شريط الأخبار
علاء حبش بطلاً لفئة الماستر في الجولة الثانية من بطولة الأردن للكارتينغ الهميسات يسأل الحكومة حول أسباب حل المجالس البلدية وتعيينات المجالس الجديدة نجم "الريدز" يثير الجدل بتصريحاته حول مستقبله مع ليفربول المومني: لا نتهم أحدا بالاعتداء على الحباشنة أسعار الخضار والفواكه في السوق المركزي اليوم عين على القدس يسلط الضوء على جرائم المستوطنين بالضفة الغربية والقدس وفيات الثلاثاء 8-7-2025 تفاصيل جديدة من الضريبة حول الإعفاء من الغرامات وصرف الرديات بالأسماء .. مدعوون لإجراء المقابلات الشخصية وزارة التربية: إنهاء تصحيح العربي والإنجليزي وترجيح إعلان نتائج التوجيهي بهذا الموعد استثناء السلط من الانتخابات البلدية وزارة التربية : نسبة الخطأ في تصحيح "التوجيهي" بسبب جمالها.. دعوات لإيقاف حكمة برازيلية عن التحكيم مقتل 5 جنود صهاينه وإصابة 10 آخرين على الأقل في عملية كبيرة بشمال غزة طائرات سلاح الجو الملكي تواصل إخماد الحرائق في سوريا الأرصاد: طقس صيفي اعتيادي حتى الخميس اعتداء على الزميل الصحفي فارس الحباشنة أمام منزله في عمّان انهيار مبنى آيل للسقوط في إربد طلبة التوجيهي يواصلون اليوم امتحاناتهم قبل اختتامها الخميس اليماني يكتب: ناعور المدينة الزراعية والإنتاجية الوادعة بين عمان والقدس

حمزة أيمن الشوابكة يكتب: قائدٌ بحجم أمة الملك عبدالله الثاني يكتب ببلاغته تاريخاً جديداً من الشجاعة والكرامة

حمزة أيمن الشوابكة يكتب: قائدٌ بحجم أمة الملك عبدالله الثاني يكتب ببلاغته تاريخاً جديداً من الشجاعة والكرامة
القلعة نيوز:

في لحظة فارقة من تاريخ العالم، وفي قاعة البرلمان الأوروبي التي اعتادت أن تحتضن خطابات القادة وصُنّاع القرار وقف اليوم جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، لا كزعيمٍ لدولةٍ صغيرة في الجغرافيا، بل كأيقونة كبرى في معادلة الأخلاق والسياسة العالمية.

وقف كقائد عربي يحمل همّ الأمة، ويلبس عباءة الكرامة، ويتلو رسالة الحق في وجه عالمٍ أنهكته الازدواجية وفقدت فيه الإنسانية ملامحها.

لم يكن خطاب جلالة الملك مجرد مناسبة بروتوكولية، ولا مادة أرشيفية تُضاف إلى سجلات الزيارات الرسمية، بل كان خطًا فاصلًا بين زمنين: زمن الصمت والتواطؤ، وزمن المواجهة بالكلمة، بالسؤال، وبالضمير.

لقد كانت كلماته بمثابة قنديل مضاء وسط عتمة المواقف الغربية من مأساة غزة، وحصار الضمير الدولي، وإفلاس القيم التي لطالما تبجّح بها الغرب.

خطاب لا يُلقى بل يُسجَّل الملك لم يُلقِ خطابًا، بل صاغ بيانًا أخلاقيًا للتاريخ. خاطب أوروبا من منصتها التشريعية الكبرى، لا بانكسار المستجدي، ولا بمهادنة الضعيف، بل بعزة من يُدرك عمق الحق الذي يُدافع عنه.
تحدث بلسان الإنسان أولًا، ثم بلسان العربي، ثم باسم القدس، وباسم الأطفال الذين يُذبحون على مرأى العالم ومسمعه.

