شريط الأخبار
مشروع قانون يقلل اللجوء إلى الحبس في القضايا الشرعية السيرة الذاتية لأمين عام وزارة الثقافة الدكتور نضال العياصرة / تفاصيل محافظ العقبة : إجلاء 13 سائحا واثنين من طواقم قارب جنح في خليج العقبة أمينان عامان جديدان: العياصرة للثقافة والشريدة للجمعيات السفير العضايلة يلتقي فريق جوردان رايدرز في زيارته لمصر البورصات والجرعات المجانيه... البورصات والجرعات المجانيه... صلاح لتعزيز رقمه التاريخي.. التشكيلة الأساسية لمواجهة تشيلسي وليفربول "بلومبرغ": "شل" تدرس إمكانية الاستحواذ على "بي بي" ترامب يستبعد ترشحه لولاية ثالثة في 2028 ويؤكد تركيزه على "أربع سنوات رائعة" من يحسم لقب "الليغا"؟.. ترتيب الدوري الإسباني قبل موقعة برشلونة وريال مدريد تقرير: البنوك السعودية تسجل أعلى أرباح فصلية منذ 20 عاما نتنياهو: سنرد على استهداف الحوثيين لمطار تل أبيب في الوقت والزمان المناسبين وعلى سادتهم في إيران برينتفورد يسقط مانشستر يونايتد ويعمق أزمته في الدوري الإنجليزي "البترول الوطنية": حفر 145 بئر غاز في الريشة خلال السنوات الخمس المقبلة نتنياهو يتعهد بتوجيه "ضربات جديدة" للحوثيين في اليمن العقبة.. "الدولي للخصوبة" يوصي بوضع الأردن على خارطة السياحية العلاجية أمطار غزيرة في البترا وسلطة الإقليم تدعو للحذر الحريات النيابية تناقش احتياجات مراكز الإصلاح والتأهيل الجمارك: إحباط محاولة تهريب ١٦ كيلو غرام من المارجوانا عبر مطار الملكة علياء

استيتيه يكتب : رؤى ملكية ثاقبة للارتقاء بالعامل الأردني

استيتيه يكتب : رؤى ملكية ثاقبة للارتقاء بالعامل الأردني
نايف استيتيه – وزير العمل الأسبق
عيد العمال العالمي الذي صادف يوم الخميس الماضي والذي يحتفل به الأردن والعالم في الأول من أيار من كل عام هو رمز يعبر عن تقدير العالم لهذا العنصر البشري وهو – كذلك- محطة مفصلية هامة في مسيرة المجتمعات لما لهذه الفئة من دور طليعي رائد في نهضة المجتمعات وتطويرها، ولقد آمن الأردن على الدوام بأن العامل هو العمود الفقري الفاعل الذي يمتلك ناصية القوة والبناء والتعمير والمحافظة على مقدرات الوطن وحماية مكتسباته ، وهو المسئول بصدقة وايجابيته وكفاءة عقلة عن صياغة مجتمع أردني حديث وصنع حياة جديدة على اديمة الطهور.
ويحظى عمال الأردن برعاية واهتمام خاصين من جلالة الملك عبد الله الثاني، إدراكًا منه لأهمية دورهم المحوري في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وإيمانًا من جلالته بأن العامل الأردني يشكل أساسًا لبناء الاقتصاد الوطني.ويتجسد الدعم الملكي عبر مبادرات عملية وبرامج وطنية تهدف إلى تحسين بيئة العمل، وضمان حقوق العمال وتعزيز الحماية الاجتماعية لهم، ويتمثل هذه الدعم في توجيهات جلالته المستمرة للحكومات بضرورة التركيز على رفع سوية التدريب المهني، وتوسيع مظلة الضمان الاجتماعي، وتطوير تشريعات تكفل بيئة عادلة وآمنة للعامل الأردني، وفي هذا السياق جاءت رؤية التحديث الاقتصادي التي أطلقت بتوجيهات ملكية سامية لتؤكد هذا التوجه مستهدفة استيعاب أكثر من مليون شاب وشابة في سوق العمل، إضافة إلى البرنامج الوطني للتشغيل الذي أطلق عام 2022، والذي يعد أحد أبرز المبادرات التي تترجم هذه الرؤية، حيث يسعى إلى تمكين الشباب الأردني من دخول سوق العمل في القطاع الخاص وأقتبس في هذا المقام قول جلالته في رسالته التي وجهها إلى عمّال الوطن في الأول من أيار سنة 2012 (إن توفير فرص عمل جديدة، وتطوير الاستفادة من الفرص القائمة، وتشجيع المبادرات الفردية في مجال الأعمال، يستوجب تعزيز الوعي المجتمعي بقيم وأهمية ثقافة العمل، خاصة لدى الشباب القادر المؤمن بأن العمل عبادة، وأن الأيدي التي تعمل أحب إلى ﷲ عز وجل. فبوركت اليد التي تبادر وتبني، لأن حبّ الوطن والولاء والانتماء له لا يكون إلا بقدر ما نعمل لأجله، وما نقدم في سبيل رفعته ونهضته وتطوره، وتعزيز مسيرته وشحذ طاقات أبنائه وبناته ورص صفوفهم نحو المزيد من الإنجاز).
