شريط الأخبار
ترحيب عربي ودولي واسع بخارطة الطريق الأردنية السورية الأميركية بشأن السويداء الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على إسرائيل السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك سفيرة الأردن في المغرب تستقبل نائبة رئيس مجلس جهة فاس / مكناس خديجة حجوبي الأردن يشارك في الاجتماع التنسيقي العربي للقمة العربية الروسية الأردن يدين فتح سفارة لجمهورية فيجي في القدس 3 شهداء في غارة لمسيّرة إسرائيلية على البقاع اللبناني البابا: أعرب عن قربي من الشعب الفلسطيني في غزة الأردن وقطر: شراكة متجددة بإرادة سياسية ورؤية اقتصادية مشتركة وزير الزراعة: "المهندسين الزراعيين" شريك استراتيجي في تحديث القطاع جامعة البلقاء التطبيقية تحصد المركز الأول في هاكاثون "نبتكر لسلامة الأغذية" بالرياض عبر مبادرة Basket of Life ريال مدريد يخسر خدمات أرنولد لفترة طويلة الأسواق العالمية في حالة ترقب.. استقرار الأسهم وتراجع الذهب قبل قرار الفيدرالي الأمريكي بوتين يمدد العقوبات المضادة المفروضة على الدول غير الصديقة حتى نهاية عام 2027 الأهلي المصري يصدر بيانا حاسما بعد انتشار إشاعات "طلب زيزو" المثير للجدل وزير روسي: اقتصادنا سينمو رغم أسعار الفائدة المرتفعة "لن نسمح بتمزيق أمريكا": لماذا يسعى ترامب لمحاكمة سوروس؟ مبابي يكشف سر فوز ريال مدريد على مارسيليا 118 مليون دينار حجم التبادل التجاري بين الأردن وقطر الصحة: ارتفاع عدد حالات التسمم بين الطلاب في إربد إلى 42

الفيروسات والأوبئة المستجدة " دور التعديل الجيني في مكافحتها"

الفيروسات والأوبئة المستجدة  دور التعديل الجيني في مكافحتها
القلعة نيوز:

بقلم : مؤمن الرشدان

شَهِد العالم عبر تاريخه العديد من الأوبئة التي تركت بصمات واضحة على الصحة العامة والمجتمعات ، ومن أبرز الظواهر التي تثير القلق في العصر الحديث ، هو ظهور الأوبئة المستجدة ، وهي واحدة من أبرز التحديات التي تواجه الصحة العالمية في العصر الحديث .

وغالبًا ما تكون هذه الأوبئة ناتجة عن فيروسات أو بكتيريا جديدة أو متحورة ، يجعلُها تُشكل تهديدًا صريحًا لصحة الإنسان عالميًا ، ما يستدعي استجابة عالمية متكاملة ، وتطوير أنظمة صحية مرنة ، للحد من القدرة على انتشارها السريع وتحورها المستمر .

ومع تطور العلوم البيولوجية ، أصبح التعديل الجيني أحد الأدوات الواعدة في مواجهة هذه التحديات ، سواء كانت من خلال تطوير اللقاحات وعلاجات جديدة ، أو عبر تعديل الفيروسات نفسها ، وذلك للحد من قدرتها على الانتشار .

إظافة لما سبق ذكره ، يرجح نشوء الفيروسات والأوبئة المستجدة عالميًا والتي غالبًا ما تسمى بالمتحورات والتي لم تكن معروفة لدى البشر من ذي قبل ، أو أنها لم تُسجل إصابات بها من ذي قبل ، بسبب الطفرات الجينية التي تغير من خصائصها ، وتؤدي إلى نشوء سلالات جديدة قد تمتلك خصائص مختلفة ، مثل زيادة سرعة الإنتشار ، أو شدة الأعراض أو القدرة على مقاومة العلاجات واللقاحات ، كما يمكن أن تنشأ هذه الفيروسات من عمليات تطويرية طبيعية أو نتيجة إنتقالها بين أنواع مختلفة من الكائنات الحية، لذلك يولي العلماء اهتمامًا كبيرًا بدراسة هذه المتحورات لرصد تطورها وفهم تأثيرها ، وتطوير استراتيجيات فعالة للحد من انتشارها والسيطرة عليها.

