شريط الأخبار
الذهب يتراجع عالميا بفعل صعود الدولار وانحسار المخاوف بشأن الرسوم الجمركية من الملعب إلى التحقيق.. القبض على نجم منتخب مصر السابق في مطار القاهرة انحسار الكتلة الحارة والجافة اليوم واجواء صيفية عادية هولندا تحظر دخول وزراء إسرائيليين بارزين إلى أراضيها .. وهذه التفاصيل الضريبة توظف تقنيات الذكاء الاصطناعي في اختيار عينة الاقرارات الضريبية المقبولة انحسار الكتلة الهوائية الحارة عن الأردن الثلاثاء الخطيب يوضح آلية تصنيف طلبة التوجيهي لغايات القبول الموحد الأردن يشارك بفعالية في قمة النظم الغذائية UNFSS+4 في أديس أبابا انسحاب جماعي أشبه بهزة في أحد الأحزاب! مصر .. حفل زفاف يتحول لمذبحة دامية والأمن يتدخل هجوم سيبراني يطال منشآت نووية أمريكية بسبب مايكروسوفت رئيس الوزراء الفلسطيني: نشكر الأردن على جهود الإغاثة وفيات الثلاثاء 29 / 7 / 2025 ناشئات السلة يخسرن أمام إيران في افتتاح مشوار غرب آسيا بالأسماء ... الحكومة تدعو مئات الأردنيين للامتحان التنافسي بالأسماء .. وظائف شاغرة ومدعوون لإجراء المقابلة الشخصية في الحكومة منتدى البلقاء الثقافي يفتح ملف الدمج في جلسة حوارية بالبقعة" تسيسكا موسكو يحدد قيمة شرطه للاستغناء عن مدافعه للجزيرة ذهبيتان، فضيتان، وأربعة ألقاب دولية تزين حصاد الأردن في بطولة العرب للشطرنج بالمغرب التعديل الحكومي القادم قبل الدورة العادية للبرلمان .. لا تغيير على بعض الوزارات السيادية ونصف الحكومة تحت طائلة التعديل .. أسماء الوزراء الخارجين من الحكومة

الرواشدة يكتب : الأردنيون لا يقبلون أنصاف ارتباطات ولا " أوامر خارجية

الرواشدة يكتب : الأردنيون لا يقبلون أنصاف ارتباطات ولا  أوامر خارجية
حسين الرواشدة
فرق كبير بين ارتباطات فكرية تُنضج الفكرة لدى الأفراد ، وتضعها في إطار وطني ، وبين ارتباطات سياسية تتبناها بعض التنظيمات ، وباسمها تتلقى اوامرها من الخارج ، لكي تختطف الدولة ، أو تحاول الحاقها بتنظيمات أو جهات أخرى، خارج السياق الوطني.

‏لا خيار أمام أي تنظيم أو حزب أردني إلا إعلان الارتباط بالدولة الأردنية ، أي محاولة للخروج عن هذه القاعدة تعني ، بالضرورة ، الارتهان للخارج ، وتوجيه البوصلة ضد السيادة الوطنية ، حدث ذلك في تاريخنا القريب حين نشأت تنظيمات سياسية داخل الدولة ، حملت أسماء عابرة للحدود ، ثم انقلبت على الدولة حين اصدمت المبادىء والمصالح ، أوحين تطابقت أجنداتها مع اجندات المرجعيات التي ترتبط بها .

‏لا يوجد دولة في العالم تقبل بازدواجية الارتباط السياسي للأحزاب فيها ، فلماذا أصبحت بلادنا ،دون غيرها، مسرحا لتنظيمات تعتاش على أيدولوجيات انتهت صلاحيتها في بلدانها ، او تتقمص ايديولوجيات أخرى لا تعترف بالدولة ولا الهوية الوطنية ، ولا تراها إلا ساحات للحشد أو منطلقات للجهاد العالمي ؟

‏خلال العام المنصرف ،على الأقل، اكتشفنا كيف تتصرف بعض التنظيمات التي ترتبط بالخارج ، وكيف تتعامل مع قضايانا الوطنية ، كيف ترتب اولوياتها ،وكيف توزع الأدوار لخداع الجماهير، وكيف تتناوب عند اتخاذ المواقف لكسب التأييد الرسمي أو الشعبي ؛ خذ مثلا ، تحت لافتة "المقاومة"، أصبح حزب الله اقرب من الدولة الأردنية في الحسابات السياسية للذين رفعوا راياته، وهتفوا بأسماء رموزه في عمان ، فيما كانت مليشياته تهدد حدودنا الشمالية ، وتقتل أبناءنا بالأسلحة والمخدرات ، معقول يحدث ذلك ، ويصبح مطلوبا منا أن نصمت ، او حتى أن نبارك ونصفق؟

‏تحت لافتة "المقاومة"، أيضا، ثمة تنظيمات صنفت بلدنا على قائمة "الخيانة"، واطلقت في شوارعنا صرخات وضعتنا في دائرة " الصهاينة"، وحين رفضنا التهجير وأكدنا على مواقفنا في دعم اشقائنا في غزة، انبرى هؤلاء للتشكيك ببلدنا، واتهامه بالعمالة ،السؤال: هل كانت ارتباطات هذه التنظيمات التي تسمنت في بلدنا وطنية، وهي تمارس كل هذا الفجور، أما أنها ارتباطات لا علاقة لها بالأردن ومصالحه وقيمه التى تربى عليها الأردنيون؟ لكن حان الوقت لنحسم هذه المعادلة ، لم يعد اي مجال (للعب )على الحبلين ،او لازدواجية الولاءات، فإما أن تكون أردنيا مرتبطا بالأردن الفكرة والمبدأ ، الدولة والتاريخ ،الوطن والمصالح والخيارات ، وإما أن تلتحق بمن تشاء.

‏كل الفزّاعات التي رفع أصحاب هذه الارتباطات، وما زالوا، مهما اختلفت اتجاهات بوصلتهم ، من اجل تخويفنا وإرباكنا او دفعنا إلى الصمت ، لا تعني أي شيء، ولن تدفعنا إلا لمزيد من القوة والصمود، نحن ملتصقون ببلدنا، هويتنا أردنية ، وأجندتنا أردنية ، وقبلتنا أردنية، لا نهتف إلا لهذا البلد ، ولا نحتفل إلا برموزه، ولا نعرف البيعة إلا لقيادته ، هذا هو خيار الأردنيين، فإما أن نكون معاً على هذه المشتركات الوطنية ، وإما أن نتصارح بلا مكاسرات ولا اتهامات ، فيعرف أحدنا أين يقف ، ومع من ينحاز؟

‏هذا الوطن الأردني لم يكن ، أبدا ، معزولاً عن عروبته وإنسانيته وقوميته ، لم يخذل أمته، ولم يتردد عن التضحية بما يستطيع كُرمى لعيون أشقائه ، لكن الأردنيين لا يقبلون أن يكون وطنهم "رقما "في بورصة التداول ، او عجلة لماكينة المقاولة، أو تابعا لأجندات تقايض على بلدانها ، أو حلقة في سلسلة ولاءات مغشوشه، هذا الأردن الذي بناه الأجداد والآباء، ودفعوا من أجله دمهم وعرقهم ، وصانوا كرامته وعزته، هو( السيّد ) الذي يستحق أن نهتف باسمه ونرفع علمه ، ونعمل من اجله ، ونحتفل بشهدائه، وندافع عن ترابة ، هو وحده الذي يليق به (الارتباط الكامل)، لا يقبل أنصاف ارتباطات ، ولا ولاءات أو هويات منقوصة.