
علمنا عاليا، يعزز سياحة البيوت التراثية في المملكة
القلعة نيوز:
كريستين حنا نصر
انطلاقاً من المساهمة في احتفالات وطني الغالي المملكة الاردنية الهاشمية بيوم العلم في ظل القيادة الهاشمية الرشيدة والحكيمة، أطلق مبادرتي الوطنية النوعية ( علمنا يعزز سياحة البيوت التراثية)، وتأتي فكرتي من هذه المبادرة لتعزيز اهمية علم المملكة الاردنية الهاشمية برمزيته البالغة الاهمية في تجسيد هوية الاردن كمملكة هاشمية ، وحرصاً مني في الاصرار على ابراز اهمية السيادة المحلية والدولية للاردن ودورها في دعم القطاع السياحي وكافة القطاعات الاخرى، حيث أن العلم الأردني تاريخ عريق متجذر، وقد بدأ الاستخدام الرسمي للعلم الحالي للمملكة الأردنية الهاشمية بتاريخ 16 نيسان 1928م، وقد جاء وصف شكل ومقاييس العلم في المادة الثالثة من القانون الاساسي لشرق الاردن، ولاحقاً في المادة الرابعة من دستور المملكة الاردنية الهاشمية عام 1952م، وهو مشتق من علم الثورة العربية الكبرى التي اعلنها المغفور له الشريف الحسين بن علي عام 1916م، والذي استخدم ما بين عامي 1916-1921م، ثم استخدم العلم الاردني الحالي ولكن بدون النجمة ما بين عامي 1921- 1928م وقد استخدم ايضا علماً لمملكة الحجاز الهاشمية والمملكة العراقية الهاشمية آنذاك، ثم اضيفت له النجمة السباعية كما هو الحال اليوم في علمنا الاردني الشامخ، وتشير ألوانه، الأسود والأبيض والأخضر، إلى الحضارات العربية الإسلامية الأموية والعباسية والفاطمية، في حين يمثل المثلثُ الأحمر الذي يجمع أجزاءَ العلَم الأسرةَ الهاشمية، وترمز النجمةُ السباعيةُ في منتصف المثلث الأحمر إلى السبع المثاني في فاتحة القرآن الكريم، وعبر هذا التاريخ العريق الاصيل كان العلم رمزاً للسيادة والحكم .
ونظرة فاحصة لرمزية العلم في الحضارات والدول نجد أنه يرفع في الحرب والسلام، وهو اشارة للانتصار وتحقيق الانجازات، فمثلاً بعد الانتصار في المعارك وتحرير الاراضي يرفع العلم ، وبعد الفوز في المسابقات الرياضة والثقافية يرفع الفائز علم بلاده احتفالاً واعتزازاً ، وفي المحافل الدولية والاجتماعات السياسية والدبلوماسية يكون العلم أمام وخلف رئيس الدولة والسياسيين كرمز على الاستقلالية والسيادة أيضاً، وله أهمية ودلالة كبيرة على حدود الدول والمعابر وفوق المؤسسات الوطنية، ومجرد النظر له يعرف المرء الدولة فهو عنوانها ورمزها وهويتها.
وعلم المملكة الاردنية الهاشمية برمزيته المهمة في سيادة الدولة ومكانتها العالمية وفي الولاء والاخلاص الوطني للأفراد، كل ما نظر اليه الاشخاص في العالم يربطونه مباشرة بمواقع سياحية اردنية عالمية مثل البترا وجرش وغيرها من الاثار العريقة، فارتباط العلم الوطني بالسياحة العالمية أمر واضح، لذلك وجوده على المعالم السياحية وحتى في حملات الترويج السياحي مهم وضروري، وقد تنبه الاردن لهذه المسألة فعلم ( سارية العقبة أو سارية علم الثورة العربية الكبرى) في مدينة العقبة جنوب المملكة الاردنية الهاشمية والتي اقيمت عام 2004م، وبارتفاع 132 متراً ، واهميته السياحية والوطنية في الوقت نفسه أنه بجوار قلعة العقبة ومنزل المغفور له الشريف الحسين بن علي، تخليداً لحملة تحرير العقبة من الحكم العثماني عام 1917م، وما تزال الفعاليات والاحتفالات في الاعياد الوطنية تُقام في ساحة سارية العقبة بجوار شواطىء العقبة وفي افاق البحر الاحمر، مما يعزز السياحة في المدينة الجميلة، وفي العاصمة الاردنية عمان ( سارية قصر رغدان) والتي أقيمت عام 2003م، ورفع عليها علم المملكة الاردنية الهاشمية وبارتفاع 126,8 متراً، وباطلالة رائعة على مواقع اثرية وسياحية حيث يراه السائح من المدرج الروماني ومن جبل القلعة وغيرها من المواقع .
