
القلعة نيوز- بقلم: إسراء امضيان الدهيسات
في لحظةٍ يزهو بها الحَرف وتخفق لها قلوب المُحبّين للثّقافة والفِكر، نَزفُّ أصدقُ التّهاني والتّبريكات للأستاذة عروبة الشمايلة بمناسبة صدور القرار بتعيينها مديرًا عامًا للمكتبة الوطنية، وهي التي ما زالت تحمل مشعل الثّقافة وهي في موقعها مديرًا لثقافة محافظة الكرك، بكل ما يحمله هذا المنصب من ثقل وأمانة ورسالة.
عروبة ليست مُجرّد اسم في سِجلّ الوظائف، بلْ هي روح ثقافية نابضة، صديقة للكتاب والمكتبة، رفيقة الحرف والقلم، وملهمة لكلّ مَنْ آمن بأنّ الثّقافة ليست تَرفًا؛ بلْ حاجة وضرورة. فازت عروبة... نعم، لأنها كانت دومًا في صَفِّ الحالمين، تُصغي للشّباب قبل الشّيوخ، وتفتح قلبها لأحلام الأطفال قبل كلمات اليافعين، تؤمن أنّ في كلّ فِكرةٍ بذرةٍ نهضة، وفي كلّ حُلمٍ بدايةٍ لمستقبل أكثر إشراقًا.
من بين جدران "قصر الكرك للثّقافة" الذي تحوّل في عهدها من مبنى إلى صرح ثقافي شامخ، استطاعت عروبة أن تنسج من الأمل واقعًا، ومن الجهد مسارًا، ومن الإيمان بالنّاس قوّةً جعلت للمكان روحًا لا تُنسى.
ليست من أولئك الذين يَكتَفون بجمال المكاتب ولا بزخرفة العناوين؛ بل هي ابنة الميدان، تمشي بين الناس، تُشاركهم الأفكار والتّحدّيات، تُؤمن أنّ القائد الحقيقيّ لا يُقاس بموقعه خلف المكتب، بلْ بقُدرته على استنشاقِ طموحات الناس من هواء الشارع وأزقة المدينة، وهذا ما كانت وما زالت تُجسّده الأستاذة عروبة بكلِّ صدقٍ وبَساطةٍ واحتراف.
نُبارك لكِ يا صاحبة الرُّؤية والصّوت الهادئ والفعل العميق. فأنتِ لا تُديرين منصبًا فحسب، بل تُديرين أملاً، وترعين بذور الإبداع في وطنّ يستحقّ أمثالك، واثقون أنكِ سَتُحوّلين المكتبة الوطنية إلى رئةٍ فِكريّةٍ جديدة، تُنعش الثّقافة الأردنية، وتُبقي على وَهجِها في زمنٍ يحتاج إلى نور القلم أكثر من أي وقت مضى.
مُبارك من القلب... ومزيدًا من العطاء والتميّز.. عروبتنا المُقدّرة والغالية.