شريط الأخبار
الصفدي: الملك أعاد توجيه العمل العربي المشترك لمعادلة الردع نتنياهو: هجوم الدوحة عملية إسرائيلية "مستقلة تماماً" الملك يعود إلى أرض الوطن حمل الوطن على أكتافه فحملوه على أكتافهم ... استقبال مُهيب لمحبوب البادية الشمالية "العميد الركن عواد صياح الشرفات" ( شاهد بالصور والفيديو ) متحدثون : دعم أردني ثابت ومطلق لقطر في مواجهة العدوان الإسرائيلي حزبيون وأكاديميون: خطاب الملك دعوة لموقف موحد وتحرك عملي الملك يلتقي في الدوحة ولي العهد السعودي الملك يعقد لقاءات في الدوحة مع قادة دول شقيقة نواب: خطاب الملك بـقمة الدوحة يمثل موقفا أردنيا ثابتا تجاه قضايا الأُمة الملك وأمير دولة قطر والرئيس المصري يجرون اتصالا مرئيا مع قادة فرنسا وبريطانيا وكندا البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية الطارئة المنعقدة في الدوحة جدول وتوقيت مباريات الجولة الأولى من مرحلة الدوري بدوري أبطال أوروبا ماسك يستثمر مليار دولار إضافية في "تسلا" وزير الدفاع الإيراني يتحدث عن "مؤامرة ضد العالم" تصريح صلاح بعد مباراة ليفربول وبيرنلي يثير تفاعلا واسعا انخفاض بورصة تل أبيب بعد تصريحات نتنياهو بريطانيا.. اتهامات برلمانية لماسك بالتحريض على العنف خلال احتجاجات لندن دوبلانتس يحقق المستحيل.. أول إنسان في التاريخ يكسر حاجز 6.30 مترا في القفز بالزانة الرواشدة يفتتح يومًا ثقافيًا في مدرسة النقيرة الثانوية للبنات الشرع : "ما اجتمعت أمة ولمّت شملها إلا وتعاظمت قوتها

د. محمد فرج.. يكتب: الدعاية الإسرائيلية سلاح يتقدم المعركة

د. محمد فرج.. يكتب: الدعاية الإسرائيلية سلاح يتقدم المعركة
القلعة نيوز _ كتب: الدكتور محمد نصرالله فرج
منذ نشأتها، لم تعتمد إسرائيل على القوة العسكرية وحدها لفرض وجودها، بل سارت في خط موازٍ لبناء واحدة من أكثر منظومات الدعاية والإعلام احترافًا وتأثيرًا في العالم. فمنذ إعلانها كدولة عام 1948، حرصت على تشكيل رواية إعلامية تظهرها كضحية دائمة وسط محيط معادٍ، وتحجب حقيقة كونها دولة احتلال تمارس القمع، وتشن الحروب، وتوسع الاستيطان على حساب شعب أعزل.

استثمرت إسرائيل طوال عقود في ترويج صورتها على أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، والمحاصرة من جماعات متطرفة تهدد وجودها. وقد وجدت هذه الرواية آذانا صاغية في معظم وسائل الإعلام الغربية، بفضل النفوذ المتجذر للوبيات الصهيونية داخل المؤسسات الإعلامية والسياسية الدولية، حيث يمنع استخدام مصطلحات مثل "الاحتلال أو الاستعمار أو الإبادة" عند الحديث عن سياسات إسرائيل، بينما تمنح مصطلحات مثل "الدفاع عن النفس والرد على الإرهاب" حصرية لسردية الجيش الإسرائيلي.

وفي كل حرب تشنها إسرائيل، في الوطن العربي وخاصة في فلسطين، تعمل أجهزتها الإعلامية والاستخباراتية على تسويق صورة مفادها أنها تخوض حربا اضطرارية، وتتجاهل عمدا الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين. تفتح أبواب المحطات الإخبارية الكبرى أمام الناطقين باسم الجيش الإسرائيلي، بينما يُغيب الصوت العربي والفلسطيني أو يقدّم كطرف مشبوه، في مشهد يعكس اختلالا عميقا في ميزان العدالة الإعلامية.

في المقابل، تستخدم إسرائيل سلاح الإشاعة كجزء لا يتجزأ من حربها النفسية ضد الخصوم. وهي إشاعات موجهة بدقة، تبث لتفكيك الجبهات الداخلية للمقاومة، أو لضرب الثقة الشعبية بقياداتها، أو لتأليب الرأي العام العربي والدولي. وقد شهدنا مرارا تسريبات كاذبة عن خلافات داخلية، أو اغتيالات، أو صراعات مزعومة بين فصائل المقاومة، سرعان ما يتضح زيفها، لكن بعد أن تكون قد أدت غرضها في بث البلبلة.

في العصر الرقمي، ازدادت قوة هذه الدعاية، حيث تنشط إسرائيل عبر آلاف الحسابات المجهولة أو المدارة من قبل الجيش الإلكتروني أو الوحدة 8200 التابعة لها، لبث روايات مزيفة، وتحريف مقاطع الفيديو، ونشر أخبار مضللة، وتوجيه النقاشات على وسائل التواصل الاجتماعي. كما تستخدم تقنيات متقدمة تشمل الذكاء الاصطناعي وتعديل المحتوى، لإرباك المتلقي وإغراقه بمعلومات متضاربة، تجعل من الصعب الوصول إلى الحقيقة.

وما شاهدناه من الدعاية الإسرائيلية خلال الضربة الأولى على إيران، وما رافقها من إشاعات مكثفة عن انهيار النظام الإيراني، لم يكن سوى محاولة مدروسة لخلخلة الجبهة الداخلية، وبث الذعر والإرباك، عبر روايات مضللة تستهدف معنويات الشعب وتماسك مؤسساته.

ومع ذلك، فإن قدرة إسرائيل على التحكم في الرواية بدأت تتآكل. فقد شهدت حرب غزة تحوّلا نوعيا في وعي الشعوب، وباتت منصات التواصل الاجتماعي فضاءً مفتوحا لكشف الحقائق، بالصوت والصورة، دون وسطاء أو رقيب. في العدوانات المتكررة على غزة، وثقت كاميرات الهواتف المحمولة جرائم الاحتلال، ووصلت مشاهد القصف والدمار إلى العالم لحظة وقوعها، ما أجبر إسرائيل أحيانا على التراجع عن مزاعمها، تحت ضغط الرأي العام الدولي.
لقد أثبتت الدعاية الإسرائيلية أنها سلاح مركزي في المعركة، لكنها لم تعد قادرة على إخفاء الحقيقة كما في الماضي. اليوم، بات الصوت الفلسطيني أقوى، والمقاومة لا تُواجه فقط بالسلاح، بل بمنصات الإعلام والمعلومة، التي تحولت إلى ميدان حقيقي للمواجهة، لا تقل فيه الكلمة أهمية عن الرصاصة.