وبذات الهمة الملكية العالية تجيئ اهتمامات سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، بالعنصر البشري الأردني وخاصة فئة الشباب، ونحن بصدد الحديث عن عيد العمال فإن توجيهات سموه وحواراته مع المعنيين في الدولة والمؤسسات العامة والخاصة، لتؤكد في مضامينها إصرار سموه على حقيقة أن تأهيل الشباب إلى سوق العمل في المستقبل القريب يرتكز على تسليحهم بالمهارات الرقمية التي أصبحت حجر الزاوية لأي شخص يسعى إلى تحقيق النجاح في سوق العمل خاصة في ظل التغيرات التكنولوجية المتسارعة بشكل يومي، وهذا ما يلمسه المحلل في توجيهات ورؤى سموه وتركيزه على أنه لا يمكن لأي فرد أو مؤسسة أن تنجح في بيئة العمل الحديثة دون أن تكون لديها ولدى أفرادها القدرة على استخدام الأدوات الرقمية الحديثة من تطبيقات الانترنت الى الذكاء الاصطناعي مرورًا بقواعد البيانات الضخمة والأمن السيبراني، وكما يرى سموه فإن هذه المهارات الرقمية من شأنها منح الشباب القدرة على العمل بفعالية في مجالات متنوعة مثل البرمجة، التسويق الرقمي، تحليل البيانات، والتصميم الجرافيكي وغيرها مما يفتح أمامهم أبوابًا واسعة للفرص في سوق العمل المحلي والإقليمي والعالمي، وعليه فإن تعلم المهارات الرقمية لم يعد مجرد خيارا بل إنه صار مسألة حيوية لضمان النجاح المهني والتفوق في عالم يشهد تغيرات سريعة في كل المجالات.
من الواضح إذن أن الدولة الأردنية تفكر بصوت عالٍ وتدرك أهمية التحول الرقمي العالمي، ومن هنا وبمنتهى التناغم مع توجيهات ورسائل جلالة الملك وسمو ولي العهد للعمال في عيدهم، كانت توجهات الحكومة الأردنية التي رأت بضرورة التوسع في الخطط والبرامج الموجهة لخدمة فئة الشباب والعمال من أجل رفع مهاراتهم، الأمر الذي حدا بها لزيادة مخصصات مثل هذه البرامج التي تعد نافذة ضرورية لإعداد شباب الوطن للمستقبل التقني وإتاحة المجال أمامهم لغايات الإفادة من الفرص التي ينتجها الذكاء الاصطناعي باعتبارهم الفئة الأقدر على فهم التعامل مع الرقمنة واستيعاب مفرداتها المتجددة.
في هذه المناسبة حريٌّ بنا إعادة لتذكير والحديث حول موضوع غاية في الأهمية ألا وهو التعليم والتدريب المهني والتقني باعتباره أحد أبرز الأولويات التي كانت وما زالت تندرج ضمن رؤى وتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني حيث أكد جلالته وفي أكثر من مناسبة على ضرورة منح الأولوية لإنشاء مدارس التعليم والتدريب المهني والتقني والتوسع في فرص التعليم المهني والتقني في الجامعات لأهميته في التنمية الاقتصادية، الأمر الذي كان وما زال يتطلب إعداد وتجهيز الخطط المدروسة لاستحداث تخصصات جامعية جديدة لاستيعاب خريجي التعليم المهني والتقني وتطوير المهارات للشباب بما يسهم في تأهيلهم لمتطلبات سوق العمل، باعتبار ذلك ركيزة أساسية لتنمية القطاعات الإنتاجية وتعزيز النمو والتنمية الاقتصادية، وفي هذا الصدد نؤكد على أن تحديات البطالة تتطلب بذل المزيد من الجهود لتنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي، والبرامج المنبثقة عنها لتوليد فرص عمل جديدة تستهدف الشباب، وتحقق لهم التمكين الاقتصادي وتنهض بواقعهم الاجتماعي الأمر الذي يتطلب ضرورة التنسيق مع القطاع الخاص بهدف تحفيز الاقتصاد الوطني لتوليد فرص عمل جديدة.
وفي عيد العمال لا تفوتنا الإشادة بالمرأة الأردنية وإنجازاتها ودورها الفاعل في المجتمع، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية تعزيز تمكين المرأة في مختلف المجالات، ولطالما كانت المرأة الأردنية محط اهتمام القيادة الهاشمية، حيث حرص جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، على تمكينها وتعزيز دورها في المجتمع. ففي العديد من اللقاءات الميدانية والإعلامية، أكد جلالته على أهمية دور المرأة الأردنية، قائلا: "المرأة الأردنية هي عماد مجتمعنا"، وهو تصريح يعكس مدى إيمان جلالته بحجم دور المرأة وأهميته في بناء الوطن، ومن هنا جاء التركيز على أولوية مشاركة المرأة الفاعلة في مسارات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري لأن إحراز أي أن تقدم في الأردن لا يمكن أن يتحقق دون حضور المرأة كشريك أساسي في التنمية.
في عيد العمال وقفة جادة مع النفس لتأكيد العمل الوطني الجماعي والتنسيق الواحد المشترك بين مختلف الهيئات والقطاعات الرسمية لتعزيز الوحدة الوطنية خلف قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني لتنفيذ الخطط والمشاريع ذات الجدوى الهادفة إلى تحقيق أعلى مستويات الإنتاج والتنمية ، وعلية فان عيد العمال محطة من محطات الوقوف والتأمل يحتم علينا مضاعفة العطاء والبذل من كل موقع صغر أو كبر لترجمة حجم الآمال التي تستودعها القيادة في الشعب ليبقى الأردن بمستوى دورة العربي والإسلامي المرجو قاعدة للحق والتضحية والإخلاص ومقياسا للصدق والثبات والالتزام.