
القلعة نيوز:
الدكتور محمد الطحان
تمرّ
السنوات سريعًا بنا نستيقظ كل صباح لنكرّر ذات المشهد لنلتحق بمواعيدنا،
ومسؤولياتنا، وأعمالنا التي لا تنتهي مسؤوليات، مواعيد، ضغوط، وانشغال لا يهدأ
نُنجز نُربّي نبني، ونُخطّط لمستقبل لا نعلم
إن كنا سنبلغه، ثم ننام… لنبدأ الحلقة من جديد لكن...هل توقّفنا لحظة لنسأل أنفسنا
هل نعيش حقًا؟ أم أننا فقط نؤدي واجبات الحياة دون أن نذق طعمها؟
في مراحل
متقدمة من العمر، يتغير منظور الإنسان للحياة تصبح الأيام مرآة ينظر فيها إلى ماضيه،
يتأمل ما أنجزه لكن يبقى التساؤل مؤلمًا وصادقًا هنا هل كنت أعيش؟ أم أنني فقط كنت
على قيد الحياة؟
لقد
انشغلنا ببناء البيوت،وتربية الأبناء وتحقيق الاستقرار تعبنا كثيرًا وحققنا الكثير،
لكننا دون أن نشعر تركنا أنفسنا خلفنا
وأهملنا مشاعرنا،وسعادتنا، ونسينا أن الحياة ليست مجرد سنوات نعيشها، بل لحظات نحسّ
بها.
نحن اليوم أكثر وعيًا بأن الزمن لا يعود، وأن الفرص
لا تتكرر وربما هذا الإدراك المتأخر هو أجمل ما في النضج.
فحين
نسقط أوهام الإنجاز، وننظر في أعماقنا، نكتشف أن أجمل ما في الحياة هو أن نعيشها بصدق،
لا بسرعة فالحياة لا تُقاس بطول العمر، بل بعمق اللحظات.
وخلاصة
القول ان الزمن يمضي... لكن الحياة تبدأ حين ننتبه أننا ما زلنا أحياء.