شريط الأخبار
هل مستهم النار.... وزير الخارجية السعودي: المملكة وقطر ستقدمان دعما ماليا لموظفي الدولة في سوريا وزير الخارجية السعودي يؤم المصلين في المسجد الأموي رئيس النواب يرعى احتفال جمعية المنارة في إربد بعيد الاستقلال وزير الأوقاف": اكتمال تفويج الحجاج الأردنيين إلى مكة المكرمة سماوي: مهرجان جرش سيكون هذا العام متميزا ثقافيا ولي العهد: سعدت اليوم بافتتاح أعمال منتدى تواصل 2025 مصادر مقربة من حركة حماس الحركة سلّمت ردها على مقترح ويتكوف إلى الوسيطين المصري والقطري تثبيت سعر البنزين اوكتان 90 وتخفيض الـ 95 والسولار المصري يفتتح مشاريع جديدة في بلدية الحلابات وزير الداخلية يفتتح متحف الحياة الشعبية في الكرك بحلته الجديدة ملتقى الحوكمة العاشر لصندوق استثمار أموال الضمان: نحو تمثيل مؤسسي فاعل واستثمار مستدام افتتاح مصنع "الشرنقة" في الكرك لتعزيز التنمية المستدامة بعد منع الاحتلال .. اللجنة الوزارية العربية تؤجل زيارة رام الله تثبيت بند فرق اسعار الوقود في فاتورة الكهرباء عند صفر الفايز: العلاقات الأردنية الكويتة استراتيجية وتخدم مصالح الشعبين والأمة العربية عجلون :الأيام الثقافية تعزز التفاهم والتنوع بين المحافظات الأمم المتحدة: الكارثة الإنسانية بغزة في أسوأ حالاتها منذ بداية حرب الإبادة ارتفاع حصيلة ضحايا حادث انهيار محجر في إندونيسيا إلى 14 قتيلا طقس دافىء في اغلب المناطق اليوم ومعتدل الحرارة حتى الثلاثاء

الإخوان الكماليون وتهديد الأمن الوطني الاردني: هل آن أوان اجتثاث التطرف من الجذور؟

الإخوان الكماليون وتهديد الأمن الوطني الاردني: هل آن أوان اجتثاث التطرف من الجذور؟
الإخوان الكماليون وتهديد الأمن الوطني الاردني: هل آن أوان اجتثاث التطرف من الجذور؟

القلعة نيوز:
احمد عبدالباسط الرجوب

في الأيام الأخيرة، تناقلت وسائل الإعلام العربية والدولية تقارير وتحليلات خطيرة حول تصعيد جديد تقوده جماعة الإخوان المسلمين - جناح "الكماليين" تحديداً - باتجاه الأردن وعدد من الأنظمة العربية، في مشهد يعيد إلى الأذهان مراحل الفوضى التي عصفت ببعض الدول بعد ما سُمّي بالربيع العربي. هذا الجناح، الذي يحمل اسم مؤسسه محمد كمال، بات اليوم يُمثل واحدة من أخطر نسخ التطرف التي تُغلّف أجنداتها التخريبية بشعارات نضالية زائفة، ويمارس عملاً سرياً عدائياً يستهدف الدول من الداخل.

ما يُقلق في هذا التطور هو التحوّل النوعي في خطاب هذا الفصيل الإخواني، من المعارضة السياسية إلى التحريض العلني على ما يسمونه "المواجهة الشاملة" ضد الدولة الأردنية، وتغيير الاستراتيجية في التعامل مع الأنظمة العربية، وصولاً إلى اتهامها بالخيانة والتخاذل عن "نصرة القضية الفلسطينية". لكن، ما لا يُقال علناً، أن هذه الشعارات ما هي إلا غطاء لتحالفات مشبوهة ومخططات تستهدف زعزعة الاستقرار وخلق بؤر نزاع داخلية.

لقد أصبح واضحاً أن ما يُسمى بـ"الجناح الكمالي" لا يعمل وفق منطق سياسي معارض، بل كتنظيم مؤدلج متطرف يتبنّى نهج التصعيد العسكري والإعلامي، ويروّج لأفكار عنف ثوري لا تعترف بحدود الدول، ولا بمصالح شعوبها، ولا بسيادتها. وتتابع الصحافة بقلق كيف أن هذا التيار قد انتقل من التحريض الخطابي إلى دعم مشاريع تصنيع وتسليح داخلية، واستخدام أدوات الدولة ذاتها لضربها من الداخل.

إن ما يحدث ليس خلافاً فكرياً أو تنوعاً سياسياً. ما يحدث هو تهديد صريح للكيان الوطني الأردني، واستهداف مباشر للنظام والدولة والشعب، بوسائل تتدرج من التحريض الإعلامي إلى العمل التنظيمي العنيف.

لقد تحوّل الفكر الإخواني في نسخته الكمالية إلى مزيج من أوهام "تحرير" زائفة، وأساطير توراتية مقلوبة، ورغبة دفينة في الثأر من كل دولة لم تفتح حدودها للفوضى أو لم تركع للمشروع الإقليمي الذي تقوده قوى غير عربية. وها هو الأردن اليوم، بموقفه الثابت والسيادي، يُستهدف لأنه رفض أن يكون تابعاً، ورفض أن يُدار عن بُعد.

فهل ما زال هناك مَن يبرر لهؤلاء خطابهم؟
وهل يُعقل أن يُعامل من يدعو علناً لهدم الدولة الأردنية كخصم سياسي مشروع؟

إن الخطر الذي يُهدد الأردن لا يأتي من خارج الحدود فقط، بل من تلك الأصوات المشبوهة التي تتخفّى داخل الوطن، وتنفذ أجندات مموّلة ومأمورة، تستغل الفضاء الرقمي والإعلام الموجّه لبث الشك، وزرع الفتنة، وتحويل المواطن إلى أداة نقمة بدل أن يكون شريكاً في حماية وطنه.

لقد آن الأوان أن يُعاد تعريف "العدو".
العدو لم يعد فقط من يهددنا من الخارج، بل من يعمل في الخفاء من بيننا، من يحضّر الفوضى تحت مسميات حزبية، ويتخفّى خلف شعارات "المقاومة" وهو في الحقيقة ينفّذ مشاريع تمزيق داخلي.

وعليه، فإن حماية الأردن تتطلب:

1. اجتثاث الفكر المتطرف الكمالي من جذوره، وعدم منحه أي مساحة للتحرك أو التمدد.

2. تجريم الانتماء أو التعاطف مع أي تنظيم يتبنى العنف كوسيلة للتغيير السياسي.

3. فضح التحالفات المشبوهة لهذا التيار مع جهات خارجية تهدف لتفكيك الدول العربية.

4. إطلاق مشروع وطني يُعيد الاعتبار للهوية الأردنية الجامعة، ويرسّخ ثقافة الولاء للدولة لا للتيارات العابرة للحدود.

اليوم، لا مجال للرمادية، ولا وقت للتردد. فالمعركة مع الجماعات المتطرفة ليست خياراً سياسياً، بل ضرورة وجودية.
إما أن نحمي الوطن، أو نتركه فريسة لصواريخ تُصنّع في الظلام، وبأيدٍ كنا نظنها منّا.

فلا حياد في معركة البقاء ..

باحث ومخطط استراتيجي اردني