شريط الأخبار
القضاة يشارك في حفل استقبال السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى سوريا مدرب العراق: الأردن فريق قوي وجاهزون للمباراة بن غفير يجدد التهديد بهدم قبر الشيخ عز الدين القسام مقتل أردني على يد ابنه في أمريكا .. والشرطة توجه تهمة القتل العمد روسيا تسجل انخفاضًا جديدًا في عائدات النفط إغلاق طريق الكرك- وادي الموجب لوجود انهيارات القضاة يستقبل مدير شؤون الأونروا و رئيسة البعثة الفنلندية في سوريا وزير الخارجية الصيني يزور الأردن والإمارات والسعودية وزير المالية يلقي رد الحكومة على مناقشات النواب لمشروع قانون الموازنة العامة للسنة المالية 2026 مجلس النواب يُقر بالأغلبية مشروع قانون الموازنة العامة للسنة المالية 2026 رئيس الوزراء يؤكّد التزام الحكومة بالعمل مع مجلس النوَّاب في جميع مراحل تنفيذ الموازنة واستمرارها في نهجها القائم على الشفافيَّة والتَّعاون والانفتاح على جميع الآراء والمقترحات الصفدي يلتقي نظيره الإماراتي لبحث التعاون والقضايا الإقليمية الأرصاد: الأمطار تتركز الليلة على المناطق الوسطى والجنوبية القيسي: آن الأوان لعدالة حقيقية بين شرق وغرب عمّان استقالة رئيس وزراء بلغاريا وسط احتجاجات واسعة كلية الزراعة التكنولوجية في جامعة البلقاء التطبيقية تنظم اليوم العلمي للزراعة العضوية عشرات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى والجيش يقتحم مناطق بالضفه ترامب يعتزم تعيين جنرال أمريكي لقيادة قوة أمنية في غزة النائب رانيا أبو رمان: تدعو الحكومة لزيادة رواتب الموظفين وحماية المتقاعدين من العوز العوايشة: موازنة 2026 لم تحقق جديدا والفقر والبطالة مستمران

الرواشدة يكتب : ‏من هنا يبدأ مشروع خدمة العلم

الرواشدة يكتب : ‏من هنا يبدأ مشروع خدمة العلم
حسين الرواشدة
‏صحيح ، استدعاء "خدمة العلم " بعد انقطاع طويل ضرورة وطنية، وهو جزء من مشروع (الاستدارة للداخل)؛ هذا الذي يحتاج إلى رؤية أوسع ، تستند ، أولاً، إلى بناء ثقافة وطنية تضع الأردن عنواناً لها، الأردنيون يطمئنون، تماماً، إلى جيشهم الباسل ،ويثقون به ، وهو قادر -كما كان دائماً- على إنتاج أجيال تؤمن بهويتها الوطنية الأردنية ، وتفرز أفضل ما لديها من معرفة ومهارات وتضحيات لخدمة بلدها ، والحفاظ على منعته وازدهاره.
‏لكن ، هل يكفي ذلك ؟ أكيد لا ، خدمة العلم، أقصد خدمة الوطن ، يجب أن تبدأ من مدارسنا وجامعاتنا، وأن تعمم على كافة مؤسساتنا ، لقد اكتشفنا( هل اكتشفنا حقاً؟)، أننا تأخرنا كثيراً في إعداد أجيال أردنية تعرف الأردن، وتعتز بتاريخه وتقدر إنجازاته، من يتحمل مسؤولية ذلك هو "نحن " الأردنيون ، أقصد الإدارات العامة والنخب، من يرصد ما فعله بعض التي اقتحموا مدارسنا وجامعاتنا وفضاءنا العام ، يدرك ما حصل من تشويش وتشويه داخل عقول أبنائنا وشبابنا اتجاه بلدهم.

‏إذا اتفقنا على أن الانتماء ليس وصفة تتم بكبسة زر ، وإنما فعل مدروس ، يؤسس لثقافه عامة ، وإيمان عميق ، وسلوك نابع من الضمير الوطني ، فإننا بحاجة إلى معلم في المدرسة ،وأستاذ في الجامعة ،ومسؤول في الوزارة، وإمام في المسجد ،ورموز ملهمة في السياسة ، يتبنون كلهم مهمة تنشئة الأجيال الأردنية وتربيتهم على قاعدة الانتماء للأردن أولاً، الدولة والوطن ، بالأفعال لا بمجرد الخطابات ، فهل نجحنا في ذلك ؟
‏قلت مراراً: نحتاج إلى حركة وعي على الأردن ومن أجله ، لا يجوز ، أبداً، أن نترك فضاءاتنا العامة ومدارسنا وجامعاتنا ومنصاتنا الإعلامية ساحة لبعض الذين لا يرون الأردن إلا "بقعة من السواد"، ولا يرون الأردنيين إلا من ثقب مصالحهم وأيدولوجياتهم ، وما يقدمونه لقضايا الآخرين خارج الحدود، خدمة العلم تذكرنا أن مدرسة الجيش التي نعتز بمن فيها من عسكر ، يجب أن تعمم وتمتد لجميع مؤسساتنا الثقافية والتعليمية ، الدينية والإعلامية، لا أقصد -فقط - مناهج التدريس والخطاب العام والبرامج ، وإنما ، أيضاً، من يتولى هذه المهمات ومن يتصدر المشهد ؛ الأدوات والأشخاص مسألة مهمة جداً.
‏بصراحة ، تصحيح وتجويد السياسات العامة ، وإعادة العافية لمؤسساتنا في كافة القطاعات مسألة مهمة، لكن إنجازها يحتاج إلى "رجالات " يملأون مواقعهم، نماذج أردنية وطنية ملهمة، لا مجرد موظفين ؛ الوطنية هنا لا تعني التصفيق بحثاً عن غنيمة ، أو انتظارا لمكافأة، وإنما "مبدأ " راسخ ، ويقين لا يتزعزع، والتزام لا يخضع للنقاش ، يضع الأردن كوطن ودولة أولوية ، والإعتزاز بهويته الوطنية شرف ، والدفاع عنه فريضة .
‏ هنا ، نحتاج إلى مسارين، الأول : استدعاء الخبرات الوطنية التي ساهمت في بناء الأردن ، هؤلاء موجودون وجاهزون للقيام بالواجب ،المسار الثاني : إعداد جيل جديد من القيادات الشبابية الأردنية يعمل وفق مواصفات خدمة العلم ، وهؤلاء موجودون أيضاً، بالإستناد إلى هذين المسارين يمكن ، لا بل يجب، إطلاق المشروع الوطني، بحيث يصبح الأردن في الثقافة والفن والإعلام ، في مدارسنا وجامعاتنا وشوارعنا ، هو العنوان والهدف الأساسي لكل ما نتحدث به في نقاشاتنا العامة ، واستراتيجياتنا الرسمية، حول الهوية والإنجاز والتاريخ والمستقبل ، وعندها سنوات قليلة قادمة ستكون كفيلة بإنجاز استدارة إلى الداخل انطلاقا من فكرة واحدة "خدمة علم " تنهض بها كافة إداراتنا العامة ، والقوى الحية في مجتمعنا.