شريط الأخبار
حضور مميز للملكة رانيا فى حفل افتتاح المتحف المصرى الكبير حكومة غزة: إسرائيل تتلكأ بإدخال المساعدات عطية: هيبة مجلس النواب تواجه مشكلة وتعود بتحقيق العدالة وزير دولة لتطوير القطاع العام: الحكومة عملت على الارتقاء بأداء الجهاز الحكومي وزير الخارجية: الأولوية الآن ضمان الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار بغزة الرئيس المصري يشهد حفل افتتاح المتحف الكبير بحضور 79 وفدا دوليا الشرع يزور واشنطن ويلتقي ترامب قريبًا الملكة رانيا تشارك في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير وزير الداخلية : وسائل إعلام روجت مبادرة الداخلية انها ضد الديمقراطية ( شاهد بالفيديو والصور ) العودات: تمكين المرأة ركيزة أساسية في مشروع التحديث السياسي الحنيطي يلتقي عدداً من كبار القادة العسكريين على هامش “حوار المنامة 2025” العليمات والشوملي.. نسايب .. العليمات طلب والعوايشة أعطى السفير العضايلة يشارك في مراسم تنصيب الأرشمندريت الأردني الدكتور الأزرعي مطرانًا في بطريركية الإسكندرية "واشنطن بوست" تكشف حجم الوجود العسكري الأمريكي قبالة سواحل فنزويلا واحتمال توجيه الضربات الأولى الاحتلال الإسرائيلي: الجثث التي سلمتها حماس لا تعود لمحتجزين إسرائيليين "مقاومة الجدار والاستيطان": الاحتلال سيدرس بناء 2006 وحدات استيطانية جديدة "الاتصال الحكومي" تنشر تقريرا حول انجازات الحكومة خلال عام الأردن وألمانيا يحددان "شرط" انتشار القوة الدولية في غزة حزب المحافظين: حملة ممنهجة طالت رئيس مجلس النواب حماس تطالب بتوفير معدات وطواقم لانتشال الجثث

اثنا عشر يومًا من الرد المتتابع.. والصفقة لم تشمل الغزلان

اثنا عشر يومًا من الرد المتتابع.. والصفقة لم تشمل الغزلان
اثنا عشر يومًا من الرد المتتابع.. والصفقة لم تشمل الغزلان
القلعة نيوز:
الصحفي محمد الفايز


في زمنٍ تاهت فيه المعايير، وتبدّلت فيه السلالات، لا عجب أن تسمع عن كلاب مهجّنة تتسيّد محمياتٍ كانت يومًا تُعانق السماء بعطر الخيول العربية الأصيلة، وتتمايل فيها الغزلان برشاقة الضوء.

ذات زمنٍ قريب، وفي بقعةٍ مباركة من الأرض، محميةٌ من أجمل محميات الخلق، عُرفت بخيراتها، وطيب أرضها، وكرم سكانها من الغزلان والخيل الأصيلة، عاشت بطمأنينة، حتى غزاها غرباءُ من سلالة ضالة، كلابٌ هجينة، لا تعرف أصلاً، ولا تحفظ نسبًا، تقودها غرائز منزوعة الرحمة، تنبح ولا تفهم، وتنهش ولا تشبع.

كان زعيمهم كلبًا نتن الرائحة، غليظ القلب، من سلالةٍ تعرف بين الحيوانات بـ دُبر مان المجنون، أو البيتبل المسعور، لا يرحم صغيرًا ولا يعرف حرمةً لكبير، أكلوا من الغزلان ما لا يُعدّ، وذبحوا أولادهم في المهد، خربوا المراعي، ولوّثوا الينابيع، حتى صارت ريح الأرض لا تطاق من فرط نتانتهم.

لم تكن الخيول صامتة، بل ركلت بكل قوتها، صهلت دفاعًا عن نسلها وعن مرابعها، لكن الكلاب كانت أكثر قبحًا.

وامتد الخراب حتى خرج كلب النتن صوب محميةٍ أخرى بعيدة، عُرفت بين الحيوانات باسم محمية السلقان، وهناك كانت تعيش سلالة من نوع السلق، والتي كانت تبدي اهتمام لمساعدة سكان الأرض المباركة، ظنّ كلب النتن أنه سيصيبهم ببعض مما أصاب به غيرهم من الخراب، فبثّ روائحه بينهم، وترك أذاه يسري في المراعي.

لكن السلق لم يكن غافلاً، اثنا عشر يومًا من الرد المتتابع، فيها أظهر السلق أنه لا يُساوَم على أرضه، ولا يصمت على نباح الطامعين، ومع أن السلق لا يهاجم أحدًا في طبعه، إلا أن غريزة البقاء قادته، فقاتل لا حبًا في الدم، بل دفاعًا عن أصل الأرض، والتي كادت أن تضيع.

الغريب في الأمر أن الكلاب النتنة لم تُوقع اتفاقًا إلا مع السلق وحده، أن لا يهاجموا أرضه، وأن لا يهاجمهم هو بدوره، لكن الاتفاق لم يشمل الغزلان ولا الخيول ولا أطفال المراعي.

وكأنها رسالة مُبطّنة، ابقَ حيًّا إن كنت قويًا، أما الضعفاء… فلهم الله.

فبقيت الخيول والغزلان وحيدة، تُقاتل تحت سماء مفتوحة، لم تذكرها بيانات السلام، ولا شملها قرار وقف النباح، لكنهم لم يكونوا وحدهم، فقد كان معهم خالقهم، الذي يراهم ولا يتركهم، وإن طال الأمد.

وهنا تتجلى الفلسفة العميقة، ان الكلب أخو السلق، وليس كل من حمل الناب، كان نبيلاً.
فالأصالة ليست في المظهر، بل في الموقف.

هذه القصة مرآة لواقعٍ مُرّ، نعيشه بصمت، حين تَخذُل، وتُعقد الاتفاقيات على حساب الأبرياء،
فلا تنتظر من الكلاب إلا النباح، ولا من الغزلان إلا الرقيّ في الشهادة.