
القلعة نيوز- حين يرفرف العلم الأردني فوق منصات التتويج، ويعلو صوت النشيد الوطني، لا يكون الأمر مجرد احتفال سنوي يتكرر، بل هو تجسيد حي لمعنى الاستقلال الذي صنعه الآباء وأعادت ترجمته الأجيال عبر كل ميادين الحياة.
ففي الرياضة الأردنية، حيث تُصنع لحظات الفخر والتحدي، يحمل كل لاعب ومسؤول نبض الوطن في قلبه، مستعيدا بحس وطني راسخ، قيم الحرية والانتماء.
وعلى الميدان الرياضي، حيث لا مجال إلا للجهد والولاء، يصبح الاستقلال حكاية تُروى بلغة العَرق، والانتصار، والانتماء.
ففي ذكرى الاستقلال، تحدث لاعبون ومسؤولون رياضيون لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) عن معاني الولاء والانتماء، مؤكدين كيف تحولت الملاعب إلى منابر للعزة والتاريخ.
وقال العين محمد داودية، رئيس لجنة الإعلام والتوجيه الوطني في مجلس الأعيان، "إن الرياضة الأردنية اليوم ليست مجرد إنجازات عابرة، بل هي أحد أبهى تجليات الاستقلال، ورمز حي لتجاوز التحديات والانطلاق نحو منصات العزة والكرامة".
وتابع "ها نحن نحتفل بعيد الاستقلال المجيد، وأبصارنا تلاحق اسم الأردن الرياضي وهو يسطع في الميادين العالمية، حيث أصبحنا رقما صعبا، ونثق بأن فرقنا هي حصان السباق الأبيض الذي لا يعرف التوقف رغم الحواجز، وخاصة منها المادية".
وأضاف "أن رياضيي الأردن يواصلون التقدّم، مؤمنين بأن راية الوطن أغلى من كل عائق، وأن صوت الوطن يجب أن يُسمع في كل مضمار".
وشدد داودية على أن هذا المسار الصاعد لم يكن ليكون لولا الرعاية الهاشمية المستمرة، من جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحسين، على خطى الراحل الكبير الملك الحسين، الذي رفع الرياضة إلى مكانتها الرفيعة بين الأمم، مشيرا إلى الثقة بالرياضيين الأردنيين، حيث أنهم في كل ميدان يرسخون معنى الاستقلال... استقلال الإرادة، والهوية، والقدرة على الإنجاز رغم كل شيء.
بدوره، عبّر نائب سمو الأمير فيصل في اللجنة الأولمبية، جهاد قطيشات، عن فخره بمسيرة الدولة الأردنية منذ إعلان الاستقلال في 25 أيار 1946، مؤكدًا أن مسيرة بناء الدولة انطلقت منذ ذلك الحين، وكانت الرياضة جزءًا مهمًا من هذا المشروع الوطني.
وأوضح أن القيادة الهاشمية، ومنذ عهد الملك المؤسس عبدالله الأول، أولت اهتمامًا كبيرًا بالشباب والرياضة، حيث تم إنشاء الملاعب والأندية وتوفير بيئة داعمة لتطوير المهارات والقدرات، لتصبح الرياضة تعبيرًا حيًا عن طموحات الاستقلال وبناء الإنسان الأردني.
وأضاف قطيشات أن هذا الدعم استمر بشكل واضح في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، حيث أكّد جلالته في توجيهاته المتكررة أهمية رعاية الشباب والرياضيين، وتوفير البنية التحتية اللازمة لهم بما يضمن تطورهم وارتقاءهم بالمستوى الوطني والدولي.
وبيّن أن الإرادة الملكية بفصل الرياضة عن قطاع الشباب عام 2003، وإسناد الشأن الرياضي إلى اللجنة الأولمبية برئاسة سمو الأمير فيصل بن الحسين، كانت خطوة مفصلية نحو تنظيم وتطوير العمل الرياضي بأسلوب مؤسسي وفعّال.
وقال "ونحن نحتفل اليوم بعيد الاستقلال الـ79، نعتز بما حققته الرياضة الأردنية من إنجازات، سواء على المستوى المحلي أو العالمي، حيث أصبح أبطالنا يمثلون الوطن بكل فخر في مختلف المحافل الدولية، لترفرف راية الأردن عاليًا، ونثبت من خلالهم أن الاستقلال ليس محطة زمنية فقط، بل هو مسيرة مستمرة من العطاء والإنجاز، والرياضة إحدى أبرز صورها".
من جهته، قال العين سليم خير، رئيس نادي شباب الأردن، إن عيد الاستقلال يحمل رمزية وطنية كبيرة، نستحضر من خلالها مسيرة الكفاح التي أرست دعائم الدولة الأردنية الحديثة، ورسّخت في الوجدان الوطني قيم العزة والكرامة.
وأوضح أن هذه المناسبة الغالية تذكّرنا بالتضحيات التي بُذلت في سبيل بناء وطن قوي ومتماسك، يقوم على مبادئ السيادة والكرامة والانتماء.
وأضاف أن الاستقلال لم يكن محطة سياسية عابرة، بل شكّل انطلاقة حقيقية لمسيرة تطور شاملة امتدت إلى مختلف القطاعات، وعلى رأسها الرياضة، التي باتت اليوم واحدة من أبرز وجوه الإنجاز الوطني.
وبيّن أن ما نشهده اليوم من تقدم رياضي وإنجازات نوعية ما هو إلا ثمرة لسنوات من العمل والتخطيط والتكامل بين المؤسسات والقيادة.
