شريط الأخبار
اللجنة العليا لمهرجان جرش تناقش مفردات البرنامج الثقافي والفني المخرج الأردني" جلال طعمه " يبرق لوزير الثقافة "مصطفى الرواشدة" رسالة عنوانها المحبة والامتنان "وزارة الثقافة" تعلن عن مواقع احتفالات الأردن بعيد الاستقلال الـ79 / تفاصيل نفاع تؤكد الدور القيادي للمرأة في المؤسسات التعليمية المنطقة العسكرية الشرقية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة باستخدام طائرة مسيرة القوات المسلحة الأردنية تنعى شهداء القوات الجوية المصرية أورنج الأردن تعقد شراكة مع النجمين الأردنيين موسى التعمري ويزن النعيمات ابو علي: مرحلة ثانية للرقابة على مصانع انتاج السجائر والمشروبات الكحولية وفد وزاري برئاسة وزير الخارجية يصل إلى دمشق الاتحاد الأوروبي يوافق على رفع كل العقوبات عن سوريا "الأمن العام" و"الأحوال المدنية" يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون والتنسيق وتجويد الخدمة قريبا تعديل وزاري على حكومة حسان .. دمج وتبادل حقائب ... أبرز الأسماء المتوقعة لتَترك الرابع .. وتغييرات في التلفزيون الاردني وهيئة تنشيط السياحة وامانة عمان قناة ولي العهد تنشر فيديو جديد من خدمته العسكرية أنشيلوتي يخلط الأوراق بأول قائمة مسربة له مع البرازيل أجواء معتدلة اليوم وغداً وحارّة الخميس أردنيون في لندن يحتجون على "ميدل إيست آي" دفاعاً عن الهيئة الخيرية الهاشمية استقرار أسعار الذهب في الأردن اليوم الثلاثاء السفير الأميركي الجديد لدى فرنسا.. "نسيب ترامب" ومتهرب من الضرائب اتحاد العمال يعقد ورشة عمل لمناقشة خطة الاتصال "شركات التخليص": إنجاز 348562 معاملة بالثلث الأول من العام الحالي

تحالف المال والسيادة... الخليج يصوغ شرقاً أوسطياً جديداً والكيان الصهيوني خارج الحسابات

تحالف المال والسيادة... الخليج يصوغ شرقاً أوسطياً جديداً والكيان الصهيوني خارج الحسابات
القلعة نيوز:

أحمد عبدالباسط الرجوب

في ظل تحولات جيواستراتيجية واقتصادية عالمية غير مسبوقة، شكّلت الزيارة الأخيرة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى السعودية وقطر والإمارات (13–16 مايو/أيار 2025) نقطة تحوّل في إعادة تشكيل خارطة النفوذ في الشرق الأوسط. زيارةٌ غاب عنها الكيان الصهيوني بشكل لافت، رغم استمرار الحرب في غزة، ما طرح تساؤلاتٍ عن موقعه في الاستراتيجية الأمريكية الجديدة، في مقابل بروز الخليج كلاعبٍ اقتصادي وسياسي محوري.

(1)
الخليج مركز الثقل: لماذا تتغير أولويات واشنطن؟
زيارة ترامب لم تكن بروتوكولية، بل حملت رسائل استراتيجية واضحة في اتجاهات عدة:

احتواء تداعيات الحرب في غزة من خلال ضغط غير مباشر على الكيان الصهيوني عبر الحلفاء الخليجيين.

تمكين دول الخليج من لعب دور الوسيط في المفاوضات الدولية، خصوصاً بين روسيا والغرب.

إعادة تعريف التحالفات الأمريكية في المنطقة، بحيث يتحول الخليج إلى الشريك الأول، بدلاً من الاعتماد الأحادي على الكيان الصهيوني.

(2)
الرسالة الصامتة للكيان الصهيوني: دبلوماسية التجاهل
تجاهل ترامب لتل أبيب لم يكن عرضياً، بل فسّرته دوائر دبلوماسية بأنه "صفعة ناعمة" لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الرافض لوقف الحرب. وتشير تحليلات إلى أن واشنطن تعيد ضبط بوصلة تحالفاتها في المنطقة، مستعيضةً عن التورط في الأزمات الإسرائيلية بتعزيز شراكات اقتصادية واستراتيجية أكثر استقراراً مع دول الخليج.

