
القلعة نيوز- ينسج قطاع الصناعات الجلدية والمحيكات، قصة تجسد روح الاعتماد على الذات، في خيوط استثنائية، تعتلي صدارة التصدير والإنتاج الوطني.
ويصطف القطاع، شاهداً على قصة تحويل الخيط إلى رافعة اقتصادية، كنموذج رائد للتحول والابتكار، نحو اقتصاد مستدام، مستثمراً في الأيدي العاملة الوطنية، لا سيما الشباب والمرأة، ممكناً في المحافظات والفروع الإنتاجية، والمناطق الصناعية في عموم المملكة.
وقال ممثل قطاع الصناعات الجلدية والمحيكات في غرفة صناعة الأردن، المهندس إيهاب قادري، إن القطاع من الصناعات الوطنية التي تتربع في صدارة التصدير والإنتاج؛ بفضل الإرادة السياسية الداعمة والإصلاحات الاقتصادية المتواصلة.
وأضاف قادري في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن القطاع أصبح أحد الركائز الرئيسة للصناعة الأردنية؛ إذ يحتل المرتبة الأولى في قائمة الصناعات التحويلية التصديرية، فتجاوزت قيمة صادراته 2.5 مليار دولار أميركي في عام 2024، مشكّلة ما نسبته 26 بالمئة من إجمالي الصادرات الصناعية، إلى جانب إنتاج كلي بلغ أكثر من 3.2 مليار دولار.
وأشار إلى أن الأردن يعد اليوم، بفضل هذه الصناعة؛ قاعدة صناعية إستراتيجية لتصدير المنتجات إلى الأسواق العالمية، لا سيما الولايات المتحدة، في إطار اتفاقيات التجارة الحرة التي عقدتها المملكة.
ولفت إلى أنه يندرج ضمن المحركات الأساسية لرؤية التحديث الاقتصادي التي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني عام 2022، والهادفة إلى رفع إسهام الصناعة في الناتج المحلي الإجمالي، وتوليد مئات الآلاف من فرص العمل النوعية بحلول عام 2033.
وأكد سعي شركات القطاع حاليًا إلى التحوّل نحو صناعات ذات قيمة مضافة أعلى، من خلال تعزيز التصميم، والابتكار، وتطوير العلامات التجارية الوطنية، بالإضافة إلى التوجه نحو إنتاج مستدام يراعي الأبعاد البيئية والاجتماعية.
وفي إطار الشراكات، أشار قادري إلى توقيع مذكرة تفاهم مع مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، تهدف إلى رفع الإنتاجية، وتبني تقنيات تصنيع متقدمة، من خلال إنشاء تجمّع عنقودي يشمل الصناعات التكميلية، الأفقية منها والعمودية، بما يسهم في تمكين المنشآت العاملة في القطاع، خصوصًا الصغيرة والمتوسطة.
وأوضح أن هذه الشراكة تشمل مبادرات لبناء القدرات المؤسسية، وتطوير سلاسل القيمة، وتعزيز الامتثال للمعايير الدولية، بما يعزز من مكانة الأردن كمركز إقليمي لصناعات النسيج والجلود المتقدمة.
ويعد القطاع بحسب قادري، صناعة تقود التنمية البشرية؛ إذ يوفر أكثر من 90 ألف فرصة عمل مباشرة، وتُشكل النساء أكثر من 67 بالمئة من القوى العاملة فيه؛ ما يجعله من أكثر القطاعات دعمًا لتمكين المرأة اقتصاديًا، خاصةً في المحافظات والفروع الإنتاجية والمناطق الصناعية المنتشرة في مختلف أنحاء المملكة.
كما يستقطب القطاع، الشباب الأردني من خلال برامج تدريب وتوظيف متخصصة، تسهم في تمكينهم اقتصاديًا ورفع مهاراتهم بما يتلاءم مع متطلبات سوق العمل الحديث، بحسب قادري.
وأوضح أنه وتماشيًا مع الاتجاه العالمي نحو الاقتصاد الأخضر، تتبنى كبرى المصانع الأردنية في هذا القطاع معايير الاستدامة البيئية والاجتماعية، بما في ذلك استخدام الطاقة الشمسية، وتقنيات معالجة المياه، والالتزام بممارسات الإنتاج المسؤول؛ مما عزز من قدرة المنتج الأردني على المنافسة في الأسواق الأوروبية والأميركية.
وأكد أن قطاع الصناعات الجلدية والمحيكات، يعد نموذجًا حيًا لتكامل الرؤية الاقتصادية الوطنية مع التمكين المجتمعي، والتعاون الدولي، والابتكار الصناعي. وفي عيد الاستقلال الـ79، تؤكد هذه الصناعة أن الاستقلال ليس فقط مناسبة وطنية، بل حافز دائم لمواصلة البناء، وتحقيق الاعتماد على الذات، وترجمة رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني نحو مستقبل مشرق مزدهر للأردن.
--(بترا)