![النخبة السياسية رجالات الدولة الأردنية. د محمد العزة](/assets/2025-02-10/images/393720_1_1739215117.jpg)
القلعة نيوز:
السادة الافاضل النخبة السياسية أصحاب الدولة و المعالي ، العطوفة و السعادة كل في موقعه و لقبه حاليين سابقين ,أحييكم عبر هذا المقال راجيا منكم سعة صدركم لاستقبال القليل أو الكثير من الملاحظات مصدرها جيش المحللين في شتى الميادين والمجالات المتنوعة المسجلة بحق و بأسم أبناء شعبنا الاردني العظيم ، لا تضجروا أو تضجوا من كثرة التحليل و ازدحام الآراء، فهذه هي علامة التميز و التفرد و سمة الفرادة و الانفراد لأبناء هذا المجتمع كمواطنين عاديين هم تحت ضغط الانواء بحاجة إلى مساحة للتعبير عن تنوع فكرهم و ثقافتهم و سقف أحلامهم و مطالبهم ، لا تجذبهم اغراءات التواقيع و الامضاء أو الظهور تحت الأضواء ، كما يهواها البعض .
الحديث عن سحابة المداخلات و السجالات التي تدور حول مواضيع الساعة و محتواها و مستوى تأثيرها على المدى القصير و المتوسط على الساحة الأردنية خاصة تأثير المتكرر منها عندما تكون حول تصريحات تصدر عن جهة حكومية مقولبة بذات الشعارات لكن مختلفة في الشكل و المظهر لكنها تتفق في الجوهر، ليعقبها عاصفة الآراء التي تمطرنا بها غيوم الأقلام داخل المجتمع الأردني من الكتاب و قد اكون أنا واحد منهم، و لعل هذا مرده إلى اختلاف مستويات الثقافة و الوعي العالي لهذا المجتمع و تنوع الكفاءات و الخبرات الوطنية الزاخر بها ، خاصة داخل الطبقة الشعبية ، هذه الطبقة التي تضم الكثير من الكفاءات والخبراء الذين أصابهم الفقر أو العوز لكنهم عند الإدلاء بتصريحات أو الكتابة حول أي حالة تتعلق بالوطن فهم لا يسعوا إلى حاجة منه أو الثراء على حسابه ، لايمانهم و ظنا منهم انا هذا واجب مقدس عليهم ، و ليس تكريسا لشعار الوطن للفقراء و الوطنية للأغنياء ، فكلنا شركاء وان الوطنية لم تعد تعني للبعض لكنها فقط هي الاضواء .
هؤلاء اذا ما وصلوا الى مواقع الإدارة فهم لن يخضعوا إلى املاءات رغد العيش أو يدمنوا وسائلها أو وسائطها و امتيازاتها بعد أن خبروا و عرفوا طعم الهم و الغم ونكد الحياة والشقاء و شاركوا أحوال الناس فيها فصار كل فكرهم و بوصلتهم وطن يسعوا فيه إلى حمايته و تنفيذ رؤية قيادته الهاشمية و تكليفها السامي و كأنه أمر عسكري ، و لايوجد في العسكرية رجاء ، التي لطالما وضعت انسانه و مواطنه و تحسين معيشته ورفع مستوى رفاهيته همها الاول والاخر.
السادة الافاضل اليوم أبناء شعبنا الاردني يتطلع إلى نخبه العشائرية و الاقتصادية والاجتماعية و الحزبية و النقابية و السياسية ليكونوا قادة قادرين على القيام بدور المصدات ، قادرين على الاشتباك معهم في ميادين العمل و الحماية و البناء ، نخبة تحمل أعباء المسؤولية والقدرة على مواجهة التحديات والصعوبات التي تواجهها الدولة اين كان شكلها أو حجمها أو نوعها إدارية اجتماعية اقتصادية سياسية أمنية، نخبة تمتلك مواصفات القيادة و تحديد اس المشاكل و أيجاد الحل ، لتخفيف أعباء إدارة الملفات الداخلية و هموم ضغوطاتها عن الملك خاصة في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها الوطن حيث يقود جلالته الديبلوماسية الأردنية و يعمل قصارى جهده في توظيفها و تسخيرها خدمة لإدارة الملفات الخارجية و ما تحمله و تتضمنه من تعقيدات في الأحداث و المحادثات و تغيرات في مجريات أقل ما توصف بها أنها ساخنة شديدة الحرارة تكفي لإشعال اكبر الحرائق يبذل هو اليوم أقصى جهده أن يجنب وطنه وشعبه حرها و نارها حتى شاب شعره ومع هذا لم تثنيه يوما عن متابعة مجريات الداخل التي عهدها لرجال الدولة في مختلف مواقعها و سلطاتها وهنا يثبت من هو الجدير بأن يحظى بثقة التكليف و اداء الواجب والخدمة العامة التي تناولها ضمن سياق حديثه في العديد من المرات " مفهوم الخدمة العامة يفرض تقديم الحلول وليس وضع العراقيل أمام المواطنين ) .
