
القلعة نيوز:
《 بقلم الدكتور محمد طه العطيوي 》
لا يُقاسُ عمرُ الأوطانِ بالسنين، بل باللحظاتِ التي يرفعُ فيها أبناؤها رؤوسهم نحو السماء، فينظرون إلى عَلمهم كأنه أولُ صلاةٍ للحرية . يومُ العلم الأردني هو ذاك اليومُ الذي تُعلنُ فيه الأردنُ للعالم: "نحن هنا… جبالٌ لا تُهَدُّ، وأحلامٌ لا تُساوم".
الرايةُ التي تَنْسجُ الهُويةَ من لُحمةِ الدمِ والتراب
العلمُ الأردني ليس شعاراً يُطرَّزُ على القماش، بل هو رسالةٌ مكتوبةٌ بلهجةِ الصحراء، بلسانِ كلِّ جنديٍ وقفَ على الحدود، وكلِّ أمٍّ ودَّعت ابنها ليكونَ شهيداً، وكلِّ طفلٍ حملَ الحجرَ والكتابَ معاً.
- الأسود: ليس لونَ الحداد، بل هو لونُ إصرارِ الثورة العربية الكبرى، التي قال قادتُها: "لن نرضى بالاستعمارِ ولو بَقِينا جوعى".
- الأبيض: بياضٌ كبياضِ قلوبِ الشعبِ الذي فتحَ أبوابه للاجئين قبل أن يُعلنَ العالمُ حالةَ الطوارئ.
- الأخضر: اخضرارُ أرضِ الأردن التي تُنبتُ قمحاً من بين الصخور، وتُخرِجُ ماءً من قلبِ اليابس.
- القرمزيّ : لونُ الدمِ الذي يحرسُ النجمةَ السباعيةَ
أما النجمةُ السباعية، فهي الوصيةُ السابعة: "لا تنسوا أن الأردن قلبُ العروبة النابض، حتى لو نُسجتْ حوله مؤامراتٌ تُشبهُ خيوطَ العنكبوت ".
اليوم ، و نحن نحتفل بيوم العلم ، يعلنُ ابطال دائرةِ المخابراتِ العامةِ عن القاء القبض على خلية إرهابية كانت تخطط لاستهداف امن الاردن و استقراره .
هؤلاء الذين سُلطتْ عليهم شمسُ العدالةِ لم يعرفوا أنَّ النجمةَ السباعيةَ في علمِنا ليستْ حبراً على قماش، بل هي سهامُ يقظةٍ تُحطِّمُ خيوطَ العنكبوتِ . صواريخُهم المزيَّفةُ وطائراتُهم المسيرةُ لم تُدركْ أنَّ جبالَ الأردنِ تصنعُ من أبنائها صواريخَ إرادةٍ تُحلِّقُ فوقَ المؤامرات.
هذا اليومُ ليس مجردَ احتفالٍ بالتاريخ، بل تحدٍّ للمستقبل:
- ماذا فعلتَ أنتَ لِتُضيءَ نجمةَ العَلم السباعية في سماءِ وطنك؟
- هل رفعتَ صوتَكَ حين حاولَ البعضُ تشويهَ صورةِ الأردنِ و المساس بامنه و استقراره؟
العلمُ لا يكفي أن ترفعهُ على سارية… الوطنُ الحقيقيُّ يُرفعُ على أكتافِ أبنائه.
أيُّها الأردني… العَلمُ يُناديك!
- إذا كنتَ مُعلماً، فاذكرْ لطلابك أن "النجمة السباعية" هي أن يُولدَ طفلٌ في الطفيلةِ فيحلمُ أن يغيّرَ العالم ، فيَرسمُ مُستقبلاً لا يَعرفُ المستحيل.
- إذا كنتَ طبيباً، فاعتبرْ أن شِعارَ "القرمزي" في العَلم هو تعهدٌ بأن تنقذَ حياة المرضى .
- إذا كنتَ فناناً، فاجعلْ من ألوانِ العَلمِ موسيقى تُذكّرُ العالمَ بأن الأردنَ وطنُ الشعرِ والأصالة.
- إذا كنتَ شاباً، فاقرأْ تاريخَ العَلمِ كأنه خارطةُ كنزٍ .
يومُ العلمِ الأردنيِّ هو يومُ الاثنتي عشرةَ محافظةً تَتحدُ تحتَ رايةٍ واحدة. كلُّ لونٍ في العلمِ يحملُ همسَ مدينة، وكلُّ نجمةٍ تروي قصةَ قرية. ليُذكرنا هذا اليومُ بأن الأردنَ ليس نقطةً على الخريطة، بل فسيفساءُ إرادةٍ صنعتها الجغرافيا والتاريخ.
اليوم … ارفع رأسك عاليًا، فأنت تحمل اسم الأردن.