شريط الأخبار
الملكة: في الفاتيكان اليوم (صور) الشرع: نحتاج نحو 5 سنوات لإجراء انتخابات ترامب: إسرائيل قطعة أرض صغيرة في الشرق الاوسط محافظ المفرق يزور جمعية رعاية الطفل الخيرية ويؤكد على أهمية استمرار هذه المبادرات التي تنسجم مع التوجيهات الملكية الملك يتلقى اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء الكندي رئيس الوزراء يستقبل نائب رئيس مجلس الوزراء الكويتي الأردن يرسل 30 ألف خيمة إلى غزة الأسبوع المقبل الصحة: إغلاق مراكز صحية فرعية لا تقدم الخدمات بالشكل المطلوب بتوجيهات ملكية .. الخدمات الطبية تخلي طفلة من غزة إلى الأردن الاتحاد الإسباني يصدر عقوبة فورية ضد حكام مباراة إسبانيول وريال مدريد الليرة التركية تتراجع إلى مستوى تاريخي إعلام: الولايات المتحدة لم تكن تعلم بالكميات الدقيقة للأسلحة الموردة لأوكرانيا رسميا.. نادي رين يتعاقد مع الأردني موسى التعمري "أوبك+" تبقي على سياسة الإنتاج دون تغيير رغم دعوات ترامب سلوتسكي: الإنتخابات في أوكرانيا ستكون النهاية المخزية لنظام زيلينسكي وداعميه مانشستر سيتي يحسم رابع صفقاته الشتوية الملك يلتقي وزير الشؤون الاوروبية السلوفينية بطلب من الأردن، بيان للجامعة العربية لدعم الأونروا ودورها الإنساني والإغاثي في فلسطين الرئيس الألماني يزور الأردن الثلاثاء ويلتقي الملك الأربعاء الملك يستقبل وزير خارجية أوزبكستان

أبو عصبه تكتب : الأدب العربي مفهومًا

أبو عصبه تكتب : الأدب العربي مفهومًا
فرح فتحي أبو عصبه
هل" الأدب العربي" مفهوم لغوي أم مفهوم قومي؟
تعريفًا بالأدب العربي نقول بأنه ما يضمُ الأعمال التي كتبت باللغة العربية سواءً أكانت: شعرًا أو نثرًا، وعندما نقول أدب عربي أي الأدب المكتوب أصالةً باللغةِ العربية وليس بلغة غيرها، مهما تعددت الثقافات وكثرت الأمور التي نريد التعبير عنها في الأدب العربي، ونحن لا نقتصر على الشعرِ والنثر فقط بل أيضًا نضمُ: الأدب القصصي والرواية والنقد والمسرح والخطابة والوصايا والحكم والأمثال وغيرها... ومنهُ نرى أن الأدب العربي يمكن أن يتضح لنا وباختصار على أن ما يُكتب باللغة العربية لا بغيرها من اللغات بغض النظر عن ماهيته الأدبية وتصنيفه أو أصل كاتبه سنعدّه بالطبعِ أدبًا عربيًا، وهنا أريد أن أطرح سؤالًا يقودنا لصلبِ الموضوع لو أتى كاتبًا أعجمي ليس عربيّ الأصل بنصٍ بديع مكتوبًا ضِمن القواعد اللغوية والنحوية خاليًا من الأخطاء؛ هل نعدّه حينها أدبًا عربيًا؟
بالطبع! ربما كانت إجابتك معاكسةً لإجابتي ولكن حتى وإن قمنا بتغيير السؤال خدمةً للهدفِ ذاتهِ بقولنا: وإن صاغ الكاتب العربي رواية بلغةٍ غير العربية هل يأتي التصنيف مدرجًا تحت ظلِّ الأدب العربي أم ينسبُ إلى اللغةِ التي كُتب بها؟ بالتأكيد لما كُتب عليه...
واستنتاجًا مما طرحته عليكم يمكننا القول بأن الأدب العربي مفهومٌ لغوي أي لا تدرج لهُ ولصنفهِ الأعمال المترجمة من غيرِ العربية.