كان صوته متزنًا، ونبرته صارمة، وملامحه مشحونة بالوجع والصدق. لم يكن يخطب فيهم، بل يُحاكمهم: "أين كانت إنسانيتكم حين كانت أجساد الرضع تحت الأنقاض؟ أين كانت قوانينكم الدولية حين كانت المدارس والمستشفيات تُقصف؟ بأي حقّ تتحدثون عن القيم، وأنتم تشيحون بوجوهكم عن المجازر اليومية في غزة؟"

جلالة الملك في قلب أوروبا ولكن بوجه الشرق
خطابه لم يكن خطاب أردني بحت، بل خطاب أمة بأكملها. حمل هموم الفلسطيني في مخيم جنين، والطفل في رفح، والمرأة التي تُنقّب عن جثة ابنها تحت الركام في خان يونس. حمل وجع كل أم عربية تُودّع ابنها دون أن تعرف حتى إن كان سيُدفن بكرامة.

وفي المقابل، تحدث أيضًا باسم الأردن، الدولة التي رغم محدودية مواردها، وقفت تاريخيًا بجانب فلسطين والحق العربي، دون تردد، ودون مساومة.

تحدث عن أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، لا كمجرد دور سياسي، بل كعهد تاريخي لا يُفرّط فيه. وذكّر أوروبا والعالم بأن القدس ليست ملفًا تفاوضيًا، بل روح أمة وكرامتها، وأن العبث بمكانتها هو عبث بالأمن الإقليمي والدولي معًا.

قوة بلا استعلاء شجاعة بلا تهور الملك لم يكن متجهمًا في خطابه، ولم يكن متوسلًا، بل كان شديد الوضوح، بالغ المسؤولية. خاطب الأوروبيين بلغة تحترم تاريخهم، ولكن تفضح تناقضاتهم. لم يساوم على المبادئ، ولم يُهادن القيم المزدوجة. كان يُمسك بخيط التوازن بين دبلوماسية الدولة، وصرخة الإنسان، ونداء الضمير.

ذكّرهم أن الحرب في غزة ليست فقط أرقامًا وإحصائيات، بل قضية حقّ وعدالة. وأن استمرار التغاضي عن الجرائم اليومية هو مشاركة ضمنية فيها. وأن صمت المؤسسات الغربية لم يعد يُفسَّر إلا كتواطؤ أو عجز.

الأردن في عهد الملك ضمير الأمة لا حارس حدود
بهذا الخطاب، أعاد جلالة الملك تثبيت موقع الأردن كقوة أخلاقية في الإقليم، ودولة صاحبة رسالة وليست فقط نظام حكم. الأردن، بقيادة الملك، يثبت يومًا بعد يوم أنه ليس مجرد دولة تبحث عن معونات أو تقايض مواقف، بل وطن يبني قراره على مبادئ لا تُشترى ولا تُباع.

لقد قالها الملك بوضوح: الأمن لا يُبنى على الخوف، والسلام لا يقوم على أنقاض العدالة، ولا يُمكن لأي استقرار أن يصمد في ظل غياب حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

خاتمة صوت من لا صوت له خطاب جلالة الملك في البرلمان الأوروبي اليوم لم يكن مجرد حدث سياسي. كان بيانًا إنسانيًا، وثيقة تاريخية، ونداء أخلاقي سيتردد صداه طويلًا في ضمير كل من بقي لديه ذرة من إنصاف.

لقد تحدث جلالته باسم أمة أنهكها الصمت العالمي، وتآكلت أعصابها من مشهد الدم اليومي في غزة. لكنه لم يرفع صوته من باب الغضب فقط، بل من باب الأمل بأن هناك من لا يزال يملك الشجاعة ليقول الحقيقة، ويُعيد التوازن إلى عالم اختلّ ميزانه.

نعم، لقد وقف الملك في البرلمان الأوروبي لكن صدى خطابه ارتد في كل بيت عربي، وكل وجدان حي، وكل عقل لم تُشوّهه بروباغندا الزيف وقف الملك فوقفنا معه، ورفع رأس الأردن والعرب عاليًا، وقال بصوته الهادئ ولكن الحاسم: "كفى."

بقلم: حمزة أيمن الشوابكة
17 حزيران 2025 – عمّان