شريط الأخبار
كتلة الميثاق الوطني: قرار الحكومة الاسرائيلية المصغرة استمرار لحربها المستعرة ضد الشعب الفلسطيني اختتام الأسبوع الثاني من الدوري الأردني للمحترفين CFI إدارة ترخيص تعلن فتح بوابة شراء الأرقام المميزة غدًا تشكيل المجلس الاستشاري الأعلى لجمعية الاقتصاد السياحي برئاسة الدكتور عمر الرزاز تركيا: على الدول الإسلامية الاتحاد لمواجهة خطة إسرائيل للسيطرة على غزة اجتماع عربي طارئ الأحد لبحث القرار الإسرائيلي بإعادة احتلال قطاع غزة امطار في الجفر والازرق وغبار في العمري والرويشد تحديث موقع القبول الموحد استعداداً للدورة الصيفية وزير الصحة ونظيره العراقي يبحثان تعزيز التعاون فتح باب الترشح لرئاسة جامعتي اليرموك والطفيلة التقنية الخارجية تعزي بارتقاء عدد من عناصر الجيش اللبناني وزير الإدارة المحلية يتفقد واقع الخدمات في بلديتي الفحيص وماحص مهرجان الأردن العالمي للطعام يسير قافلة مساعدات ثالثة لقطاع غزة الجيش الأردني ينفذ إنزالات جوية جديدة على قطاع غزة بالتعاون مع دول شقيقة وصديقة فعاليات صيف الأردن تُزين المفرق بحضور مُهيب (صور) حوارية لبحث آخر المستجدات المتعلقة بالأمن السيبراني الأردن يشهد زخماً اقتصادياً يمهّد لمرحلة جديدة للتحديث الاقتصادي النائب البشير : العلاقات التي تجمع الأردن بالمملكة المتحدة تاريخية ومتينة وزير الشباب يؤكد من المفرق: بناء شراكات لضمان جاهزية المنشآت الرياضية والشبابية تجارة الأردن: الشركات الأردنية قادرة على تقديم حلول برمجية مبتكرة

بني عطا يكتب : العلاقة الأمريكية الأوروبية

بني عطا يكتب : العلاقة الأمريكية الأوروبية
أسعد بني عطا
العلاقات الأوروبية - الأمريكية تاريخية باعتبار ان المكتشفين والمؤسسين الأوائل للولايات المتحدة هم الأوروبيون ، وتجذرت هذه العلاقة بسبب الدعم الأمريكي لأوروبا خلال الحرب العالمية الثانية بمواجهة النازية والفاشية ، ثم تبنت مشروع ( مارشال ) لاعادة اعمار القارّة العجوز جراء ما لحق بها من دمار ، وقدّمت لها الحماية الاستراتيجية والنووية خلال الحرب الباردة ضد ( الاتحاد السوفياتي ) عِبْر حلف ( الناتو ) ، إلّا ان وصول اليمين الامريكي بزعامة ( ترامب ) إلى السلطة ، وتصريحاته المتكررة بإنه سيفرض رسوما جمركية على الصلب والالمنيوم والمنتجات الأوروبية بنسبة ( ٢٥٪ ) ، واتهام الاتحاد الأوروبي بالإضرار ببلاده ،وتحذّير حلف ( الناتو ) من أن وجود القوات الأمريكية في أوروبا لن يدوم إلى الأبد ، وحثها على إنفاق المزيد على الدفاع - فرض واقعا جديدا برزت معه إلى السطح مجموعة من الملاحظات ، لعل ابرزها :


. اندفاع ( الإدارة الأمريكية ) للتقارب مع موسكو التي وثقت علاقتها خلال الحرب الأوكرانية مع الصين وكوريا الشمالية وساهمت بتأسيس ( مجموعة بريكس ) ، واستعانت بكوريا للحصول على العتاد والجنود للقتال في أوكرانيا ، وأسفرت الاتصالات الأمريكية - الروسية عن الاتفاق على بدء مفاوضات إنهاء الحرب في اوكرانيا ،وتبادل الرئيسان الأمريكي والروسي الدعوات لزيارة بلد كل منهما ويتوقع أن يلتقيا في السعودية ، وأعلنت الخارجية الروسية تعيين ( ألكسندر دارشيف / رئيس إدارة شمال الأطلسي في الوزارة ) سفيراً جديداً لروسيا في واشنطن ، كما وجّه وزير الدفاع الأمريكي القيادة السيبرانية لبلاده بوقف جميع الأنشطة والعمليات السيبرانية الهجومية ضد روسيا ، ومارست واشنطن ضغطا على اوكرانيا لعقد صفقة بقيمة ( ٥٠٠ ) مليون دولار للوصول إلى المعادن النادرة في أوكرانيا مقابل ضمانات أمنية تطالب بها كييف بأي تسوية محتملة ، إلى أن تُوِّجَت المباحثات بالمشادة الكلامية مع الرئيس الاوكراني في البيت الأبيض .