السادة الساسة هذا المطلب الوطني الشعبي جاء حتى لا نبقى أسرى هاجس مواجهة القضايا المفترض أننا تجاوزناها وان حاول البعض افتعالها بين الحين و الفترة أو إعادة استخدامها لتحقيق مٱرب في نفس يعقوب أو / و لصالح مكاسب شخصية ضيقة خاصة اين كانت ابعادها و احداثياتها سياسية دينية تنظيمية أو اقتصادية طبقية أو اجتماعية إقليمية فئوية، أو يريدوا أن لا نتطلع كأردنيين قدما لمستقبلنا في صبغة و صيغة دولة الموروث و الحداثة المؤسسية القوية ، أو يريدوا ان نبقى نتلفت و نلتفت للوراء نطالع تلك الظلال في الخفاء ننتظرها بأن تأتي و في يدها الحل وان ظهرت اختفت لأنها لا تملك الا ذلك الظل .
نريد رجال الدولة الأردنية أبناء الشمس أبناء البيادر و السنابل أصحاب الكلمة الجريئة الصريحة المنحازة للوطن و ليس من اعتادوا مجالس الهمس في الغرف الضيقة الذين احترفوا وضع المجسات و الاختفاء وقت الازمات دون الابتكار و البحث عن أفكار بل الانتظار ليطل الملك و يطمئن شعبه ، أو صناعة المطبات للاستفادة منها و يشغلوا الشارع فيها بدلا من أن يزفوا له اخبار الانجازات و المشاريع المتحققة في المجالات الواعدة المتاحة التي تخدم الصالح العام و مطالبه فيعيدوا له الثقة بنفسه و علاقته مع مسؤوليه و مؤسساته و ينالوا هم الثقة أيضا من الاردن المعجزة الذي يستحق الثقة قيادة و شعبا و وطنا.
شعبنا الاردني العظيم يريد نخبة سياسية اردنية تشبهه و تشبه قيادته ، تستوعب توجيهاتها و تعمل دؤوبة على تنفيذها .
لا نريد نخبة سياسية حتى الأجهزة الأمنية نالها منها جزءا من حمل أعباء المسؤولية عنها لضعف ادارتها المدنية التي من المفترض أن تقوم هي بواجبات التكليف على أكمل وجه فيها ، كونها هي من تمثل الواجهة السياسية و سلطة القرار في مختلف مواقع المناصب و الرتب الحكومية النيابية النقابية وغيرها من مؤسسات الدولة الأردنية.
لكن ما شهدناه من تراجع في السنوات الأخيرة على مستوى المخرجات من ضعف و ضحالة المشاركة الشعبية في عمليات الفرز والانتخاب و صعود تيار المحسوبيات و التنفيعات و المحاصصات الخاضعة للمؤثرات العاطفية العشائرية الدينية و العقلية الفكرية الكلاسيكية ، ولأجل الحرص على الحفاظ على بهاء و هيبة الصورة للدولة و جلالها و تجليات رمزيتها ، كان لزاما على أقلية من رجالاتها الوازنة البقاء ضمن هندسة الدخول و الموازنة و الحفاظ على نهجها مع اعتزال أغلبية الكفاءات و هذا ذنب و مسؤولية تتحملها تلك الكفاءات و بمثابة تقاعس عن الواجب في تخفيف الأعباء عن أجهزة الدولة و مؤسساتها المعنية.
ختاما لا نملك الا هذا الوطن قيادة و أرضا ، نذود دفاعا عنه و عن ثراه وسماه لأن كل واحد فينا لسان حاله:
أنا لا أنظر من ثقب الباب الى وطني ....
لكني أنظر من قلب مثقوب ..
..وأميز بين الوطن الغالب .... والوطن المغلوب .
الله من يتنصت في الليل على قلب ..
أو يسترق السمع الى رئتيه ..
وطني لم يشهد زورا ، يوما ...
لكن شهدوا بالزور عليه