإعلام الوطني الأردني يمثل أحد أعمدة الدولة الأردنية ، وهو أداة محورية في التعبير عن الثوابت الوطنية وترسيخها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي . كما يحمل الإعلام الأردني رسالة الدولة الاردني ، والتي تتمثل في دعم المصداقية والشفافية والحرية ، حيث وصفها جلالة الملك عبدالله الثاني بأنها "بسقف السماء ". هذا الإهتمام الملكي بالإعلام هو إمتداد طبيعي للإرث الهاشمي منذ تأسيس الدولة الأردنية ، وهو ما يتجلى في محطات بارزة من تأريخ الإعلام الأردني .
بدأ الإعلام الوطني الأردني مسيرته مع صحيفة "الحق يعلو" التي صدرت عام 1920 مع وصول الملك المؤسس عبدالله الأول إلى معان . وكانت الصحيفة صوتًا قوميًّا يعبر عن تطلعات الدولة الأردنية نحو التحرر والوحدة .
منذ ذلك الحين ، حظي الإعلام بإهتمام القيادة الهاشمية التي أسست الإذاعة الأردنية عام 1956في جبل الحسين وفي عام 1959 إنطلقت من مكانها الحالي في أم الحيران ، والتلفزيون الأردني عام 1968 ، ثم وكالة الأنباء الأردنية (بترا) التي أصبحت مصدرًا وطنيًا للخبر الموثوق .
دور الإعلام في دعم القضايا الوطنية والعربية :
الإعلام الأردني يعكس مواقف جلالة الملك عبدالله الثاني تجاه القضايا الإقليمية والدولية ، وعلى رأسها القضية الفلسطينية . فقد كان الإعلام الأردني داعمًا رئيسيًا لجهود جلالته في وضع هذه القضية على سلم الأولويات الدولية . كما ركز الإعلام الوطني على تقديم صورة ناصعة للإسلام كدين إعتدال وسلام ، مع التصدي لموجات التشويه في المحافل الدولية .
رؤية جلالة الملك للإعلام : المعرفة والحوار :
يرى جلالة الملك أن الإعلام ركيزة أساسية في بناء مجتمع معرفي يقوم على الحوار المفتوح . وتؤكد لقاءات جلالته المتكررة مع الإعلاميين أهمية الإعلام في تشكيل وعي الجمهور ، ونقل المعلومة بشفافية ومصداقية . وفي كل لقاء يدعو جلالة الملك الإعلاميين إلى الإبتكار ومواكبة التكنولوجيا الحديثة ، وخاصة عبر منصات التواصل الاجتماعي ، لتوسيع دائرة التأثير وتعزيز الروح الوطنية .
التطوير المؤسسي للإعلام الأردني :
تُبرز وزارة الإتصال الحكومي ، التي أُنشئت حديثًا ، دور الإعلام في تعزيز التعددية السياسية وحماية المصالح الوطنية . وقد أُقر نظام التنظيم الإداري لوزارة الاتصال الحكومي لعام 2022، الذي حدد مهام الوزارة ومنها :
وضع سياسات إعلامية تعكس الإلتزام بالدستور والنهج الديمقراطي .
تعزيز حرية التعبير وضمان المهنية والإستقلالية الإعلامية .
التصدي للشائعات وخطاب الكراهية .
تعزيز التربية الإعلامية والمعلوماتية .
كما ساهمت الوزارة في تنظيم الفعاليات الإعلامية وتقديم الدعم للناطقين الإعلاميين بالمؤسسات الحكومية ، مما ساهم في تحسين الأداء الإعلامي على المستوى الوطني .
إن الإعلام الأردني لا يقتصر على نقل الأخبار فقط ، بل يسهم في تعزيز الحوار الوطني بين الحكومة والمواطنين . من خلال تقديم تغطية شاملة للأحداث بمهنية عالية ، فالإعلام يعمل على بناء جسور الثقة بين مختلف أطياف المجتمع . كما أنه أداة لنقل صورة إيجابية عن الأردن للعالم الخارجي ، من خلال التعاون مع جهات دولية وتقديم محتوى يعكس القيم الوطنية .
فوكالة الأنباء الأردنية (بترا) مثال على التطور النوعي الذي شهده الإعلام الأردني في عهد الملك عبدالله الثاني . من خلال الإستفادة من التكنولوجيا ووسائل التواصل ، أصبحت بترا مصدرًا رئيسيًا للأخبار المحلية والدولية ، مع الإلتزام بالموضوعية والشفافية ، وكذا بالنسبة للإذاعة الأردنية والتلفزيون الأردني وقناة المملكة وغيرها من الإذاعات والقنوات التلفزيونية الخاصة .
وقد لعبت نقابة الصحفيين الأردنيين دورًا محوريًا في تعزيز المهنة الصحفية والدفاع عن حقوق الصحفيين ، مما ساهم في خلق بيئة إعلامية حرة ومهنية . وقدمت النقابة برامج تدريبية لرفع كفاءة الصحفيين .
إن الإعلام الوطني الأردني ، بمختلف وسائله ، يمثل انعكاسًا لروح الدولة الأردنية وثوابتها الراسخة . بدعم القيادة الهاشمية ، وقد استطاع الإعلام أن يصبح منصة للحوار والتواصل والتنوير ، حاملاً رسالة الأردن إلى العالم ، ومدافعًا عن قضايا الوطن والمجتمع بشفافية ومهنية ، واضعًا تطلعات الأمة وطموحاتها في مقدمة أولوياته .