شريط الأخبار
السرحان يوجه رسالة للفايز : لست وحدك في هذه المحنة ونؤمن بقضائنا العادل النزيه اجتماع إسطنبول بشأن غزة: ضرورة تثبيت الهدنة وإنجاح المرحلة الثانية حسّان ونظيره القطري يؤكدان إدامة التنسيق وتطوير العلاقات الاقتصادية سفير الأردن في سوريا يلتقي وزير الرياضة والشباب السوري مجلس عشائر العجارمة يناقش مبادرة تنظيم السلوك المجتمعي مجموعة القلعة نيوز الإعلامية ترحب بقرار نقابة الصحفيين والتزام المجلس بتعديل نظامه الداخلي وتحديد سقف أعلى للإشتراكات النائب البدادوة يكتب : حين يسير الملك بين شعبه... يتجدد المعنى الحقيقي للثقة بين الدولة والناس الرواشدة يرعى حفل استذكاري للفنان الراحل فارس عوض المومني : اللغة العربية ليست أداة تواصل فحسب، بل ركيزة من ركائز هويتنا الوطنية الأردنية الرواشدة يرعى الحفل الختامي لـ"أيام معان الثقافية" في موسمها الأول كلية الأميرة عالية الجامعية تطلق مبادرة "معًا نجعل كليتنا أجمل" صدام "قوي" بين الأهلي والجيش وشبيبة القبائل على الساحة الإفريقية مصر وقطر تستعدان لصفقة كبرى خلال أيام العثور على أكثر من 200 جثة لمسلحين أوكرانيين في سودجا الفيفا يرشح مصرية لجائزة عالمية.. ما قصتها؟ انطلاق فعاليات "أديبك 2025" في أبوظبي بمشاركة قيادات قطاع الطاقة العالمي زلزال داخل إسرائيل.. اعتقال رئيس "الهستدروت" وزوجته في أكبر قضية فساد صلاح يعلق على "محنة" ليفربول وما يحتاجه لتصحيح المسار بمشاركة محلية وعربية.. "الثقافة" تطلق مهرجان الأردن المسرحي بدورته الثلاثين.. الخميس المقبل الملك يزور المجلس القضائي ويوعز بتشكيل لجنة لتطوير القضاء

البطوش تكتب ليس كل قليل أدب مريضًا نفسيًا

البطوش تكتب ليس كل قليل أدب مريضًا نفسيًا
حنين البطوش
غالبًا ما يميل مجتمعنا إلى إصدار أحكام سريعة على الآخرين، خصوصًا عندما يتصرفون بشكل غير ملائم ، نلجأ غالبًا إلى تصنيفهم على أنهم "مرضى نفسيون" أو "مضطربون عقليًا"دون أن ندرك أن هذا التصنيف قد يكون غير دقيق وظالم، فليس كل من يتصرف بقلة أدّب واحترام يعاني من مرض نفسي، فالمرض النفسي يختلف عن سوء الخلق، و هناك عوامل متنوعة قد تدفع الشخص إلى هذا السلوك غير المقبول، ومن المهم التمييز بوضوح بين المرض النفسي وسوء السلوك، فالأول هو مجموعة واسعة من المشاكل التي تؤثر على تفكير الفرد ومشاعره وتصرفاته، وتستلزم تشخيصًا وعلاجًا متخصصًا، فالمرضى النفسيون الذين غالبًا ما يكونون حساسين ويعانون من ضغوط، نادرًا ما يتصرفون بشكل سيئ، خاصةً مع العلاج وبعد تلقي العلاج، غالبًا ما يعودون إلى طبيعتهم ويشعرون بالندم، ومعظم المرضى النفسيين يتميزون بحساسية زائدة، ولكنهم نادرًا ما يتصرفون بشكل مسيء، خاصةً عندما يكونون تحت تأثير العلاج، وبعد العلاج يعودون إلى طبيعتهم ويعتذرون عن أي سلوك غير لائق، والأمراض النفسية لا تقتصر على فئة معينة، فهي تصيب الأشخاص المهذبين وذوي الأخلاق الرفيعة، تمامًا كالأمراض الجسدية.

أما الثاني، فهو عبارة عن سلوكيات غير لائقة أو غير مقبولة اجتماعيًا، قد تنشأ نتيجة لعدة عوامل، منها التربية في بيئة لا تحترم الآخرين، أو لم يتعلم قواعد السلوك اللائق، أو التعرض لضغوط نفسية شديدة مثل مشاكل العمل أو الأسرة، أو السمات الشخصية التي تجعل الفرد أكثر عرضة للعصبية والاندفاعية، أو حتى تناول مواد مؤثرة عقليًا كالكحول والمخدرات.

قلة الأدب تستدعي التأديب، وعدم الاحترام يستدعي التعامل الحازم، ينبغي أن يتحمل قليل الأدب عواقب سلوكه، وأن يُعاقب وفقًا وفقًا للشرع والقوانين السارية، لا ينبغي السماح بسوء الخلق تحت ذريعة المرض النفسي.

في بعض الحالات قد تكون قلة الأدب مؤشرًا على وجود اضطراب نفسي، من بين هذه الحالات، اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، الذي يتميز بعدم احترام حقوق الآخرين والتصرف باندفاعية، كذلك اضطراب الشخصية النرجسية، الذي يتسم بالغرور المفرط والحاجة المستمرة للإعجاب، يمكن أن يظهر في سلوكيات غير لائقة، بالإضافة إلى ذلك، بعض الاضطرابات الذهانية قد تؤدي إلى سلوكيات غير متوقعة وغير لائقة، مما يجعل قلة الأدب أحد الأعراض المحتملة لهذه الاضطرابات.

إن إطلاق الأحكام المسبقة على الآخرين دون فهم دوافعهم يحمل في طياته مخاطر جسيمة، حيث قد يتعرض الشخص الذي يتم تصنيفه بشكل خاطئ على أنه "مريض نفسي" للتنمر والتمييز، مما يزيد من معاناته النفسية، كما أن هذا التصنيف الخاطئ قد يدفع الأشخاص الذين يعانون فعلًا من أمراض نفسية إلى تجنب طلب المساعدة خوفًا من الوصم بالعار، بالإضافة إلى ذلك، فإن ربط السلوكيات غير اللائقة بالأمراض النفسية يساهم في تشويه صورة هذه الأمراض، مما يخلق حاجزًا نفسيًا لدى الناس ويمنعهم من طلب المساعدة عند الحاجة إليها.

بدلًا من إطلاق الأحكام المسبقة على من يتصرفون بقلة أدب، يكمن الحل في محاولة فهم دوافعهم، يمكننا تحقيق ذلك من خلال التحدث معهم بهدوء والاستماع إلى وجهة نظرهم، وتقديم المساعدة إذا كانوا يواجهون مشكلات، وفي حال كان سلوكهم يشكل خطرًا عليهم أو على الآخرين، ينبغي علينا طلب المساعدة من المختصين،وعلينا التنويه بأن ليس كل من يتصرف بقلة أدب يعاني من مرض نفسي، لذا ينبغي علينا تجنب إصدار الأحكام والتركيز على فهم دوافعهم، وإذا كنا نشك في أن شخصًا ما يعاني من مرض نفسي، فمن دورنا تشجيعه على طلب المساعدة المتخصصة.