تعتبر الفيروسات كائنات دقيقة غير حية خارج الخلايا، ولكنها تمتلك القدرة على التكاثر داخل الخلايا الحية، حيث تعتمد على آليات الخلية المضيفة لإنتاج نسخ جديدة. وهناك أيضاً مايسمى بالسلالة الفيروسية هي نوع فرعي من الفيروس ينشأ نتيجة التحورات الجينبة التي قد تؤثر على شدة العدوى أو استجابة الجهاز المناعي.

وتتكون الفيروسات بشكل أساسي من مادة وراثية (DNA/RNA) محاطة بغلاف بروتيني وأحياناً غشاء دهني كما ورد عن بعض العلماء مما يساعدها على الإرتباط بالخلايا والدخول إليها.

وعرفت منظمة الصحة العالمية الوباء بأنه: إنتشار مرض معين بشكل مفاجئ في مجتمع أو منطقة جغرافية واسعة، مما يؤدي إلى زيادة ملحوظة في عدد الحالات مقارنة بالمعدل المتوقع، وقد يتطور الوباء ليصبح جائحة عندما ينتشر على نطاق عالمي.

يُعَدّ التعديل الجيني أحد الإنجازات العلمية التي أثرت بشكل كبير على مختلف مجالات الطب والبيولوجيا، خاصة في مواجهة التحديات الصحية الناجمة عن الأوبئة المستجدة. فقد ساهمت أبحاث علماء رائدين، مثل الدكتورة جينيفر دودنا والدكتورة إيمانويل شاربانتييه، الحائزتين على جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2020، في تطوير نظام CRISPR-Cas9، الذي أحدث ثورة في طرق تعديل الجينات بدقة وفعالية. كما برز العالم فنغ زانج كأحد رواد هذا المجال، حيث أسهم في توسيع آفاق التطبيقات العلمية للتقنيات الجينية، مما أتاح فرصة للتعامل مع الطفرات الفيروسية وفهم الآليات الجزيئية المسؤولة عن انتشارها وتحورها.

يُعَدّ التعديل الجيني أحد الإنجازات العلمية التي أثرت بشكل كبير على مختلف مجالات الطب والبيولوجيا، خاصة في مواجهة التحديات الصحية الناجمة عن الأوبئة المستجدة. فقد ساهمت أبحاث علماء رائدين، مثل الدكتورة جينيفر دودنا والدكتورة إيمانويل شاربانتييه، الحائزتين على جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2020، في تطوير نظام CRISPR-Cas9، الذي أحدث ثورة في طرق تعديل الجينات بدقة وفعالية. كما برز العالم فنغ زانج كأحد رواد هذا المجال، حيث أسهم في توسيع آفاق التطبيقات العلمية للتقنيات الجينية، مما أتاح فرصة للتعامل مع الطفرات الفيروسية وفهم الآليات الجزيئية المسؤولة عن انتشارها وتحورها.

تطوير اللقاحات والعلاجات

ساهمت تقنيات التعديل الجيني، مثل CRISPR-Cas9، في إحداث نقلة نوعية في تطوير العلاجات واللقاحات للأمراض المعدية. فقد مكّنت الباحثين من تعديل الخلايا المناعية لتعزيز قدرتها على مكافحة العدوى، بالإضافة إلى تصميم لقاحات قادرة على التكيف مع التحورات الطارئة للفيروسات.

