
دكتور جاسم الياقوت- نائب رئيس إتحاد الإعلاميين العرب
في مشهد يجسد مكانة المملكة العربية السعودية المتنامية على الساحة الدولية ويؤكد احترافيتها في التعامل مع الأحداث الكبرى أعلنت وزارة الإعلام عن إقامة "واحة الإعلام”، بالتعاون مع برنامج جودة الحياة، بالتزامن مع زيارة فخامة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترمب، إلى الرياض
وتأتي هذه الزيارة لتبرز عمق العلاقات التاريخية بين المملكة والولايات المتحدة، وتسلّط الضوء على التطورات والتحولات الطموحة التي تشهدها المملكة ضمن رؤيتها 2030.
وتمتد "واحة الإعلام”، التي تُقام في منطقة "الصالات الرياضية الخضراء” بمدينة الرياض خلال الفترة من 13 إلى 14 مايو، على مساحة 2000 متر مربع، وقد جُهزت بأحدث التقنيات لتكون منصة متكاملة للإعلاميين من داخل المملكة وخارجها. ويُتوقع أن تستقبل أكثر من 2500 إعلامي محلي ودولي، ما يعكس الجاذبية الإعلامية التي باتت تتمتع بها المملكة، وقدرتها على تنظيم وتنسيق التغطيات الإعلامية وفق أعلى المعايير العالمية.
خبرات متراكمة
لطالما أثبتت المملكة العربية السعودية براعتها في استقبال كبار القادة، وتنظيم الفعاليات المصاحبة لهذه الزيارات بما يعكس ثقلها السياسي والاقتصادي والثقافي. وتأتي "واحة الإعلام” كتجسيد لهذه الخبرة المتراكمة، حيث توفر منصة إعلامية احترافية، متكاملة الخدمات، تُسهم في نقل صورة حية ومشرفة عن المملكة وتحولاتها الراهنة.
إن إقامة هذا الحدث ليست سوى واحدة من حلقات سلسلة طويلة من الإنجازات التي تعكس جاهزية المملكة ومرونتها في التعامل مع المحافل الدولية. فالمملكة، التي سبق أن استضافت قممًا عالمية، مثل قمة العشرين في 2020، تمتلك بنية تحتية إعلامية وتنظيمية قادرة على استيعاب أي حدث، مهما بلغ حجمه وأهميته.
رؤية إعلامية تُواكب 2030
تعكس "واحة الإعلام” الطموح الكبير الذي تتبناه وزارة الإعلام لتطوير العمل الإعلامي السعودي، وتحديث أدواته بما يتماشى مع رؤية 2030، التي تسعى إلى بناء وطن طموح، واقتصاد مزدهر، ومجتمع حيوي. فالمعرض الذي يوثق 90 عامًا من العلاقات السعودية الأمريكية، والمنطقة التي تسلط الضوء على المشروعات التحولية في المملكة، ومناطق الاستوديوهات الإعلامية المجهزة بأحدث المعدات، كلها شواهد على مدى إدراك المملكة لدور الإعلام في نقل الصورة الحقيقية لما يحدث على أرضها من تطور ونمو.
كما أن تخصيص مناطق خاصة لوسائل الإعلام الدولية يعكس الرغبة الجادة في الانفتاح على العالم، وتقديم المملكة بصورتها الواقعية: دولة شابة، طموحة، تحترم تاريخها وتستشرف مستقبلها بثقة.
تعزيز القوة الناعمة للمملكة
لا شك أن "واحة الإعلام” تُمثل رافدًا مهمًا من روافد القوة الناعمة السعودية، فهي ليست فقط مناسبة لنقل مجريات زيارة رئيس دولة عظمى، بل هي أيضًا فرصة لإبراز القيم السعودية، وتسليط الضوء على المشروعات المشتركة التي تؤسس لشراكة استراتيجية طويلة الأمد بين الرياض وواشنطن.
ومن خلال المعارض المصاحبة، مثل معرض العلاقات الثنائية ومعرض المشروعات المشتركة، تعيد المملكة صياغة خبراتها الإعلامية بذكاء ودبلوماسية، مؤكدة أنها شريك دولي مؤثر، قادر على استثمار الإعلام في بناء الجسور وتعزيز التواصل بين الشعوب.
واحة الإعلام… عنوان الاحتراف السعودي
إن إعلان وزارة الإعلام عن "واحة الإعلام” في هذا التوقيت الحساس ليس مجرد فعالية إعلامية، بل هو رسالة واضحة إلى العالم مفادها أن المملكة تمتلك من الكفاءات والموارد ما يؤهلها لقيادة المشهد الإعلامي في المنطقة. إنها تجربة متكاملة، تثبت أن السعودية لا تنتظر الأحداث لتتفاعل معها، بل تصنع الحدث، وتُحسن روايته، وتُبدع في إيصاله للعالم بلغة يفهمها الجميع: لغة المهنية والاحتراف.
ولاشك أن هذا اللقاء يمثل فرصة ثمينة لتبادل إعلامي عالمي احترافي، يجمع بين وسائل الإعلام السعودية والعربية والخليجية من جهة، والإعلام الأمريكي والدولي من جهة أخرى، في تغطية نوعية تسلط الضوء على عمق الشراكة بين البلدين، وأهمية الدور السعودي في الساحة الدولية.
كما يُعد هذا الحدث مناسبة استراتيجية لاستثمار الحضور الإعلامي العالمي من خلال تسليط الضوء على التقدم التقني والتكنولوجي الكبير الذي أحرزته المملكة في مجالات الإعلام الرقمي، وتقنية المعلومات، والذكاء الاصطناعي. ويؤكد هذا التقدم قدرة الإعلام السعودي على مواكبة أهم الأحداث الدولية، بل والمساهمة في صياغة سردها الإعلامي على المستوى العالمي.
إننا كإعلاميين سعوديين وعرب وخليجيين ، أمام مسؤولية وفرصة تاريخية لنقل صورة مشرفة عن قدراتنا، وتعزيز مكانة الإعلام العربي في صناعة الرأي العام العالمي، في لقاء يتابعه الملايين من شعوب الأرض باهتمام بالغ.