شريط الأخبار
بعد إحالة زيادين للمحكمة الحزبية .. استقالات وانتقادات ضد إدارة المدني الديمقراطي أستاذ فيزياء فلكية يوضح إمكانية رؤية هلال رمضان في الأردن المومني يؤكد أهمية دور الناطقين الإعلاميين في الوزارة والمؤسسات الرسمية ولي العهد: لقاء مثمر مع الرئيس التركي أردوغان عنّاب: 513 مليون دينار العائد السياحي منذ بداية 2025 الأمن: إتلاف 8 مليون حبة كبتاجون و1611 كغم حشيش اسطواناتنا واسطواناتهم اجتماع المجلس الأمني المحلي لمركز أمن الهاشمية الحنيطي يرعى حفل توزيع الكؤوس على الوحدات الفائزة بمختلف النشاطات ولي العهد يلتقي الرئيس التركي في أنقرة مكافحة المخدرات تكشف طريقة جديدة للتهريب الدولي للمخدرات عبر الطرود البريدية ( عبر إشباع الأوراق بالمواد المخدرة الكيميائية ). صادي يفوز بولاية جديدة لرئاسة الاتحاد الجزائري "آبل" مطالبة بسداد 40 مليون روبل كديون في حال عودتها إلى السوق الروسية سيارتو: الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة قد يصبح أساسا للأمن العالمي الملكة تلتقي سيدات وتزور مشاريع أسر في القويرة مدرب ليفربول مازحا: تألق صلاح لا يسعد "جيوب" الجهة التي تدفع راتبه لافروف: التجارة مع إيران تسير بوتيرة إيجابية واتفاقية الأوراسي ستعزز النمو "أكسيوس": حقائق "صادمة" وراء جهود ترامب وماسك في كبح إهدار الأموال بعد التألق في قطر.. الروسي روبليف يودع بطولة دبي مبكرا أبو الغنم: يؤكد الحاكمية الإدارية في المفرق ماضية في تنفيذ الرؤى الملكية بالعلاقة التشاركية مع المجتمع المحلي

اسطواناتنا واسطواناتهم

اسطواناتنا واسطواناتهم
اسطواناتهم..واسطواناتنا.
القلعة نيوز -د.صبري اربيحات
عندما ولدت شركة مياهنا ظننت انها شركة محلية تدير الموارد المائية في الاردن ففرحت كثيرا لأعرف لاحقا انها شركة فرنسية تدير الموارد المائية الاردنية فاستغربت من تسميتها مياهنا " . اظن ان الأنسب للشركة" مياههم" وليس مياهنا . هذه المقدمة قد تبدو غير متصلة بالعنوان لكني احببت ان استهل خاطرتي هذه بها .

جدلية الثلج واللاثلج التي استنفذت معظم وقت الجلسات التي جمعت االاردنيين وشكلت مادة اساسية للحوار والنقاش والتندر في الايام الاخيرة ليست هي القضية الوحيدة التي اشغلتنا فهناك اسطوانات الغاز الجديدة التي قيل انها ستطرح قريبا في الأسواق ليصبح المستهلكون للغاز بين خيارين ، فاما ان يبقوا على اسطوانات اباءهم واجدادهم واما ان يبدلوا هذا الخيار بخيار بلاستيكي يوصف بأنه خفيف وآمن وشفاف .

بالنسبة لي فانا متعلق بالماضي وخياري محسوم ومنسجم مع الاغنية التراثية التي تقول " قالوا بدل ما ابدل ...قلت ما أرضى البديلا ...كيف ابدل خياري ..يا العقول الهبيلة" .

اسطوانات الغاز المعدنية قديمة وكبرنا معها كما يكبر ابناء المتعمين مع حليب النيدو . بدأنا باستخدامها منذ ستينيات القرن الماضي بعد ان خففنا من الاعتماد على الكاز وبعد ان حلت الافران محل الطوابين وطباخ الغاز محل ابريموس الكاز .وبعد ان استقدمت البيوت افران الطهي وصوبات التدفئة وقيزرات تسخين المياه واصبح الغاز اكثر المشتقات استخداما في الوقود المنزلي .

لاسطوانات الغاز المعدنية تاريخ فقد تطور بيننا وبينها علاقة تعاقدية بنيت على الالفة والوفاء والتفهم والتعاون . فهي ثقيلة الوزن ونحب صلابتها تشعرنا بنفاذ محتواها بالتدريج وتقبل ان تعطينا ما في جوفها واقفة ومائلة فتستجيب لنا اذا ما سدحناها مع قليل من الرجاء فتكمل معنا غلوة القهوة قبل ان تعلن النفاذ الكامل لمحتواها.
في كل مرة تجتمع لجان التسعير لرفع اسعار المشتقات تقف اسطوانة الغاز موقفا صلبا رافضة الرفع ومبدية تعاونها مع الطبقة التي تعاني واحترامها لكل الذين لا يهمهم الرفع حتى وان حصل .

بقيت الاسطوانة الحديدية الصلبة لعقود حاضرة في مستودعات التخزين وصناديق السيارات ومخازن التموين وبيوت الموأن ....في ثمانينيات القرن الماضي كان يزعجنا صوت الموزعين وزوامير عرباتهم فنجح احد وزراء الداخلية بحل المسألة بعدما منح لسيارات توزيع الغاز نوتة موسيقية ولحنا يميز حضورها في الأحياء عن اصوات سيارات البطيخ وتجار الخردوات وباعة الخضار .

من بين كل مشتقات البترول حافظت أسطوانة الغاز على السبعة دنانير فبقيت كما البندورة على العهد صديقة للمواطن في متناول اليد مهما علت اسعار الديزل والبنزين والكاز .

مع كل أسطوانة تتبدل تأتي اخرى لتحل محلها دون ان تكترث للون وقدم وجاذبية من سبقتها فتكمل المشوار مؤمنة بانها سترحل كما رحلت كل سابقاتها.
في كل المرات التي بدلت فيها اسطوانات الغاز التي لدي يحرص معاون الموزع ان ينتقي لي اسطوانات بطلاء جديد ويستبعد تلك التي يعلوها الصداء ليركبها في مطابخ المطاعم والاماكن العامة
نعرف ان المعدنية ثقيلة الوزن وصعبة التركيب وغير شفافة وربما غير آمنة ولكننا نحبها و لا نريد التخلص منها فقد الفناها واعتدنا على جسمها الصدىء وطلاءها المتآكل.