شريط الأخبار
جامعة البلقاء التطبيقية تحصد المركز الأول في هاكاثون "نبتكر لسلامة الأغذية" بالرياض عبر مبادرة Basket of Life ريال مدريد يخسر خدمات أرنولد لفترة طويلة الأسواق العالمية في حالة ترقب.. استقرار الأسهم وتراجع الذهب قبل قرار الفيدرالي الأمريكي بوتين يمدد العقوبات المضادة المفروضة على الدول غير الصديقة حتى نهاية عام 2027 الأهلي المصري يصدر بيانا حاسما بعد انتشار إشاعات "طلب زيزو" المثير للجدل وزير روسي: اقتصادنا سينمو رغم أسعار الفائدة المرتفعة "لن نسمح بتمزيق أمريكا": لماذا يسعى ترامب لمحاكمة سوروس؟ مبابي يكشف سر فوز ريال مدريد على مارسيليا 118 مليون دينار حجم التبادل التجاري بين الأردن وقطر الصحة: ارتفاع عدد حالات التسمم بين الطلاب في إربد إلى 42 ماذا قال الشيخ تميم عن لقائه الملك عبدالله الثاني منتدى الاستراتيجيات: ارتفاع نسبة ثقة الأردنيين بالحكومة بنسبة 39% عام 2024 وزارة الاستثمار :الأردن يوفر بيئة استثمارية متميزة وبوابة للأسواق العالمية ماذا تعني قلادة الحسين بن علي.. التي منحها الملك لـ الشيخ تميم الملك يغادر أرض الوطن للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الملك وأمير دولة قطر يعربان عن اعتزازهما بمستوى العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين الوطن والاستثمار... الحنيطي يستقبل الممثل الخاص لأمين عام حلف الناتو للجوار الجنوبي الملك: حياك الله سمو الشيخ تميم بين أهلك في الأردن مندوبا عن الملك.. الأمير طلال بن محمد يرعى حفل الخير لمؤسسة الحسين للسرطان

الرواشدة يكتب : كيف نستدير للداخل : الدولة والشارع معاً؟

الرواشدة يكتب : كيف نستدير للداخل : الدولة والشارع معاً؟
‏حسين الرواشدة
‏يبدو أن الأيام القادمة حُبْلى بالمستجدات والمفاجآت، لا يكفي أن نفتح أعيننا ،فقط ، على واشنطن ، أو نستغرق بما صدر عن ترامب من تصريحات (تهديدات :أدق ) ، لابدّ ، أيضا ، أن ندقق بارتدادات المشهد من كافة أطرافه؛ تل أبيب التي تتحرك بسرعة لاستثمار الفرصة التاريخية، بدءاً من غزة وانتهاء بالضفة الفلسطينية ، فصائل الداخل الفلسطيني وسلطته التي يمد بعضها يده لترامب( تصريحات أبو مرزوق)، وتقف الأخرى عاجزة عن الرد، ومترددة في "لمّ الشمل"، العمق العربي الذي لم نسمع صوته حتى الآن، تركيا التي تحاول مقايضة ترامب بالملف الكردي في سوريا.. الخ، هذا يستدعي أن نفترض -على الاقل - أننا أصبحنا وحدنا ، وأن مواجهة القادم مع واشنطن وتل أبيب ، ومن يتواطأ معهما ، ملف أردني عنوانه "الأردن أولا وأخيرا".

‏صحيح ، يجب أن نذهب إلى كل العواصم الشقيقة والصديقة لنكسب مواقف داعمة ، أو لنضع الجميع أمام مسؤولياتهم، أي خطر يستهدف الأردن سيمتد إلى المنطقة كلها ، ويهدد الأمن القومي العربي ، ويؤسس لخرائط جديدة في المنطقة قابلة للانفجار ، هذه المهمة تقع على عاتق الدبلوماسية الأردنية ، ولديها من الخبرة ما يكفي للقيام بها ، لكن في موازاة ذلك لابد أن نستدير للداخل الأردني ، قوة الجبهة الداخلية وصلابتها هي التي ستمنح الدولة الحكمة والشجاعة بإتخاذ القرار ، والقدرة على مواصلة الصمود ، والثقة بتحمل ما يلزم من أعباء وخسارات.

‏عملية الإستدارة إلى الداخل ، هذه التي دعوت لها منذ نحو عام في عشرات المقالات ، وفهمها البعض -للأسف- في سياق القطرية والانعزالية ، وترجمها آخرون من قواميس العنصرية والانكفاء والانسحاب من الواجب الديني والقومي ، لابد أن تبدأ بصورة جدية ومختلفة ، لا يجوز بعد الآن أن نغرق في 7 أكتوبر ، وأن نسمح لعمان أن تتقمص اي مكان أو أي تنظيم خارج الحدود ، لا يجوز أن نكرر سيناريوهات مثل ( الشارع يقود ويهدد ولابد من الصعود إلى أعلى الشجرة لاحتوائه ).

لقد دفعنا ‫أثمانا ‬باهظة لهذه الافتراضات والشعارات ، ومن الحكمة والعقلانيه أن نبنى في الشارع خطابا وطنياً أردنيا يتوجه إلى الأردنيين ، ويتناغم مع مصالحهم ، ويرفض المزاودة، تحت أي شعار ، على مواقفهم، المعركة هي معركة الأردن ، ومن يريد أن يخوضها يجب أن يتحدث باسم الأردن دون إلحاقه بأي قضية أخرى ، أو استخدامه ك"طلقة" لحساب أي جهة أخرى.

‏إدارات الدولة ، أيضا ، يجب أن تتحمل مسؤولياتها تجاه الأردنيين ، الوقت لا يسمح لأي مسؤول أن يبتدع أي أزمة تثبّط المعنويات ، أو أن يوجه اي إهانة او استفزاز للمجتمع ، الطبقة السياسية لابد أن تتوحد على خطاب مقنع ومؤثر ، وأن تخرج من حالة انتظار الاستدعاء والحرد ، تلبية الواجب الوطني لا تحتاج لأحد يستدعي، أو آخر يتجاهل .
الإعلام الوطني عليه مسؤولية كبيرة ، الأردن يواجه موجة من التشكيك ومحاولات لصناعة الرعب والفتنة ، لا يمكن للإعلام أن يقوم بواجبه إلا إذا توفر لديه ما يلزم من معلومات ، من غير المعقول أن يدخل بلدنا في هذه المواجهات السياسية وتبقى قنوات الاتصال بينه وبين ادارات الدولة مسدودة ، أو أن يتحدث بناء على إجتهاداته وانفعالاته في غياب مرجعيات يتشارك معها بصناعة الرواية الإعلامية ، وتوجيه الرأي العام.

‏الاستدارة للداخل تحتاج إلى بناء "خزان استراتيجي" لتقديم الأفكار والمقترحات؛ رجالات الدولة الذين اختفوا لابد أن يعودوا ليقولوا كلمتهم، الخبراء السياسيون والأمنيون والعسكريون السابقون نحتاج إلى الاستفادة من خبراتهم ، كل أردني يجب أن يتحمل مسؤوليته، وأن يخرج من دائرة المظلوميات أو أي مبررات قد تدفعه للانسحاب أو السكوت، وإذا كانت الأفكار والإستراتيجيات لا يمكن أن تمشي على قدميها، وإنما تحتاج إلى روافع وأدوات ، فقد حان الوقت لاستبدال الأدوات السياسية التي انتهت صلاحيتها بأخرى كفؤة ومقنعة ومقبولة ، وفي تقديري أن المرحلة القادمة ستشهد بعض التغييرات استجابة لمعطيات القادمة ومستجداته.