شريط الأخبار
منتخب النشامى يواجه السعودية في نصف كأس العرب الاثنين وزير الخارجية يجري مباحثات موسعة مع نظيره الصيني في عمّان وزير التربية: 404 شهادات ثانوية تركية ورد رد بعدم صحتها منذ 2023 الأشغال تباشر إجراءات طرح عطاءات دراسات مشاريع مدينة عمرة رئيس الوزراء يستقبل رئيس وزراء جمهورية الهند الذي بدأ زيارة عمل رسمية إلى المملكة المعايطة يلتقي السفير الياباني ويؤكد عُمق العلاقات التي تجمع البلدين الأردنيون ينفقون 1.88 مليار دولار على السياحة الخارجية 7.2 مليار دولار الدخل السياحي خلال 11 شهرا تقرير: بشار الأسد يعود لطب العيون "الخارجية النيابية": الأردن يضطلع بدور محوري في إحلال السلام الأردن يستضيف أعمال مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب مخطط إسرائيلي لبناء 9 الآف وحدة استيطانية لفصل شمال القدس معنيون : استدامة الضمان ركيزة أساسية للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وزير الاستثمار يرعى منتدى «رؤية التحديث الاقتصادي إطلاق الإمكانات لبناء المستقبل» بحث سبل تعزيز التعاون بين المستقلة للانتخاب والاتحاد الأوروبي تجارة عمان تنظم لقاء تجاريا مع وفد من مقاطعة شاندونغ الصينية وزير العمل يلتقي وفدا من النقابة العامة للعاملين بالبترول المصرية مالية الاعيان تقر مشروع قانون الموازنة العامة للسنة المالية 2026 القبض على عصابة إقليمية لتهريب المخدرات مكونة من خمسة أشخاص مديرية الأمن العام تحذر من المنخفض الجوي المتوقع مساء اليوم

البطوش تكتب ليس كل قليل أدب مريضًا نفسيًا

البطوش تكتب ليس كل قليل أدب مريضًا نفسيًا
حنين البطوش
غالبًا ما يميل مجتمعنا إلى إصدار أحكام سريعة على الآخرين، خصوصًا عندما يتصرفون بشكل غير ملائم ، نلجأ غالبًا إلى تصنيفهم على أنهم "مرضى نفسيون" أو "مضطربون عقليًا"دون أن ندرك أن هذا التصنيف قد يكون غير دقيق وظالم، فليس كل من يتصرف بقلة أدّب واحترام يعاني من مرض نفسي، فالمرض النفسي يختلف عن سوء الخلق، و هناك عوامل متنوعة قد تدفع الشخص إلى هذا السلوك غير المقبول، ومن المهم التمييز بوضوح بين المرض النفسي وسوء السلوك، فالأول هو مجموعة واسعة من المشاكل التي تؤثر على تفكير الفرد ومشاعره وتصرفاته، وتستلزم تشخيصًا وعلاجًا متخصصًا، فالمرضى النفسيون الذين غالبًا ما يكونون حساسين ويعانون من ضغوط، نادرًا ما يتصرفون بشكل سيئ، خاصةً مع العلاج وبعد تلقي العلاج، غالبًا ما يعودون إلى طبيعتهم ويشعرون بالندم، ومعظم المرضى النفسيين يتميزون بحساسية زائدة، ولكنهم نادرًا ما يتصرفون بشكل مسيء، خاصةً عندما يكونون تحت تأثير العلاج، وبعد العلاج يعودون إلى طبيعتهم ويعتذرون عن أي سلوك غير لائق، والأمراض النفسية لا تقتصر على فئة معينة، فهي تصيب الأشخاص المهذبين وذوي الأخلاق الرفيعة، تمامًا كالأمراض الجسدية.

أما الثاني، فهو عبارة عن سلوكيات غير لائقة أو غير مقبولة اجتماعيًا، قد تنشأ نتيجة لعدة عوامل، منها التربية في بيئة لا تحترم الآخرين، أو لم يتعلم قواعد السلوك اللائق، أو التعرض لضغوط نفسية شديدة مثل مشاكل العمل أو الأسرة، أو السمات الشخصية التي تجعل الفرد أكثر عرضة للعصبية والاندفاعية، أو حتى تناول مواد مؤثرة عقليًا كالكحول والمخدرات.

قلة الأدب تستدعي التأديب، وعدم الاحترام يستدعي التعامل الحازم، ينبغي أن يتحمل قليل الأدب عواقب سلوكه، وأن يُعاقب وفقًا وفقًا للشرع والقوانين السارية، لا ينبغي السماح بسوء الخلق تحت ذريعة المرض النفسي.

في بعض الحالات قد تكون قلة الأدب مؤشرًا على وجود اضطراب نفسي، من بين هذه الحالات، اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، الذي يتميز بعدم احترام حقوق الآخرين والتصرف باندفاعية، كذلك اضطراب الشخصية النرجسية، الذي يتسم بالغرور المفرط والحاجة المستمرة للإعجاب، يمكن أن يظهر في سلوكيات غير لائقة، بالإضافة إلى ذلك، بعض الاضطرابات الذهانية قد تؤدي إلى سلوكيات غير متوقعة وغير لائقة، مما يجعل قلة الأدب أحد الأعراض المحتملة لهذه الاضطرابات.

إن إطلاق الأحكام المسبقة على الآخرين دون فهم دوافعهم يحمل في طياته مخاطر جسيمة، حيث قد يتعرض الشخص الذي يتم تصنيفه بشكل خاطئ على أنه "مريض نفسي" للتنمر والتمييز، مما يزيد من معاناته النفسية، كما أن هذا التصنيف الخاطئ قد يدفع الأشخاص الذين يعانون فعلًا من أمراض نفسية إلى تجنب طلب المساعدة خوفًا من الوصم بالعار، بالإضافة إلى ذلك، فإن ربط السلوكيات غير اللائقة بالأمراض النفسية يساهم في تشويه صورة هذه الأمراض، مما يخلق حاجزًا نفسيًا لدى الناس ويمنعهم من طلب المساعدة عند الحاجة إليها.

بدلًا من إطلاق الأحكام المسبقة على من يتصرفون بقلة أدب، يكمن الحل في محاولة فهم دوافعهم، يمكننا تحقيق ذلك من خلال التحدث معهم بهدوء والاستماع إلى وجهة نظرهم، وتقديم المساعدة إذا كانوا يواجهون مشكلات، وفي حال كان سلوكهم يشكل خطرًا عليهم أو على الآخرين، ينبغي علينا طلب المساعدة من المختصين،وعلينا التنويه بأن ليس كل من يتصرف بقلة أدب يعاني من مرض نفسي، لذا ينبغي علينا تجنب إصدار الأحكام والتركيز على فهم دوافعهم، وإذا كنا نشك في أن شخصًا ما يعاني من مرض نفسي، فمن دورنا تشجيعه على طلب المساعدة المتخصصة.