شريط الأخبار
ضبط مكافآت ممثلي الحكومة في مجالس إدارات الشركات #عاجل تعرف على أسعار الأضاحي في الوطن العربي حوالات الأردنيين مع قرب عيد الأضحى ترفع الطلب على الدينار تقنية تعيد الأمل في استعادة البصر عبر جزيئات نانوية هام من وزارة العدل لأصحاب القضايا من عام 1992 وحتى 2019 نفاع تنعى سناء العجارمة مستشارة رئيس مجلس النواب إحسان حداد: لاعبو المنتخب جاهزون وسيقدمون كل ما لديهم في المواجهات المقبلة الاردني مصطفى يتصدر التصنيف العالمي للتايكواندو.. ما علاقة المواد المنشطة؟ اختتام دورة مدربي السباحة “درجة ثالثة” في مدينة الحسين للشباب وفيات الثلاثاء 3-6-2025 الكوريون الجنوبيون ينتخبون رئيسا جديدا بعد اضطرابات الأحكام العرفية القوات المسلحة تعلن فتح باب التجنيد للذكور من حملة شهادة (التوجيهي) منح دراسية في الجامعات السعودية وزارة الشباب: مواقع عرض مباراة الأردن وعُمان جاهزة لاستقبال الجماهير إغلاق طريق المطار بالاتجاهين اثر حادث تصادم بين شاحنتين تشغيل أولى مراحل النقل بين عمّان والمحافظات رسميا مطلع تموز تعرفوا على الطقس بالأردن حتى وقفة العيد سحب 500 جندي أمريكي من سوريا وتسليم قاعدة ل"قسد" الضمان لديه تعليماته؛ ضبط مكافآت ممثلي الحكومة في مجالس إدارات الشركات تعديل جديد في دوري الأبطال بعد خروج أرسنال وبرشلونة

اسطواناتنا واسطواناتهم

اسطواناتنا واسطواناتهم
اسطواناتهم..واسطواناتنا.
القلعة نيوز -د.صبري اربيحات
عندما ولدت شركة مياهنا ظننت انها شركة محلية تدير الموارد المائية في الاردن ففرحت كثيرا لأعرف لاحقا انها شركة فرنسية تدير الموارد المائية الاردنية فاستغربت من تسميتها مياهنا " . اظن ان الأنسب للشركة" مياههم" وليس مياهنا . هذه المقدمة قد تبدو غير متصلة بالعنوان لكني احببت ان استهل خاطرتي هذه بها .

جدلية الثلج واللاثلج التي استنفذت معظم وقت الجلسات التي جمعت االاردنيين وشكلت مادة اساسية للحوار والنقاش والتندر في الايام الاخيرة ليست هي القضية الوحيدة التي اشغلتنا فهناك اسطوانات الغاز الجديدة التي قيل انها ستطرح قريبا في الأسواق ليصبح المستهلكون للغاز بين خيارين ، فاما ان يبقوا على اسطوانات اباءهم واجدادهم واما ان يبدلوا هذا الخيار بخيار بلاستيكي يوصف بأنه خفيف وآمن وشفاف .

بالنسبة لي فانا متعلق بالماضي وخياري محسوم ومنسجم مع الاغنية التراثية التي تقول " قالوا بدل ما ابدل ...قلت ما أرضى البديلا ...كيف ابدل خياري ..يا العقول الهبيلة" .

اسطوانات الغاز المعدنية قديمة وكبرنا معها كما يكبر ابناء المتعمين مع حليب النيدو . بدأنا باستخدامها منذ ستينيات القرن الماضي بعد ان خففنا من الاعتماد على الكاز وبعد ان حلت الافران محل الطوابين وطباخ الغاز محل ابريموس الكاز .وبعد ان استقدمت البيوت افران الطهي وصوبات التدفئة وقيزرات تسخين المياه واصبح الغاز اكثر المشتقات استخداما في الوقود المنزلي .

لاسطوانات الغاز المعدنية تاريخ فقد تطور بيننا وبينها علاقة تعاقدية بنيت على الالفة والوفاء والتفهم والتعاون . فهي ثقيلة الوزن ونحب صلابتها تشعرنا بنفاذ محتواها بالتدريج وتقبل ان تعطينا ما في جوفها واقفة ومائلة فتستجيب لنا اذا ما سدحناها مع قليل من الرجاء فتكمل معنا غلوة القهوة قبل ان تعلن النفاذ الكامل لمحتواها.
في كل مرة تجتمع لجان التسعير لرفع اسعار المشتقات تقف اسطوانة الغاز موقفا صلبا رافضة الرفع ومبدية تعاونها مع الطبقة التي تعاني واحترامها لكل الذين لا يهمهم الرفع حتى وان حصل .

بقيت الاسطوانة الحديدية الصلبة لعقود حاضرة في مستودعات التخزين وصناديق السيارات ومخازن التموين وبيوت الموأن ....في ثمانينيات القرن الماضي كان يزعجنا صوت الموزعين وزوامير عرباتهم فنجح احد وزراء الداخلية بحل المسألة بعدما منح لسيارات توزيع الغاز نوتة موسيقية ولحنا يميز حضورها في الأحياء عن اصوات سيارات البطيخ وتجار الخردوات وباعة الخضار .

من بين كل مشتقات البترول حافظت أسطوانة الغاز على السبعة دنانير فبقيت كما البندورة على العهد صديقة للمواطن في متناول اليد مهما علت اسعار الديزل والبنزين والكاز .

مع كل أسطوانة تتبدل تأتي اخرى لتحل محلها دون ان تكترث للون وقدم وجاذبية من سبقتها فتكمل المشوار مؤمنة بانها سترحل كما رحلت كل سابقاتها.
في كل المرات التي بدلت فيها اسطوانات الغاز التي لدي يحرص معاون الموزع ان ينتقي لي اسطوانات بطلاء جديد ويستبعد تلك التي يعلوها الصداء ليركبها في مطابخ المطاعم والاماكن العامة
نعرف ان المعدنية ثقيلة الوزن وصعبة التركيب وغير شفافة وربما غير آمنة ولكننا نحبها و لا نريد التخلص منها فقد الفناها واعتدنا على جسمها الصدىء وطلاءها المتآكل.