وأكد خير أن النجاحات التي يحققها الرياضيون الأردنيون في المحافل الدولية تُجسّد روح الاستقلال بكل معانيها، وتعكس الإصرار والعزيمة التي يتحلّى بها أبناء الوطن وهم يرفعون راية الأردن عاليًا في مختلف الميادين.
وأشار إلى أن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا الدعم الكبير والمتواصل من جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي يولي الرياضة والرياضيين اهتمامًا خاصًا، إيمانًا منه بدورهم في تمثيل الأردن بصورة مشرّفة على الساحة الدولية.
من جانبه، قال نجم المنتخب الوطني لكرة القدم سابقًا، الكابتن جريس تادرس، إن عيد الاستقلال يُعد محطة وطنية نستحضر فيها عُمق الانتماء ومعنى العطاء، وهو اليوم الذي نُجدد فيه العهد بأن نبقى أوفياء لوطنٍ بُني بالتضحيات، وترسخت قيمه بالعمل والوفاء.
وبيّن تادرس أن روح الاستقلال لا تقتصر على السياسة أو التاريخ، بل تسري في تفاصيل حياة الأردنيين اليومية، ومنها الرياضة، التي كانت ولا تزال ساحة لترجمة حب الوطن إلى إنجاز واعتزاز.
واستذكر تادرس بفخر مشاركته مع المنتخب الوطني في الدورة الرياضية العربية عام 1997 في بيروت، حيث حقق الأردن أول ميدالية ذهبية في تاريخ مشاركاته العربية في كرة القدم، مؤكدًا أن ذلك الإنجاز ما زال محفورًا في ذاكرة كل من كان حاضرًا هناك.
وأضاف أن ذلك التتويج لم يكن مجرد انتصار رياضي، بل لحظة وطنية خالصة، تجلّت فيها رمزية الاستقلال، حين علت الراية الأردنية ودوّى السلام الملكي بين جماهير عربية، وكانت الدموع في أعين اللاعبين أصدق تعبير عن الانتماء والولاء.
وأوضح أن ما تحققه الرياضة الأردنية في مختلف المحافل هو ثمرة عزيمة رجال آمنوا بأن تمثيل الأردن في الميدان الرياضي لا يقل أهمية عن أي مهمة وطنية، لافتًا إلى أن الرياضة كانت وما زالت قادرة على أن تكون لسان حال الوطن في الخارج، وصوتًا صادقًا يعكس طموح أبنائه.
وقال إن عيد الاستقلال يُذكّرنا دومًا بضرورة مواصلة الطريق بنفس الروح، وأن نغرس في الأجيال الجديدة هذا الإيمان العميق بأن الإنجاز يبدأ من الحب الحقيقي للوطن، مشددًا على أن الأردن، كما رفع رايته جيل الأمس، سيبقى مرفوعًا بأيدي شباب اليوم والغد.
وفي الإطار ذاته، قال نجم المنتخب الوطني السابق الكابتن أحمد هايل إن مشاعر الانتماء والولاء للأردن لا تقتصر على الكلمات والشعارات، بل تتجسّد بالأفعال، سواء داخل الملعب أو خارجه.
وأكد أن الوطن له فضل كبير على كل من تربى على أرضه ونهل من خيره، مشيرًا إلى أن الانتماء الحقيقي يُقاس بما نقدّمه لوطننا، لا بما نقوله فقط.
وأوضح أن الرياضة كانت وما تزال إحدى الوسائل الحقيقية للتعبير عن الاستقلال، معتبرًا أن الإنجازات الرياضية ليست مجرد انتصارات تُسجَّل في الملاعب، بل رسائل صامتة تعكس قوة الإرادة الوطنية، وتجسّد روح العزيمة التي زرعها الاستقلال في نفوس الأردنيين.
وأضاف "كل مرة أرتدي فيها قميص المنتخب أشعر وكأني أعيش لحظة استقلال جديدة؛ لحظة نثبت فيها للعالم أننا أبناء وطن لا يعرف المستحيل، فالاستقلال ليس مناسبة نحتفل بها فقط، بل هو قصة مستمرة نكتبها كل يوم... في التدريب، في التضحية، وفي رفع اسم الأردن عاليًا".
من ناحيته، أشار الكابتن إسلام ذيابات إلى أن يوم الاستقلال مثّل مناسبة وطنية تتجلّى فيها معاني السيادة والحرية من خلال كل إنجاز وطني، موضحا أن الرياضة برزت كواحدة من أبرز أدوات التعبير عن الهوية والانتماء، إذ لم تكن مجرّد جهد بدني، بل سلوك حضاري عكس روح الاستقلال، وعزّز مشاعر الفخر كلّما ارتفع علم الأردن عاليًا في البطولات الدولية، سواء في الألعاب الفردية أو الجماعية، ممثلًا شعبًا آمن بقدراته وبقيادته.
ولفت إلى أن ما ميّز الأردن كان حرص القيادة الهاشمية، على متابعة الرياضيين وتكريم المتميّزين منهم، الأمر الذي دلّ على أن الرياضة شغلت مكانة رفيعة في وجدان الدولة، بوصفها جزءًا لا يتجزأ من مشروع وطني ارتكز على الإنسان وهدف إلى تحقيق التميز.
وأوضح ذيابات أن عيد الاستقلال الـ79 تزامن هذا العام مع حلم جماهيري كبير تمثّل في الطموح إلى رؤية العلم الأردني مرفرفًا يومًا ما في بطولة كأس العالم، أضخم محفل رياضي عالمي، معتبرا أن هذا الحلم يجسّد إرادة وطن مستقل لا يعرف المستحيل، ويؤمن بأن الرياضة ليست مجرد ميداليات أو نتائج، بل رسالة وطنية تعبّر عن كرامة الشعوب وطموحها المشروع نحو العالمية.
-- (بترا)