شريط الأخبار
تغييرات وتعيينات متوقعه في مواقع مهمة منها الامن العام ..قريبآ بدء مهلة الـ72 ساعة لإطلاق سراح المحتجزين لدى حماس وزير الخارجية يبحث مع نظيره البرتغالي تطورات الأوضاع في غزة الأردن يرحب بتبني المجلس التنفيذي لليونسكو قرارات بالإجماع بشأن مدينة القدس وأسوارها نتنياهو: القوات الإسرائيلية ستبقى في غزة .. والحرب لم تنته بعد مندوبًا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يشارك في تشييع جثمان الشاب فواز أبو تايه عاجل : وزير الصحة يتواصل مع والد الشاب "سند القويدر " إسرائيل تعلن دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ الليلة الأولى بدون حرب منذ عامين .. كيف قضاها الغزيون؟ منح نوبل للسلام إلى زعيمة المعارضة الفنزويلية مارينا ماشادو الشيباني يصل لبنان في أول زيارة لمسؤول سوري كبير منذ سقوط الأسد عزل رئيسة البيرو .. وزعيم الكونغرس يؤدي اليمين خلفا لها المسارات السياحية في عجلون.. رافد حيوي لتنشيط السياحة الداخلية أسعار النفط تهبط وسط تراجع توترات الشرق الأوسط اختتام فعاليات النسخة الرابعة عشرة من مسابقة المحارب أجواء مستقرة ولطيفة في أغلب المناطق الأردن يؤكد ضرورة الالتزام باتفاق وقف النار في غزة وإنهاء الحرب ترامب: سأتوجه إلى مصر لحضور توقيع اتفاق غزة 4 شهداء وعشرات المفقودين والجرحى في قصفٍ منزلٍ بغزة وزير الثقافة يرعى حفل تخريج طلبة مركز الفنون بمسرح مركز الحسن الثقافي

القدس في عيون الكركيين: إرث التاريخ ونداء الواجب بقلم الدكتور محمد حسن الطراونة عضو مجلس نقابة الأطباء

القدس في عيون الكركيين: إرث التاريخ ونداء الواجب  بقلم الدكتور محمد حسن الطراونة  عضو مجلس نقابة  الأطباء
القدس في عيون الكركيين: إرث التاريخ ونداء الواجب

بقلم الدكتور محمد حسن الطراونة
عضو مجلس نقابة الأطباء

من على ربوة الكرك الشماء، حيث شموخ الحصن الأبي يحاكي عراقة التاريخ، تتجه الأنظار والقلوب صوب مدينة القدس، درة التاج ومهوى الأفئدة. ليست العلاقة بين هاتين المدينتين مجرد جوار جغرافي أو صلة عابرة، بل هي وشائج عميقة نسجتها خيوط التاريخ المشترك، وتعمّدت بدماء الأبطال الذين دافعوا عن ثرى هذه الأرض المقدسة.

في منعطفات التاريخ الحاسمة، حين كانت قوى الغزو تطمع في القدس، كان للكرك ورجالها موقف لا يقلّ صلابة عن أسوارها. يتردد في أزقة الذاكرة صدى موقف القائد الفذ صلاح الدين الأيوبي، الذي أدرك ببصيرته النافذة أن تحرير القدس يمرّ عبر تأمين ظهرها وحماية محيطها. حين عُرضت عليه تسويات تقايض بين القدس والكرك، جاء جوابه قاطعًا مدويًا: "لا القدس ولا الكرك". لم يكن هذا الرفض نابعًا من تجاهل لأهمية الكرك الاستراتيجية، بل من إيمان راسخ بأن القدس هي البوصلة والغاية، وأن أي تنازل عنها هو تفريط في جوهر الصراع.

لقد تجسدت حكمة صلاح الدين في خطوات عملية حاسمة. بدأ بتطهير المنطقة وتأمينها، فكان فتح الكرك مقدمة ضرورية لفتح القدس. لم يكن هذا التسلسل مجرد تكتيك عسكري، بل رؤية استراتيجية عميقة تفهم الترابط العضوي بين المدينتين في سياق المواجهة الحضارية.
فالكرك، بحصانتها ورجالها الأشداء، كانت تمثل خط الدفاع المتقدم عن القدس، وسقوطها كان سيفتح الطريق أمام الغزاة لترسيخ أقدامهم في قلب الأرض المقدسة.
واليوم، يستحضر الكركيون هذا الإرث التاريخي العظيم وهم ينظرون إلى القدس الجريحة. لم يغب عن بالهم يومًا أن قضية القدس ليست مجرد صراع على أرض، بل هي صراع على الهوية والذاكرة والمقدسات. إنهم يرون في صمود أهل القدس امتدادًا لصلابة أجدادهم الذين رابطوا على ثغور هذه الأرض، ويستشعرون في معاناتهم جرحًا غائرًا في الوجدان العربي والإسلامي.

تتجلى هذه المشاعر في صور شتى؛ في مجالسهم وندواتهم، في فعالياتهم التضامنية، وفي دعواتهم الصادقة بأن يعود للقدس ألقها العربي والإسلامي. إنهم يؤمنون بأن تحرير القدس ليس مجرد حلم بعيد المنال، بل هو واجب تمليه عليهم مسؤوليتهم التاريخية والدينية والإنسانية.
إن نظرة الكركيين إلى القدس ليست مجرد تعاطف عابر، بل هي نظرة عميقة الجذور، تستمد قوتها من تاريخ مشترك حافل بالتضحيات والبطولات. إنهم يرون في القدس رمزًا للصمود والعزة، وقضيتها هي قضيتهم، وأملهم بتحريرها هو أملهم بمستقبل أكثر عدلاً وسلامًا لمنطقتنا. فكما كانت الكرك سندًا للقدس في الماضي، ستبقى عيون الكركيين شاخصة نحوها، وقلوبهم نابضة بحبها، حتى يتحقق النصر ويعود الحق إلى نصابه.