
د.نسيم أبو خضير
في خضم الأزمات والتحولات التي يشهدها العالم ، يظل الأردن صامدًا كصخرة منيعة في وجه كل من يحاول النيل من أمنه واستقراره . فالمملكة ، بقيادتها الحكيمة وجيشها الباسل وأجهزتها الأمنية اليقظة ، أثبتت على مدار العقود أنها ليست ساحةً للمساومات ولا مسرحًا للمغامرات . ومن يراهن على زعزعة أمن الأردن أو النيل من تماسك شعبه ، فهو واهم لم يقرأ التاريخ جيدًا ، ولم يدرك حجم الوعي الوطني الذي يتمتع به الأردنيون ، أبناء الأرض الطيبة ، من شتى المنابت والأصول .
فالأردن.. حصنٌ منيع بقيادته وجيشه وأجهزته الأمنية .
لا يمكن الحديث عن قوة الأردن دون الإشارة إلى الدور المحوري الذي تلعبه القيادة الهاشمية ، ممثلة بجلالة الملك عبد الله الثاني ، في ترسيخ أسس الدولة القوية والراشدة . فمنذ تأسيس المملكة ، والقيادة الهاشمية تضع أمن الوطن فوق كل إعتبار ، مسخرةً كل الجهود لتعزيز قدراته الدفاعية والأمنية ، ما جعل الجيش العربي والأجهزة الأمنية صمام أمان لهذا الوطن .
لقد أثبت الجيش العربي ، بتاريخه المشرف ومواقفه البطولية ، أنه درع الوطن وحاميه ، فكان على الدوام حاضرًا في كل الميادين ، يسد الثغرات ، ويفشل المخططات ، ويدحر الأعداء . ولم يكن الجيش وحده في هذه المواجهة ، بل كانت الأجهزة الأمنية – التي أثبتت كفاءتها في تفكيك بؤر الإرهاب والتصدي لكل محاولات العبث بأمن البلاد – شريكًا أساسيًا في صناعة الإستقرار والحفاظ على الوطن من كل التهديدات الداخلية والخارجية .
تماسك الشعب الأردني.. السد الذي تتحطم عليه المؤامرات.
إن الرهان على تفتيت وحدة الأردنيين رهانٌ خاسر ، فقد أثبت أبناء الأردن أنهم على وعي تام بكل ما يُحاك ضدهم ، وأظهروا في كل المحطات الصعبة أنهم صفٌ واحد خلف قيادتهم ، لا تزيدهم الأزمات إلا صلابة وتكاتفًا . فمنذ إستقلال المملكة وحتى يومنا هذا ، كان الأردنيون – من مختلف الأصول والمنابت – يداً واحدة ، يواجهون التحديات بوحدة غير قابلة للإختراق ، ويرفضون كل المحاولات الهادفة إلى زرع الفتنة أو خلق الفوضى .
إن إلتفاف الشعب الأردني حول قيادته هو سر قوته ، وهو العامل الحاسم في إفشال كل المخططات التي إستهدفت أمن البلاد عبر العقود . فمنذ محاولة زعزعة إستقرار المملكة في خمسينيات القرن الماضي ، مرورًا بكل المحاولات التخريبية التي شهدتها المنطقة ، كان الأردنيون في صف الوطن ، يقدمون التضحيات والشهداء من أجله ، ويرفضون كل محاولات التأثير على موقفهم الوطني الثابت .
رهانات فاشلة على حساب أمن الأردن .
على مر السنين ، لم تخلُ المنطقة من محاولات البعض إستغلال التوترات الإقليمية لجرّ الأردن إلى دوائر الفوضى ، إلا أن القيادة الحكيمة كانت على الدوام تضع المصلحة الوطنية فوق كل إعتبار ، وتتعامل بحنكة ووعي مع مختلف الملفات الساخنة . وقد أثبتت التجربة أن الأردن يمتلك مناعةً قوية ضد الفوضى والإضطرابات ، بفضل تكاتف قيادته مع جيشه وشعبه .
إن من يراهن على ضعف الأردن أو اهتزازه ، لا يدرك أن هذا الوطن تأسس على معادلة صلبة من الولاء والإنتماء والإلتزام القومي والوطني . فقد شهد العالم كيف إستطاع الأردنيون أن يحبطوا المخططات الإرهابية ، ويفككوا بؤر الفتنة ، ويمنعوا أي تدخل خارجي في شؤونهم الداخلية ، في وقت إنهارت فيه دولٌ أخرى تحت ضربات الفوضى والتدخلات الخارجية .
فالأردن قوي بأبنائه وقيادته
وسيبقى الأردن نموذجًا للدولة التي تواجه التحديات بإرادة صلبة ، مستندة إلى قيادة راشدة وجيشٍ باسل وشعبٍ واعٍ . وستظل المحاولات الرامية إلى زعزعة إستقرار المملكة_ لاسمح الله _مجرد أوهام ، تتحطم على صخرة تماسك الأردنيين وإلتفافهم حول وطنهم وقيادتهم .
فبئس مراهناتكم… من أينما هبت من الشرق أو الغرب ، سيطفؤها الله بهمة أبنائه وتلاحمهم ، وصلابة جيشه وأجهزته الأمنية ، فالأردن أقوى مما تظنون ، وأبناؤه أدرى بمصالح وطنهم ، وسيمضون في طريقهم غير عابئين بمخططاتكم الفاشلة .