
عرفات هاكوز
قرأت ذات زمان مقولة من كتاب النباهة والاستحمار للدكتور علي شريعتي يقول فيها " عندما يشب حريق في بيتك ويدعوك أحدهم الى الصلاة والتضرع، فاعلم انها "دعوة خائن" لان الاهتمام بغير إطفاء الحريق والانصراف الى عمل اخر وان كان مقدساً، هو استحمار"
والشاهد من المقولة ومن واقع الحال الذي نعيشه، نرى تماما ان بعض الدعوات المشبوهة والتي تدعي بأنها حريصة على القضية الفلسطينية، تحاول ما استطاعت زرع الفتنة والخراب في الأردن.
وكانت اخر هذه الدعوات مطالبة الشعب الأردني بإعلان العصيان المدني، وللأسف لقد انجرف سهواً وبحكم العاطفة بعض أبناء بلدنا، ومن جهة أخرى يوجد جهات "خبيثة" تعمل بصمت لإثارة البلبلة وعدم الاستقرار بالأردن بما يخدم اجنداتهم المشبوهة.
ومن هنا وكمواطن في هذا البلد أقول، وأجري على الله فيما أقول:
ان أي حراك يؤدي لخلق فوضى في الأردن او الاضرار بأمنه واقتصاده انما هي محاولات لإضعاف الجبهة الداخلية التي لطالما حرصنا على ثباتها رغم كل المصاعب التي مرت على الأردن.
بالإضافة الى محاولات التصعيد مع الدولة من خلال بث السموم ضد أجهزة الدولة والتي يراد بها اشعال فتيل ازمة بين أبناء الوطن الواحد، وتحويل الأردن ساحة خراب وتنفيذ مآرب أخرى.
اما بخصوص الاضراب العام الذي يطالب به مجموعة أخرى، نقول ان فكرة أي اضراب في العالم تكون من اجل الضغط على الدولة لتحقيق مكاسب او تعديل قوانين وغيره، وفي حالتنا نرى ان الدولة بجميع مكوناتها تقف بجانب القضية حسب الإمكانات المتاحة، وبالتالي فإنه من الأولى ان نقوم بالتبرع بيوم عمل لصالح القضية المنشودة بدلا من تعطيل اقتصاد البلد، حيث ان الاضراب لن ينفع القضية بشيء.
لا ننكر وجود تحديات كبيرة نواجهها يوميا ابتداءً من لقمة العيش، وبرغم عدم رضانا عن أداء الحكومة ومجلس النواب وغيرهم الكثير، الا ان الوطن وامنه واستقراره أكبر من أي شيء اخر.
اليوم كلنا خلف الوطن لحمايته بكل ما اوتينا من عزم وقوة.
اليوم نترك خلافاتنا خلف ظهورنا لنضع الأردن في القلب والعقل.
احذروا من يدس السم في العسل وتجار الشعبويات والمصالح.
وأخيرا نطالب الأجهزة الأمنية بالتصدي لكل من يحاول اغتيال الوطن وتنفيذ اجندات مشبوهة.
حمى الله الوطن