ولا أنكر حقيقةً الاختلاف بالأرآءِ تجاه السؤال، فهناك الكثير ممن يرون الأدب العربي مفهومًا قومي أنتجه أدباءُ أمةٍ من الأمم، فالأدب القومي تعريفًا "هو الأدب الخاص بجماعة بشرية تنضوي تحت راية هوية جمعية محددة، من مثل القوم أو الشعب People) (أو الأمة Nation) ( أو الإثنية (ethnicity)، ويُنتج عادة بلغة هذه الجماعة التي ترى فيها لغة أمًّا تجمع بين أفرادها وتوحّدهم تحت رايتها باتخاذها أداة تفكير وتعبير وتواصل فيما بينهم." (١)
ولكن ولو أردت اتباع القومية فسأقول أن الأدب العربي قومي يتبع للأمةِ الإسلامية العربية فهيّ لغة القرآن الكريم ومعجزة نبي الله محمد -صلى الله عليه وسلم- فأتى ذكر العربية في آيات كثيرة وكما قال الله عز وجل في سورةِ الشعراء: " نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)" ولأن النبي كان دومًا يفخر بأصله العربي، وفي الحين ذاته أمر بنشر الدين الإسلامي للبشرية بأكملها وللأمم كافة ليس للعرب فقط، وحثهم على تعلم العربية لكونها لغة القرآن الكريم كما أسلفنا، وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : "تعلموا العربيّة في القرآن كما تتعلمون حفظه " رواه ابن الأنباري وإسناده حسن، وقد مشى السلف الصالح على هذا المنهج كذلك فهنالك العديد من الأقوال المأثورة لعمر بن الخطاب-رضي الله عنه- كقولِه: "تَعلّموا العربيّة وَعَلِّموها النّاسَ".(٢) وهكذا بدأ الناس (معتنقي الإسلام من غير العرب) في تعلم العربية، وعن أبي عثمان النهدي قال: جاءنا كتاب عمر، وهم بأذربيجان، وكان فيه أن تعلموا العربية.(٣)
الآن تبين لنا أن كافة الأمم تعلمت العربية لدخولها في الإسلام وإثرًا لهذا بالطبع برعوا بالأدب العربي بعد تعلمهم اللغة وأصبحوا يتغنون بأشعارهم حبهم للعرب واللغة العربية، ومن هنا يمكننا الوصول استنتاجًا إلى أن الأدب العربي مفهوم لغوي مارسه العرب وغير العرب المتألقين ببداعة العربية ومفرداتها.
كيف تعبر الأعمال الأدبية العربية حدودها الإقليمية؟
تعبر الأعمال الأدبية العربية حدودها الإقليمية من خلال طرق عديدة منها: اشتراك الكتّاب العرب بمؤلفاتهم في جوائز عالمية، هذا الأمر الذي يسهم في تعريف العالم للأدب العربي ولإظهار هويته في شتى بقاع الأرض وتقريب المسافة للغرب بإعطائهم لمحات عن مؤلفاتنا، وأيضًا بلا شك الترجمة؛ ترجمة المؤلفات العربية هيّ أكثر الطرق شيوعًا والمعمول بهِا بالمطلق حاليًا، وأصل الترجمة قديم وكان سببًا لا يُنكر في القفزة الكبيرة لانتشار الأدب العربي، وأيضًا كان للغزوات والفتوحات قديمًا دورًا بارزًا لوصول الأدب العربي للعالم، وأيضًا البعثات الدراسية من العالم العربي وإليه أسهمت في انتشاره، القائمة تطول إن ذكرنا الأسماء التي شاركت في جعل الأدب العربي محط اهتمام الغرب وصبت جلّ اهتمامه على هذه اللغة الثمينة والعجيبة، ناهيك عن تطور الوسائل في العصر الحديث، ومع ظهور التكنولوجيا أصبح العالم قرية صغيرة وبلا حدود تمنعه، تطورت التقنيات حتى أشبعت رغبات العالم في التعرف على أصول الأشياء ونوادرها وجديدها، وجعلت الأمور أكثر سهولة للتعرف على ما يبهرهم، وأتاحت الفرص ليصبحوا أكثر إلمامًا بالأدب العربي والكتّاب والمؤلفات الممتلئة بالخبراتِ والمعرفة والمشاعر غير المتناهية والمثيرة للإعجاب والبحث بعد التأمل في عمق المعاني والمفردات.