إلى جانب ذلك، لعبت تقنية الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) دورًا محوريًا في تسريع إنتاج اللقاحات، كما حدث مع لقاحات كوفيد-19. إذ تتيح هذه التقنية تحليل تركيبة الفيروسات والتنبؤ بتحوراتها المحتملة، مما يسهم في تطوير لقاحات أكثر دقة وفعالية. ولا يقتصر هذا النهج على الأمراض الحالية فحسب، بل يمتد ليشمل الاستعداد لمواجهة التحديات الصحية المستقبلية.

إلى جانب هؤلاء العلماء، لعب العالم يوشيهيرو كاواوكا دورًا محوريًا في دراسة التعديلات الجينية للفيروسات، حيث أجرى تجارب رائدة على فيروسات مثل إنفلونزا الطيور، مما ساهم في فهم كيفية تطور الفيروسات وتحوراتها. لم تقتصر إنجازاته على الأبحاث النظرية فحسب، بل ساعدت دراساته في تطوير استراتيجيات فعالة للحد من انتشار الأوبئة والفيروسات، مما أسهم في تقليل معدلات العدوى وتعزيز الاستعداد العالمي لمواجهة الجوائح المستقبلية. كان لأبحاثه أثر بالغ على الصحة العامة، حيث ساعدت في تصميم لقاحات وعلاجات أكثر فعالية، مما عزز قدرة البشرية على مواجهة الفيروسات المستجدة بطرق أكثر تطورًا.

تطوير اللقاحات والعلاجات

ساهمت تقنيات التعديل الجيني، مثل CRISPR-Cas9، في إحداث نقلة نوعية في تطوير العلاجات واللقاحات للأمراض المعدية. فقد مكّنت الباحثين من تعديل الخلايا المناعية لتعزيز قدرتها على مكافحة العدوى، بالإضافة إلى تصميم لقاحات قادرة على التكيف مع التحورات الطارئة للفيروسات.

إلى جانب ذلك، لعبت تقنية الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) دورًا محوريًا في تسريع إنتاج اللقاحات، كما حدث مع لقاحات كوفيد-19. إذ تتيح هذه التقنية تحليل تركيبة الفيروسات والتنبؤ بتحوراتها المحتملة، مما يسهم في تطوير لقاحات أكثر دقة وفعالية. ولا يقتصر هذا النهج على الأمراض الحالية فحسب، بل يمتد ليشمل الاستعداد لمواجهة التحديات الصحية المستقبلية.


ختامًا، يتطلب التصدي للأوبئة اتباع نهج متكامل يجمع بين الابتكار في تطوير اللقاحات والتقنيات الطبية الحديثة، فضلاً عن تعزيز التدابير الوقائية. يتضمن ذلك دعم الأبحاث العلمية، وتشجيع التعاون الدولي، والاستفادة من التكنولوجيا لتطوير علاجات فعالة. كما أن مراقبة التحورات الفيروسية، وتقوية الأنظمة الصحية العامة، وتعزيز الوعي المجتمعي تمثل عناصر حاسمة في الحد من انتشار الأمراض وضمان استجابة سريعة وفعالة. في الوقت ذاته، يظل دور الأفراد محوريًا من خلال الالتزام بالإجراءات الصحية التي تساهم في حماية أنفسهم والمجتمع بشكل عام.


وفي خِتام ما سبق ذكره، يتطلب التصدي للأوبئة اتباع نهج متكامل يجمع بين الابتكار في تطوير اللقاحات والتقنيات الطبية الحديثة، فضلاً عن تعزيز التدابير الوقائية. يتضمن ذلك دعم الأبحاث العلمية، وتشجيع التعاون الدولي، والاستفادة من التكنولوجيا لتطوير علاجات فعالة. كما أن مراقبة التحورات الفيروسية، وتقوية الأنظمة الصحية العامة، وتعزيز الوعي المجتمعي تمثل عناصر حاسمة في الحد من انتشار الأمراض وضمان استجابة سريعة وفعالة. في الوقت ذاته، يظل دور الأفراد محوريًا من خلال الالتزام بالإجراءات الصحية التي تساهم في حماية أنفسهم والمجتمع بشكل عام.