د.موسى بني خالد
العلم الأردني، لا أعلم ، كيف يضع منارات معالم الهوية الوطنية، من أبناء الأرض ، أبناء التراب ، أبناء الصحارى والقرى، وأبناء المدن القديمة، المفرق، الكرك ، معان، السلط ، اربد، الرمثا،والطفيلة .
كل هؤلاء ، الذين امتزج لون العلم، بألون وجوههم السمّر، وبلون قلوبهم البيضاء، وبلون عمائمهم الحمراء، وبلون عطاء أيديهم الخضراء، مكللاً، بسباعية جبالهم الذين يحطون بها، في حلّهم وترّحالهم، كيف يضعون سواري للعلم، أمام منازلهم، وهم مصدر تشكيل العلم ، بألوانه الباهية الزاهية، وهم بذاتهم ، ركائز ثبات الهوية الوطنية.
أمّا يدرك صاحب الفكرة، أن شعّار الجيش توّج جباه ، أجداد، وآباء ، وأبنا ء هؤلاء، وذاك العلم، هو وصيتهم المقدسة،لأبنائهم، ألم يعلم صاحب الفكرة! أن العلم ، قد توشّح داخل قلوب هؤلاء قبل أن تبان معالمه على صدورهم بالزي العسكري، ألم يعلم،هذا الطارئ على وطننا؟ أننا حفظنا شعار :الله ، الوطن ، الملك ، فرضاً في نهجنا الوطني، وقداسة آل البت الني يتشيع لها البعض ، هي قيادتنا.
ألم يقرأ ذلك المأزوم وطنياً، أن دماء الأباء والأجداد، امتزجت بالتراب ، على أسوار القدس، وباب الواد، والكرمة، دفاعاً عن بلادنا ، أقولٌ، لا عتب عليك ، أو عليكم، يا منّ فكرتم بهذا القرار، لأنكم لم تنّظموا ،أنتم وأبناؤكم في صفوف القوات المسلحة، ولم تكتمل معاني الوطنية لديكم، ولم تطأ أقدامكم، قفار البوادي والقرى والمدن.
ولم تتعشقوا عبق هواء الوطنيةمثلما، تلّفحت وجوهنا ، من حرارة الشمس الحارقة، وبرودة الجو القارصة، وعوّز الأيام، التي ربتّنا ، أن نعتمد على أبناء جلدتنا، لمقاومة صعوبات الحياة اليومية، حاق بكم، بلى تجرأتم ، أن تطلبوا،من الهوية الوطنية ذاتها، بأن تثبت بأنها وطنية، فتالله ،أنها كبيرة، لا بل ، أنها محزنّة ومخجّلة٠ أياكم، وأن تراهنوا، على هوّيتنا ووطنيتنا ٠