هل يمكن ضمّ الأدب العربي المهجري أو المكتوب بلغات أخرى تحت هذا التصنيف؟
نأتي للأدب العربي المهجري هذا الأدب الذي أتى تأسيسه من قبل أدباء عرب هاجروا من بلدانهم العربية(مثل: سوريا ولبنان) إلى أميركا والبرازيل وكذلك كندا بسبب صعوبة الأوضاع في بلدانهم سواء الأمنية أو السياسية أو الاقتصادية، اتسم الأدب المهجري بعدة سمات أهمها النزعة الإنسانية والحنين والمشاعر الصعبة في الغربة، واتسم بالغنائية الشعرية والرقة، الأمر الذي جعل شعر شعراء المهجر يُغنى بكثرة، ومن أشهر الأمثلة التي يسعنا ذكرها: أعطني الناي وغنّ فالغناء سر الوجود (٤) هذه القصيدة التي قد غنتها " فيروز"، وعندما نقول شعراء المهجر يأتي في بالنا الرابطة القلمية والعصبة الأندلوسية ولكن هناك غيرهم من الشعراء المهاجرين الذين لم يكونوا أعضاء في تلك الروابط والنوادي الأدبية، ولكن دعونا نذكر بعضًا من أبرز شعراء المهجر سواء الجنوبي أو الشمالي: جبران خليل جبران، ميخائيل نعيمة، إيليا أبو ماضي، أمين الريحاني، جرجرس كرم، توفيق قربان، وغيرهم...
هؤلاءِ الكتّاب لهم سببًا كبيرًا في الاسهام في بلورة الأدب العربي الحديث المعاصر، حتى أنهم أوجدوا مدرسة خاصة بالأدب المهجريّ ظهرت في العصر الحديث في الدول الغربية، وبالتأكيد الأدب المهجري الذي هويته اللغة العربية وطابعه أصالتها نضمّهُ تحت التصنيف ونذكر أنه أدبٌ عربي، أما الأدب المكتوب بلغاتٍ أخرى لا نعتبره أدبًا عربي لما قمنا بإيضاحه سابقًا في الجزءِ الأول من هذا المقال.
وإلى هنا وبعد أن تحدثنا بشكل مختصر عن الأدب العربي بمفهومه اللغوي ومفهومه القومي وأوضحنا الفروقات، وعن الأدب المهجري وشعراء المهجر وعن نشأته، ولو تعمقنا لما كفانا عدد الكلمات فاللغة العربية سحرها يجعل جليد الأفكار يذوب وغاشية العقول تزول ولكن أتمنى أنني أوجزت نقاشنا الهام والمميز من نوعه بمقالٍ واحد.




المصادر والمراجع:
•(١)مجلة جامعة دمشق، المجلد 34، العدد الأول، 2018، ص ص 11-14
•http://www.anisstaif.com/downloads/national-literature.pdf
•(٢)رواه البيهقي وابن الأنباري في الإيضاح من قول عمر بن الخطاب، وقد رواه ابن أبي شيبة عن أبي بن كعب موقوفًا.
•(٣)طبقات النحويين واللغويين ص12، التمهيد، العطار 99.
•(٤)قصيدة المواكب، الشاعر: جبران خليل جبران.
•وصلة مرجع: https://www.afikra.com/blog/mahjar-literary-movement.
•كتاب "أدب المهجر" المؤلف: الدكتور عيسي الناعوري.
•"1920 الرابطة القلمية مع جبران خليل جبران - مسارات - صور تحكي - البيان". www.albayan.ae. مؤرشف من الأصل في 2017-12-11. اطلع عليه بتاريخ 2021-07-07.