
اسعد بني عطا
رغم الحديث عن تآكل قوة الردع التي كان يتمتع بها الجيش الإسرائيلي ضد حماس خاصة في محيط غزة ، والانقسام الإسرائيلي الحاد - عاد ( نتنياهو ) من واشنطن برؤية جديدة خالية من حركة حماس والسلطة الفلسطينية ، ووصفها بأنها ستغير وجه الشرق الأوسط وإسرائيل ، مؤكدا على أن اتفاق ( أوسلو ) كان خطأ تاريخيا ، وأمر وزير الدفاع الجيش بالاستعداد لكافة السيناريوهات ، فيما ناقش ( الكابينت ) رؤيته للمرحلة الثانية من الصفقة ، وتشمل :
. إبعاد قيادة حماس عن غزة .
. تفكيك الجناح العسكري للحركة ونزع سلاحه .
. إطلاق سراح جميع الأسرى .
. التأكيد على أن قبول هذه الشروط يؤدي لإنهاء الحرب من الجانب الإسرائيلي ، وحمل وفد إسرائيلي للقاهرة هذه المطالب .
-بدورها حذّرت الإدارة الأمريكية من ان الشرق الأوسط لن ينعم بالسلام ما دامت حماس تملك السلاح وتسيطر على غزة ، مؤكدة على ضرورة استمرار العمل باتفاق وقف إطلاق النار ، منوهة إلى أن الجنود الأمريكيين لن ينزلوا للميدان للقتال بل إسرائيل وأن العودة للقتال لن يحل المشكلة ، ويرى ( الرئيس ترامب ) أن الأفضل هو نقل سكان غزة إلى مكان آخر ، إلا أنه يؤكد مواصلة العمل مع الشركاء لتحقيق السلام بانتظار محتوى الخطة العربية .
-اما حماس فواصلت نشاطها الهيكلي والتنظيمي وترميم علاقاتها الخارجية من خلال :
. إعادة هيكلة التنظيم ، فلم تكشف عن هوية قائد الجناح العسكري الجديد رسميًا ، إلا أن التسريبات تشير إلى أن ( محمد السنوار ) تولى المهمة بعد اغتيال : ( محمد الضيف ) ، واسندت قيادة المكتب السياسي في غزة إلى ( خليل الحية / المتواجد في الخارج ) بمساعدة ( غازي حمد وباسم نعيم ) ، وشكّلت الحركة مجلس قيادة من ( ٥ ) أعضاء ، وهم :
. محمد درويش / رئيس مجلس الشورى العام .
. خالد مشعل / رئيس الحركة في الخارج .
. زاهر جبارين / رئيس الحركة في الضفة .
. خليل الحية / رئيس الحركة في غزة .
. نزار عوض الله / عضو المكتب السياسي العام .
. ميدانيا تحدثت الصحافة الإسرائيلية نقلا عن جنود في الجيش ان حماس تمتلك آلاف المسلحين ومئات القادة وشبكة الأنفاق لم تكتشف بعد ، وبدأت الحركة تستعيد سيطرتها بغزة من خلال حفر الأنفاق الجديدة ، وتأهيل الأنفاق المتضررة ، وزراعة العبوات الناسفة في حال أقدم الجيش على التحرك والمناورة مجددا ، وعبرت عن مخاوفها من نشاط حماس الاستخباري والمراقبة على بعد أمتار من قوات الجيش لتنفيذ هجمات أو خطف جنود ، كما تفننت الحركة باستعراضات تسليم الرهائن الإسرائيليين في مناطق مختلفة لتوجيه رسائل تؤكد سيطرتها على كامل القطاع ، ولاثبات فشل جيش الاحتلال في إنهاء حماس او حتى العثور على الرهائن رغم تدمير بشكل كامل القطاع تقريبا .
. على صعيد العلاقات كثفت الحركة اتصالاتها مع إيران وروسيا من خلال ممثليها في كلا البلدين ، والتقى وفد حماس برئاسة ( خليل الحية ) ( المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي ) لتهنئة خامنئي بمناسبة ذكرى إنطلاق الثورة الإسلامية ( ١٩٧٩ ) ، وتم التأكيد على ان عملية طوفان الأقصى أكبر فشل أمني تتعرض له إسرائيل وتم بحث : تداعيات العملية ، الاوضاع في غزة والضفة والسجون ، التهديدات الأمريكية ضد إيران ، سبل دعم وإسناد المقاومة ، والتقى وفد حماس برئاسة ( موسى أبو مرزوق ) مع نائب وزير الخارجية الروسي في موسكو وتم بحث : مستجدات الأوضاع في القطاع وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار ، الاستعداد لمفاوضات المرحلة الثانية الانتهاكات والمماطلة بتنفيذ البروتوكول الإنساني ، الدعم الروسي للحقوق الفلسطينية وتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثة العاجلة والإيواء لسكان غزة ، رفض أي محاولات لفرض واقع جديد عبر الحصار أو التهجير القسري .
-في إطار المصالحة الوطنية الفلسطينية وبدعوة مصرية ناقشت الفصائل الفلسطينية ( ١١/٤ ) في القاهرة عدة موضوعات لتحقيق المصالحة ، وتم الاتفاق بحسب ( اسامه حمدان وباسم نعيم / من قياديي حماس ) على ما يلي :
. تشكيل هيئة لمتابعة احتياجات غزة .
. سبل العمل على قاعدة الإجماع الوطني لمواجهة مخططات الاحتلال .
. رفض الاملاءات خارجية .
. تشكيل حكومة تكنوقراط متفق عليها من الفصائل لإدارة غزة ، وخلافا لما تم التوافق عليه أعلنت السلطة من القاهرة ودون تنسيق مع حركة حماس تشكيل لجنة لإدارة غزة باعتبار القطاع وحدة جغرافية متكاملة مع الضفة الغربية للدولة الفلسطينية .
- حذرت الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية من آثار التهجير الجماعي لسكان غزة من أراضيهما ، ولفتت عمان والقاهرة إلى أن التهجير سيؤدي لإنشاء مراكز لحماس على حدودهما ما يقوض الاستقرار على الحدود مع إسرائيل فضلا عن تعريض اتفاقات السلام للخطر ، وتعكف القاهرة على أعداد خطة عربية بديلة لخطة ( ترامب ) لإعادة الهدوء والإعمار إلى القطاع .
-تجدر الإشارة إلى أن ( الخطة العربية ) اذا لم تتضمن مصالحة او توافقا فلسطينيا ولو بالحد الأدنى لتشكيل إدارة للقطاع قد توفر مرحليا هامشا من الوقت للمناورة مع الإدارة الأمريكية ، لكن من الصعب أن يكتب لها النجاح على المدى البعيد ما يمكن التيار المتشدد في الولايات المتحدة من طي صفحة الدولة والقضية الفلسطينية مرة والى الابد في ظل انقسام فلسطيني مزمن تعتاش عليه إسرائيل .