واليوم وبعد تجربة اكاديمية وعملية تطبيقية لي كمهندسة معمارية درست وعملت في مجال الهندسة خارج الاردن وداخله، ادركت مسؤوليتي الوطنية وبدافع الولاء الوطني في ابراز أهمية العلم الاردني في تعزيز القطاع السياحي، خاصة أن مجرد رؤية العلم الاردني في دول العالم يستحضر السائح مواقع اثرية اردنية زارها أو يرغب بزيارتها، فكان جهدي منصباً على عمل فردي تطوعي وعلى نفقتي الخاصة وهو ترميم البيوت التراثية في مدينة السلط، ساعية بهذا العمل محاولة احياء وبث الروح التاريخية الحضارية في العمارة التراثية في بلدنا العزيز، هذه البيوت التراثية التي اقيمت منذ عقود وعاصرت معظم تاريخ الاردن الحديث ، فقمت اليوم وخلال عهد مئوية المملكة الاردنية الهاشمية الثانية وتحت راية العلم الاردني الخفاقة باعادة احياء وترميم هذه البيوت، وحرصت على رفع العلم الاردني عليها ضمن مبادرة ( علمنا يعزز سياحة البيوت التراثية).
وتأتي فكرتي من هذه المبادرة من أهمية علم المملكة الاردنية الهاشمية برمزيته المهمة في تجسيد سيادة الدولة ومكانتها العالمية، حيث تتصل هذه المبادرة أيضاً من استخدامي للعلم أثناء ترشحي للانتخابات البرلمانية في الدورة السابقة لعام 2020م، حيث كان برنامجي الانتخابي فيها هو ( الولاء الوطني)، وهذا كان مجسداً عملياً في وضع العلم الاردني خلفية وقاعدة لصورتي الشخصية للانتخابات، والتي شددت من خلالها على دلالة الولاء الوطني الفعلي للمواطن الصالح المعطاء، وايضاً خلال كتابتي لمعظم مقالاتي التي أرفقها وبكل اعتزاز بصورتي الشخصية التي احرص ان تكون خلفيتها وقاعدتها علم المملكة الاردنية الهاشمية التي أرفقها وبكل اعتزاز بصورتي الشخصية التي احرص ان تكون خلفيتها وقاعدتها علم المملكة الاردنية الهاشمية، واثناء حضوري للندوات والمؤتمرات وحتى خلال سفري، اتمسك بالعلم والاخلاص للوطن قولاً وفعلاً.
واهمية هذه المبادرة هي وضع علم المملكة الاردنية الهاشمية فوق المباني التراثية التي اشتريتها وقمت بترميمها على نفقتي الخاصة، وحيث يوجد العلم ويمكن مشاهدته يرفرف عالياً على شرفة البيت المرمم في عصر المملكة الاردنية الهاشمية ، وبالطبع بشكل يعكس صلته بالماضي التراثي العريق، والذي على أثر بأن فازت مدينة السلط واختيرت عام 2021م من قبل منظمة اليونسكو ( مدينة التسامح وأصول الضيافة الحضرية)، فكان العلم دلالة مهمة في ربط الحاضر بالماضي العريق، والعلم يصبح رمزاً ليس فقط كعلم للمملكة الاردنية الهاشمية، بل اصبح عنصر اساسي في عملية الترويج السياحي للمباني التراثية، والتي ربطتها سياحياً ضمن مسارات سياحية صممتها وبجهد شخصي لمدينة السلط، حيث يقع احد هذه البيوت التي رممتها في (منطقة الجدعة) وضمن هذه المسارات السياحية الستة التي قمت بتصميمها وتوثيقها للسلط، ويطل هذا البيت على الوسط القديم لمدينة السلط أي مشروع (عقبة بن نافع) التجاري ، كما يطل أيضاً هذا البيت التراثي والذي يعلوه علم الاردن الشامخ على منطقة الخضر حيث كنيسة الخضر ، وعلى شارع الميدان والسلالم ومدرسة السلط الثانوية والمساجد التاريخية بما فيها الجامع الكبير والصغير وقسم من شارع الحمام التراثي في مدينة السلط، ليصبح العلم جزءاً رئيسياً من المعالم السياحية ويعزز المباني التراثية المعمارية التي رممتها حديثاً، ليكون العلم جزء من هويتها التاريخية السياحية .
واليوم اتطلع أن يدرك المجتمع المحلي اهمية ان يكون معيناً ومسانداً لمن يقوم بالترميم التراثي ويسانده في ذلك ولا يسعى لوضع العراقيل والتحديات أمامه، حيث ان ترميم البيوت التراثية يساعد في تنشيط السياحة وتوفير فرص العمل للشباب المحلي وتنشيط القطاع الاقتصادي كله، واتطلع من مؤسساتنا الوطنية التي ترفع العلم الاردني ان يكون لديها ارادة فعلية لتقديم التسهيلات ورفع العقبات أمام كل من يتطوع ويبادر لخدمة وطنه بكل اخلاص وولاء.
فتحية اعتزاز بعلمنا الشامخ وبقيادتنا الهاشمية الغالية ووطننا الاردن العزيز والشعب الاردني الوطني المخلص لما يمثله العلم الاردني من رمزية وطنية .