شريط الأخبار
الأعيان يقر صيغة الرد على خطاب العرش الأردن يرسخ مكانته مركزا إقليميا لصناعة الألعاب الإلكترونية هيئة الإعلام تعمم بحظر النشر بقضية موظف دائرة الآثار العامة النائب الرياطي يسال رئيس الوزراء عن نقل مدربي محطات المعرفة الاميرة أية بنت فيصل تحضر مباراة كرة الطائرة بين الأردن وهونغ كونغ في بطولة آسيا للناشئات ( صور ) الهيئة الخيرية الأردنية توزع وجبات طعام ساخنة و1000 طرد غذائي في قطاع غزة منتدى التواصل الحكومي يستضيف أمين عام وزارة التربية والتعليم السلط وكفرنجة يلتقيان الثلاثاء في نهائي كأس الأردن لكرة اليد البطاطا والخيار بـ25 قرش في السوق المركزي اليوم أعمال صيانة وتخطيط على طريق العدسية–ناعور باتجاه الشونة وتنبيهات للسائقين ارتفاع أصول صندوق استثمار الضمان إلى 18 مليار دينار بنمو 1.7 مليار خلال 2025 تحويل مستحقات معلمي التعليم الإضافي والمسائي والمخيمات ورياض الأطفال للبنوك ارتفاع أسعار الذهب في الأردن 40 قرشًا وعيار 21 يسجل 81.70 دينارًا بيرس مورغان يكشف أول سر من مقابلته المنتظرة مع كريستيانو رونالدو عذبها زوجها وحبسها بالحمام.. وفاة ثلاثينية بسبب التعذيب في الزرقاء سوريا.. إصابات في هجوم مركّب على مقر عسكري الذهب يستعيد بريقه ويصعد مع بداية الأسبوع أرني سلوت يعلق على إنجاز محمد صلاح بعد هدفه أمام أستون فيلا عاجل زخات مطرية متوقعة على مناطق في المملكة اليوم شرطة الاحتلال تعتقل المدعية العسكرية الإسرائيلية

القدس في عيون الكركيين: إرث التاريخ ونداء الواجب بقلم الدكتور محمد حسن الطراونة عضو مجلس نقابة الأطباء

القدس في عيون الكركيين: إرث التاريخ ونداء الواجب  بقلم الدكتور محمد حسن الطراونة  عضو مجلس نقابة  الأطباء
القدس في عيون الكركيين: إرث التاريخ ونداء الواجب

بقلم الدكتور محمد حسن الطراونة
عضو مجلس نقابة الأطباء

من على ربوة الكرك الشماء، حيث شموخ الحصن الأبي يحاكي عراقة التاريخ، تتجه الأنظار والقلوب صوب مدينة القدس، درة التاج ومهوى الأفئدة. ليست العلاقة بين هاتين المدينتين مجرد جوار جغرافي أو صلة عابرة، بل هي وشائج عميقة نسجتها خيوط التاريخ المشترك، وتعمّدت بدماء الأبطال الذين دافعوا عن ثرى هذه الأرض المقدسة.

في منعطفات التاريخ الحاسمة، حين كانت قوى الغزو تطمع في القدس، كان للكرك ورجالها موقف لا يقلّ صلابة عن أسوارها. يتردد في أزقة الذاكرة صدى موقف القائد الفذ صلاح الدين الأيوبي، الذي أدرك ببصيرته النافذة أن تحرير القدس يمرّ عبر تأمين ظهرها وحماية محيطها. حين عُرضت عليه تسويات تقايض بين القدس والكرك، جاء جوابه قاطعًا مدويًا: "لا القدس ولا الكرك". لم يكن هذا الرفض نابعًا من تجاهل لأهمية الكرك الاستراتيجية، بل من إيمان راسخ بأن القدس هي البوصلة والغاية، وأن أي تنازل عنها هو تفريط في جوهر الصراع.

لقد تجسدت حكمة صلاح الدين في خطوات عملية حاسمة. بدأ بتطهير المنطقة وتأمينها، فكان فتح الكرك مقدمة ضرورية لفتح القدس. لم يكن هذا التسلسل مجرد تكتيك عسكري، بل رؤية استراتيجية عميقة تفهم الترابط العضوي بين المدينتين في سياق المواجهة الحضارية.
فالكرك، بحصانتها ورجالها الأشداء، كانت تمثل خط الدفاع المتقدم عن القدس، وسقوطها كان سيفتح الطريق أمام الغزاة لترسيخ أقدامهم في قلب الأرض المقدسة.
واليوم، يستحضر الكركيون هذا الإرث التاريخي العظيم وهم ينظرون إلى القدس الجريحة. لم يغب عن بالهم يومًا أن قضية القدس ليست مجرد صراع على أرض، بل هي صراع على الهوية والذاكرة والمقدسات. إنهم يرون في صمود أهل القدس امتدادًا لصلابة أجدادهم الذين رابطوا على ثغور هذه الأرض، ويستشعرون في معاناتهم جرحًا غائرًا في الوجدان العربي والإسلامي.

تتجلى هذه المشاعر في صور شتى؛ في مجالسهم وندواتهم، في فعالياتهم التضامنية، وفي دعواتهم الصادقة بأن يعود للقدس ألقها العربي والإسلامي. إنهم يؤمنون بأن تحرير القدس ليس مجرد حلم بعيد المنال، بل هو واجب تمليه عليهم مسؤوليتهم التاريخية والدينية والإنسانية.
إن نظرة الكركيين إلى القدس ليست مجرد تعاطف عابر، بل هي نظرة عميقة الجذور، تستمد قوتها من تاريخ مشترك حافل بالتضحيات والبطولات. إنهم يرون في القدس رمزًا للصمود والعزة، وقضيتها هي قضيتهم، وأملهم بتحريرها هو أملهم بمستقبل أكثر عدلاً وسلامًا لمنطقتنا. فكما كانت الكرك سندًا للقدس في الماضي، ستبقى عيون الكركيين شاخصة نحوها، وقلوبهم نابضة بحبها، حتى يتحقق النصر ويعود الحق إلى نصابه.