. تكريس الخلافات الداخلية الأمريكية ، حيث اتهم ( ١٤ ) من بين ( ٢٣ ) حاكما ديمقراطيا ( الرئيس ترامب ونائبه / جيه دي فانس ) باستخدام المكتب البيضاوي لتوبيخ ( الرئيس زيلينسكي ) ، مؤكدين على ضرورة ان يحمي الأمريكيون قيم الديمقراطية القوية على الساحة العالمية ، كما ثار جدل في الصحافة الامريكية حول مدى عمق العداء الذي يضمره ( ترامب ) للحلفاء الأوروبيين ، وإذا ما كان هدفه الحقيقي القضاء على الاتحاد الأوروبي .

. أوروبيا ؛ حذّرت المفوضية الأوروبية من أن الاتحاد الأوروبي سيرد بشكل حازم وفوري ومتناسب على فرض أي رسوم جمركية ، وأكدت بروكسل دعمها الثابت لكييف ، حيث عقد قادة ( ١٥ ) دولة حليفة لأوكرانيا قمة لندن ( ٣/٢ ) ، وتم فيها بحث الضمانات الأمنية لأوروبا في مواجهة المخاوف من تخلي واشنطن عنها ، وخطر انسحاب المظلة العسكرية والنووية الأميركية ، وضرورة أن تؤدي أوروبا دورها في مجال الدفاع والتخطيط لضمانات أمنية قوية في القارة ، ووقعت المملكة المتحدة وأوكرانيا اتفاق قرض بقيمة ( ٢،٢٦ ) مليار جنيه لدعم قدرات كييف الدفاعية وتطوير إنتاج أسلحة في أوكرانيا باطار الدعم الثابت والمستمر لكييڤ .

. بالتزامن مع ذلك أكدت تركيا في أكثر من مناسبة على إنه لا يمكن إعادة تأسيس البنية الأمنية الأوروبية دونها ، وكان آخرها في أنقرة خلال مؤتمر صحفي جمع ( وزير الخارجية التركي / هاكان فيدان ) مع ( نظيره الألباني / إيغلي هاساني ) .

-بناء على ما تقدم يمكن أن نخلص إلى النتائج التالية :

. اقتراب الولايات المتحدة من موسكو مؤشر على رغبة واشنطن بتحقيق عدة أهداف ، منها : ضرب التقارب الروسي الصيني ، تحجيم كوريا الشمالية ، إضعاف مجموعة ( بريكس ) المنافس الاقتصادي الناشيء ، وضع اليد على المعادن الأوكرانية ، واجبار دول الاتحاد الأوروبي على رفع ميزانية الدفاع لتخفيف الضغط على التمويل الأمريكي .

. أوروبا منقسمة على نفسها بين اليمين واليسار ، ولا تمتلك قدرات الردع النووي الكافي او مواجهة التكتلات الاقتصادية الجديدة ، إضافة لإعتمادها على مصادر الطاقة الخارجية ، لذا يرى البعض بان أوروبا لن تبتعد كثيرا ، وستظل تدور بفلك الولايات المتحدة في المدى المنظور على الاقل ، لكن التصعيد الأمريكي ضد بروكسل لن يمنع أوروبا من البحث عن تحالفات جديدة لتعزيز الأمن بمفهومه الشامل ، بالمعنى ؛ العسكري والاقتصادي والاجتماعي ، ولعلها تجد ضالتها في تركيا التي تتوفر بها كافة الموارد والامكانيات التي تحتاجها ، والعمل على تأهيلها ودراسة فكرة ضمها للاتحاد الأوروبي ، فهل تتغلب لغة المصالح المشتركة بينهما على لغة الخلافات الثقافية والتاريخية في ظل واقع متغير ، ونظام عالمي جديد آخذ بالتشكُّل ؟