
بقلم: فراس جرار
مع كل موسم نتائج للثانوية العامة، يطفو على السطح السؤال الأزلي: "ماهو التخصص الذي سأدرسه؟" ويكاد يكون الجواب مرهونًا برقميْن لا ثالثلهما: معدل الثانوية، وما تم "تسكيكك" فيه من مقعد جامعي عبر القبولالتنافسي. لكن ماذا لو أن هذه الطريقة التقليدية في الاختيار لم تعد تناسبتطورات العصر وماذا لو كان الطريق إلى مستقبل ناجح لا يمر بالضرورة عبرما فُرض عليك
في زمن تحكمه المرونة والفرص الواسعة، لم يعد من المنطقي أن يُحدد مسارحياة شاب أو فتاة من خلال معدل، أو أن يُرغَم على تخصص فقط لأنه حصلعلى مقعد فيه ضمن "قائمة القبولات". بل بات من الضروري أن نعيد تعريفمفهوم "الاختيار" ليصبح مبنيًا على الشغف، المهارات، والتوجهاتالمستقبلية.
المعدل ليس مقياسًا للقدرة
معدل الثانوية هو تقييم لمرحلة تعليمية واحدة، وهو في كثير من الأحيان لايعكس الإمكانيات الحقيقية للطالب. قد يكون الطالب موهوبًا في التصميم أوالبرمجة أو الفنون، لكنه لم يحصل على معدلٍ عالٍ بسبب عدم توافق النظامالدراسي مع طريقته في التفكير أو التعلم , التمسك بالمعدل كمعيار وحيدلاختيار التخصص الجامعي يشبه تقييم قدرة السمكة على تسلق الشجرة ( مثال عن الإستحالة )
التخصص المفروض ليس قدرك
في أغلب الأنظمة الجامعية العربية، يحصل الطالب على مقعد جامعي وفقالتنافس والمعدلات، وليس وفق الميول. فيُجبر الطالب على دراسة ما لا يحب،ويقضي سنوات في تخصص لا يرى فيه نفسه، ثم يتخرج ليبدأ رحلة التيهالمهني أو التحول لاحقًا في مسار مختلف. وهذا ما يفسر حالات الإحباط أوإعادة التوجيه بعد التخرج أو حتى في منتصف الطريق الجامعي والذي قد ينعكس لاحقا عن البطالة وانعكاسها على المجتمع بالاقتصاد السيء .
إذًا، كيف تختار تخصصك اعرف نفسك
جأولاً: ما هي اهتماماتك؟ ما الذيتستمتع بفعله دون ملل؟ ما المجالات التي تشعر أنك قادر على الإبداع فيها
2. اكتشف سوق العمل الحديث: لا تعتمد فقط على التخصصات التقليدية، بلابحث عن التخصصات الجديدة والمطلوبة في المستقبل: مثل الذكاءالاصطناعي، الأمن السيبراني، التصميم الرقمي، ريادة الأعمال، وغيرها.
3. ابحث عن البدائل: الجامعات الخاصة، الدراسة عبر الإنترنت، الشهاداتالمهنية، أو حتى التعليم الذاتي. كلها مسارات يمكن أن توصلك لما تحب، حتىلو لم تقبلك الجامعة في التخصص الذي ترغب به.
4. لا تخف من المخاطرة: كثير من الأشخاص تركوا تخصصاتهم الجامعيةلاحقًا وبدأوا في مجالات جديدة، ونجحوا فيها بشكل لافت الفشل ليس فيتغيير المسار، بل في الإصرار على
طريق لا يناسبك وحتى لو اخذت وقت أطول
التعليم لم يعد كما كان
في عصر المهارات، أصبح الشغف والخبرة العملية والمهارة أهم من الشهادةبحد ذاتها. الشركات تبحث عن أصحاب الكفاءة، لا عن حملة الشهادات فقط. ومنصات التعليم المفتوح مثل "كورسيرا" و"يوديمي" و"إدراك" أتاحتللجميع فرصة تعلم أي شيء من أي مكان.
وكما أنصح دائما انظر الى التخصصات التي لا غنى عنها مهما تقدمت التكنولوجيا والاداة المستخدمة لكن اصلها ثابت لن يحل مكانها اي تطور بل تعتبر مساعد ومساند , ولا تستمع الى من هو فاقد مستقبله وأمله فقط بيومه هؤلاء لا يريدون لك الا ان تكون معهم وإن جاملوك وتظاهروا بحبهم وخوفهم عليك عقلك ورؤيتك للناجحين هي من تحفزك .
اخيرا وكن متأكد تماما.........
اختيار تخصصك الجامعي هو قرار مصيري، لكنه لا يجب أن يكون خاضعًافقط لرقم في كشف علامات أو لرغبة عشوائية. دع شغفك يقودك، ولا تجعلالآخرين يقررون عنك مستقبلك. الجامعات قد تفرض عليك مقعدًا لا يليق بشغفك وقدراتك , لكن أنت من يحدد الطريق والمستقبل .
فراس جرار