(3)
صفقات تريليونية أم أرقام مُضخّمة؟ قراءة في الواقع
على الرغم من الإعلان عن صفقات بقيمة 2.1 تريليون دولار، فإن التدقيق في الأرقام يُظهر أن القيمة الفعلية لا تتجاوز 730 مليار دولار، موزعة كما يلي:

صفقات عسكرية (250 مليار دولار)

أبرزها توريد مقاتلات وأنظمة دفاع جوي للسعودية (142 مليار دولار).

دعم القدرات البحرية للإمارات وقطر.

استثمارات خليجية في الاقتصاد الأمريكي (180 مليار دولار)

موجهة للبنية التحتية، والذكاء الاصطناعي، وشركات التكنولوجيا.

مشاريع أمريكية في الخليج (160 مليار دولار)

تشمل الطاقة المتجددة والمناطق الاقتصادية، كمدينة "نيوم".

مذكرات تفاهم غير ملزمة (140 مليار دولار)

الصفقات تعكس تحالف مصالح لا أكثر: الخليج يموّل، وأمريكا تفتح الأسواق والتقنيات، في تبادل يحكمه منطق الربح والمصالح المتبادلة. ويبقى السؤال: هل هذه استثمارات لشراء النفوذ الأمريكي، أم بداية لمرحلة خليجية أكثر استقلالاً عن المحاور التقليدية؟

(4)
الخليج على الحبال الدولية: توازن دقيق
تلعب دول الخليج دوراً متقدماً في موازنة العلاقات مع القوى الكبرى:

أمريكا: شراكة أمنية وتكنولوجية متينة.

الصين وروسيا: تعاون استثماري متسارع في الطاقة والبنى التحتية.

الورقة الخليجية: تُستخدم للضغط على ملفات مثل حقوق الإنسان والتطبيع، من دون تقديم تنازلات مجانية.

هذا التوازن يمنح الخليج موقعاً تفاوضياً غير مسبوق في معادلات السياسة الدولية.

(5)
ردود الفعل: غضب الكيان الصهيوني وقلق إيراني
الكيان الصهيوني: صحف عبرية وصفت الزيارة بأنها "طعنة في الظهر"، بينما دعا محللون نتنياهو إلى مراجعة سياساته.

إيران: أدانت الزيارة بوصفها "تحالف خنجر"، معتبرةً أن واشنطن تسعى لتطويق طهران عبر المال الخليجي.

الدول العربية: تباين في المواقف بين مرحب (كمصر والعراق)، ومتحفظ (كالأردن)، وسط تنامي القلق من تهميش القضية الفلسطينية.

(6)
المخاطر والتحديات: ما بعد الوعود
اقتصادياً: تراجع أسعار النفط أو أزمات جيوسياسية قد تُجهض الصفقات.

سياسياً: ضغوط الكونغرس قد تعرقل صفقات تكنولوجية حساسة.

استراتيجياً: أي تفاهم أمريكي–إيراني مستقبلي قد يُربك معادلات الخليج الأمنية.

(7)
الخلاصة: الخليج يُحدّد مستقبل المنطقة
كشفت زيارة ترامب عن مشهد إقليمي جديد تتصدره القوى الخليجية:

الخليج لم يعد تابعاً، بل شريكاً مقرِّراً في صياغة السياسات الإقليمية.

الكيان الصهيوني خارج الأولويات الأمريكية الحالية، ولو لم يُستبعد كلياً.

الدول التقليدية كالأردن ومصر مطالبة بتجديد أدوارها، عبر الاستثمار في الابتكار والدبلوماسية، وإلّا ستُهمّش في النظام الناشئ.

في نهاية المطاف، يبدو أن المال الخليجي بات هو البوصلة التي تتحرك على هديها القوى العظمى. أما الكيان الصهيوني، فمضطر لمراجعة حساباته في ظل عزلةٍ متصاعدة. فهل نشهد شرقاً أوسطياً أكثر توازناً، أم مرحلةً جديدة من صراعات النفوذ؟ الخليج يمتلك الإجابة، والزمن سيحكم.

باحث ومخطط استراتيجي